لوحتا حمالة الحطب والقدموس رسمهما الرسام "أحمد درويش" لأول مرة بعد أن تشجع على إبراز مهاراته الفنية، بهدف إظهار انتمائه إلى بيئته، فهو يرى في هذا الانتماء حاجة يجب أن يدركها أبناء المجتمع.

محبة الرسم بالنسبة لـ"أحمد درويش" فطرية موجودة منذ الطفولة، لكنها بقيت دفينة حتى العقد الرابع من عمره، لأنها برأيه لم تتبلور بعد، لتأخذ شكلها في الانتماء الذي يرغب بإظهاره، وهنا قال لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 26 أيلول 2015: «أحببت الرسم منذ مدة طويلة من دون أي دراسة أو تلقي معلومة من أي فنان أو مختص، فهي حالة فطرية دفينة لعقود عدة، تبلورت بهدوء كبير وتجسدت عبر إنتاج لوحة كل عام أو أكثر من عام، لكن في هذه المرحلة من حياتي الأربعينية تعلقت بالرسم كثيراً، وأجد فيه ملجأ لي من كثيرٍ من الأمور التي تخص الانتماء إلى البيئة والمجتمع الذي أعيش فيه، وهذا ما أسعى إليه برسالتي تجاه أبناء بيئتي ومجتمعي».

إن عمق الانتماء في كل لوحة يقدمها هو تجسيد للواقع ورسالة منه إلى المجتمع، فهو يعيش حالة من الهدوء مع لوحاته وخاصة منها "حملة الحطب" و"القدموس"، لأن فيهما رسالة سامية يجب إيصالها إلى الجميع

ويتابع: «في أول معرض لي منذ حوالي الشهر قدمت نحو عشرين لوحة، كانت نتاج النصف الأول من هذا العام، علماً أن إنتاجاتي السابقة من اللوحات -مع قلّتها- كانت تقدم للأحبة والمهتمين، من دون أدنى اعتبار إلى أنها قد تكون مصدر دخل بالنسبة لي، والمهم في الأمر مضمون اللوحات والدلالة الانتمائية التي حاولت توظيفها ثم إيصالها إلى المتابعين والمهتمين أو حتى العاديين من الناس، لأننا برأيي بحاجة ماسة إلى هذا الانتماء في ظل هذه الظروف الصعبة التي نعيشها».

لوحة القدموس

علاقة روحية بدأت تتكون بين الرسام "أحمد" ولوحاته، وهو الأمر الذي كان يجهله في السابق، وهنا قال: «في أول معرض قدمته حاولت أن أعود بجميع لوحاتي معي إلى مرسمي الصغير المتواضع، لأن لها علاقة خاصة مع روحي ويعزّ عليّ التخلي عن أي منها، وهو الأمر الذي لم أكن أدركه سابقاً، مع أن هذه اللوحات متعددة الانتماءات، وهذا لهدف خاص بالنسبة لي، ولكن يغلب عليها الواقعية التي تمثل بيئتي، ومنها لوحة "حمالة الحطب" ولوحة "القدموس"، فالأولى هي لعجوز مناضلة مكافحة أعجبتني فكرتها في بيئتي القدموسية، وتذكرني بوالدتي التي تعبت كثيراً خلال مراحل تربيتنا إلى جانب والدي.

أما الثانية فهي لبيئتي القدموسية والسيدات الريفيات المناضلات المكافحات، اللواتي أرى فيهن الانتماء وأصل الأفكار والإبداع».

حمالة الحطب

وفي لقاء مع "حسن قاسم" مدير "المركز الثقافي العربي بالقدموس"، قال عن لوحات الرسام "أحمد": «إن عمق الانتماء في كل لوحة يقدمها هو تجسيد للواقع ورسالة منه إلى المجتمع، فهو يعيش حالة من الهدوء مع لوحاته وخاصة منها "حملة الحطب" و"القدموس"، لأن فيهما رسالة سامية يجب إيصالها إلى الجميع».

"أحمد أبو حسون" رئيس مجلس مدينة "القدموس" وأحد المهتمين بأعمال الرسام "أحمد درويش" قال: «تمكن الرسام "أحمد" نتيجة الخبرة التراكمية من تأصيل الأفكار البيئية والاجتماعية لمجتمعه القدموسي بطريقة فنية مبدعة جاذبة لكل مهتم بهذه البيئة الجبلية الجميلة، وهي حالة لم يتمكن منها بسهولة، بل على العكس فالتراكمية الزمنية هي السبب، لذلك مهاراته لم تتبلور إلا في هذا العمر المتقدم، وهو الأمر الذي يمكن أن نصفه بالإنجاز».

الأستاذ حسن قاسم