تعدد المواهب مكّن الفنان "بهجت عزيز ونوس" من توظيف مخيلته لتقديم لوحات ضوئية باستخدام أبسط الأدوات والتقنيات، ليخلق لوحات اتسمت بالغرابة للوهلة الأولى، قدمها في معرض ضوئي.

إذاً، هي البساطة في التعامل والإبداع في التوظيف، هو ما أكده الفنان "بهجت عزيز ونوس" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 تشرين الثاني 2015؛ خلال معرضه الفني في ثقافي "طرطوس"، مضيفاً: «قدمت نحو عشرين لوحة تصويرية بتقنية الرسم بالضوء، وهي المرة الأولى التي أقدم فيها هذا النموذج من الفن، وللعلم فإن الرسم بالضوء يختلف تماماً عن التصوير الضوئي؛ حيث إن التصوير الضوئي يعتمد الاشتغال على فكرة ثابتة وجامدة، بينما الرسم بالضوء يعتمد توضيب أشياء بالمخيلة ومن ثم إنجاز مشروع لوحة ذات بعد ثقافي وفلسفي وروحي بحسب الاهتمام، وذلك من أشياء بسيطة جداً، يمكن أن تتوفر في أي ركن محيط بنا».

ولكوني أعمل كمراسل صحفي في موقع "بسمة وطن"، فقد أستقي من التقنية المقدمة للوحات والمخيلة الواسعة للفنان لأضيفها إلى عملي، فأنتج صوراً صحفية إبداعية

وعن أدواته قال: «الأدوات بسيطة جداً قد تكون خشبية أو حجرية أو بلاستيكية، وبالنسبة للتقنيات فهي عبارة عن كاميرا عادية جداً، لكن المهم بالأمر كيفية توظيف الضوء بالنسبة للأشياء التي تم توضيبها مسبقاً، حيث تلعب دوراً مهماً طريقة وحالات تسليط الضوء على تلك الأشياء، لإظهار المهم والتعتيم على جوانب أخرى قد تكون بذات الأهمية أو أقل، وذلك بهدف الابتعاد عن القالب التقليدي، بالاعتماد على الخلق والإبداع وهي السمة الأساسية للفن والفنان».

من أعمال الفنان بهجت عزيز ونوس

الشاب "قصي عجوة" طالب جامعي ومن الحضور الذين التقيناهم في المعرض، قال: «تقنية الرسم بالضوء تقنية جديدة أتابعها للمرة الأولى، لذلك لا يمكنني الحكم عليها بما يعطيها حقها أو بعدها الحقيقي، ولكونها تجربة جديدة فهي خطوة جيدة نحو إبداع يسجل في سجل الفنان السوري، وهي في الحقيقة تشد المتلقي للتمعن بكامل تفاصيل اللوحة، لأنها للوهلة الأولى توحي بالغرابة الجاذبة، لكنها في النهاية تنم عن اتساع مخيلة الفنان "بهجت عزيز ونوس" الفنية وقدرته الإبداعية».

ويتابع: «ولكوني أعمل كمراسل صحفي في موقع "بسمة وطن"، فقد أستقي من التقنية المقدمة للوحات والمخيلة الواسعة للفنان لأضيفها إلى عملي، فأنتج صوراً صحفية إبداعية».

فرح هاشم

الطالبة الجامعية "فرح هاشم" من زوار المعرض أكدت أنه عندما يعمد الفنان إلى تشغيل مخيلته وتوضيب الأشياء ضمنها، يتمكن من توظيف تلك الأشياء بمشروع ثقافي بحيز معين ضمن لوحة لها ماهية الحركة، وتضيف: «من متابعتي للمعارض الفنية أرى أن هذه التقنية بالعمل يُتطرق إليها للمرة الأولى، وهذا مثّل عامل جذب وظف بطريقة منطقية لتقديم شيء جميل، فالأفكار بسيطة لكن المخيلة التي تعاملت معها متقدة، فقد تمكن الفنان "بهجت" من الحصول على لوحة رائعة من خلال تسليط الضوء على صدفة بحرية، وهذا ما لم أفكر فيه من الرؤية الأولى للوحة؛ أي إن اللوحة حققت المتعة لي بعد أن استوقفتني لمتابعتها».

يشار إلى أن الفنان "بهجت عزيز ونوس" من مواليد قرية "الدنبية" التابعة لمدينة "القدموس"، عام 1958. وقد افتتح المعرض بتاريخ 23 تشرين الثاني 2015 بذكرى تأسيس وزارة الثقافة، ويستمر لمدة أسبوع.

من اللوحات التصويرية بالمعرض