تربعت الدراجة "نور عقول" على عرش المركز الأول ببطولة الجمهورية للأولمبياد الخاص، بعد أن تمكنت بقدرة تحملها وانطلاقتها الجيدة من التقدم على منافسيها الأقوياء.

هي لحظة التتويج التي لم تقبل "نور" عيشها وحيدة بعيداً عن مدربتها، فآثرت أن تكون إلى جانبها على منصة التتويج، فهو الحلم الأول الذي تمكنت من تحقيقه، وهذا بحسب حديثها مع مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 26 آب 2015، وترجمتها لنا والدتها "شادية شاهين"، وتابعت بحركاتها وسيلتها الوحيدة للتعبير عن فرحة ما أنجزته، لأن نطقها لم يسعفنا للفهم، تقصيراً منا بلغة الإشارة، لكنها أكدت بتلك الحركات على صعوبة المنافسة التي اجتمع عليها دراجو "سورية"، وكيف كانت قوية من اللحظة الأولى، حتى إن قدرتها على تحقيق التوزان العالي خلال السباق والدوران كانت في أوج توظيفها السليم، وكأنها وفقاً لسرعة إشاراتها بالتعبير تحمل "ريمونت كونترولها"، والإشارة الأخيرة كانت بحلم الطيران للمشاركة بالبطولات العربية والدولية.

"نور عقول" ابنة نادي "عمال مصفاة بانياس" التي لم تبارح ساحاته التدريبية يوماً، على الرغم من تمارينها الإفرادية المكثفة على الطرق الخاوية من المارة أو السيارات، ومع أننا حاولنا تدريبها في البداية على لعبة كرة السلة لتبتعد عن الدراجات، لكنها لم تحبها وعادت مصممة على متابعتها وتحقيق النصر فيها، فكان لها ما أرادت

وتوضيحاً لمجريات التدريب والسباق تحدثت مدربتها "زينة بلال" فقالت: «حصول الدراجة "نور عقول" على المركز الأول والميدالية الذهبية ببطولة الجمهورية ليس هو المهم برأيي لأنه يوجد الأهم؛ وهو أنها وعلى الرغم من إعاقتها السمعية والنطقية تمكنت من تحقيق زمن جديد منافس يبتعد عن زمن صاحبة المركز الثاني بأكثر من دقيقة، إضافة إلى أن المهارات التي أظهرتها خلال السباق ومنها قدرة التحمل الكبيرة، ولحظة انطلاقتها الرائعة التي شبهتها بالمحترفات العربيات من الفئة السوية».

الدراجة "نور" وإلى يسارها المدربة "زينة"

"ياسر جمعة" مدير "نادي عمال مصفاة بانياس" قال: «"نور عقول" ابنة نادي "عمال مصفاة بانياس" التي لم تبارح ساحاته التدريبية يوماً، على الرغم من تمارينها الإفرادية المكثفة على الطرق الخاوية من المارة أو السيارات، ومع أننا حاولنا تدريبها في البداية على لعبة كرة السلة لتبتعد عن الدراجات، لكنها لم تحبها وعادت مصممة على متابعتها وتحقيق النصر فيها، فكان لها ما أرادت».

لا بد من الإشارة إلى أن بطولة الجمهورية للأولمبياد الخاص لم تكن للدراجات فقط، وإنما شملت أيضاً رفع الأثقال، التي حقق فيها اللاعب "إبراهيم مسلم" المركز الأول وحصل على ميداليتين ذهبية وبرونزية، وهنا قال: «كنت أتدرب كل يوم حوالي الساعة ونصف الساعة، لأنني أحب هذا النوع من الرياضة وتناسب إعاقتي "متلازمة داون" التي لم أشعر بوجودها أبداً ضمن بيئتي الاجتماعية والأسرية، وهذا دفعني إلى التفكير بتحقيق شيء يسعدهم ويعوض لهم ما قدموه لي ليفخروا بي كبطل.

اللاعب إبراهيم مسلم

المنافسة كانت قوية جداً لوجود لاعبين أجسادهم أضخم من جسدي، ومدربين تدريباً جيداً، لكن هذا لم يضعف من عزيمتي على تحقيق المركز الأول».