خمس سنوات من العزلة الإعلامية تفجرت خلالها ألوان وريشة الدكتور "علي سليمان" في "جبل الطيور" منتجة ست عشرة لوحة، تحاكي كل منها قصة خاصة، وتجمعها في النهاية التفاحة ومهد الحضارة.

مدونة وطن "eSyria" تابعت بتاريخ 26 تموز 2015، معرض الفنان "علي سليمان" ضمن فعاليات "ملتقى دلبة مشتى الحلو" الثالث، حيث تحدث عنه بالقول: «آدم وحواء مارسا الحب كعاشقين، ونشرا الحب في كل الأرض، إلى أن جاء ابناهما قابيل وهابيل وتصارعا محدثين أول انفجار وحقد بتاريخ البشرية، وبعدها جاءت خطيئة يهوذا وخيانته للسيد المسيح كانفجار ثانٍ، وتوالت بعدها الانفجارات حتى تفجرت تفاحة آدم نفسها في "جبل الطيور" ضمن مرسمي، صانعة هذا الانفجار اللوني بلوحاته الست عشرة.

أعماله خلاصة تجربة غنية ساهمت بتكريس حالة فنية لونية رائعة ضمن الساحة التشكيلية السورية والعربية، واليوم هو يقيم معرضه بعد انقطاع سنوات، تأكيداً على أهمية الملتقى في الحياة البشرية الإنسانية

لكل لوحة عالمها الخاص المستقل المتماهي مع فكرة انفجار الألوان، وفي كل منها أيضاً رمزية صغيرة عن بقايا التفاحة التي انفجرت. والمعرض بالعموم مؤلف من مئتي لوحة، لكن القاعة لا تتسع لها جميعها».

من لوحات المعرض

ويتابع: «ضمن المعرض كان توقيعي لكتاب "التحول" الذي يتحدث عن التحول الحاصل ببلدي "سورية" الذي غير وجه تاريخها من بلد متعدد متجانس لطيف إلى بلد حرب، وأنا احتراماً لهذه المدينة الصغيرة التي يقيم فيها مختلف أبناء "سورية" في الوقت الراهن، غيرت موقفي الذي اعتكفت خلاله مرسمي لخمس سنوات، بعيداً عن مختلف وسائل الإعلام، وبعيداً عن العقود الموقعة مع مختلف المراسم والمعارض العربية والعالمية لكوني عضواً في أكاديمية الفنون الألمانية، وخرجت منه معبراً عن رأيي بهذا قبل أن تنتهي هذه الأزمة الحاصلة».

وفي لقاء مع التشكيلي "سائد سلوم" أحد زوار المعرض قال: «قدم الدكتور "علي سليمان" حالة خاصة من الحالات التي يعيشها في هذا الزمن، علماً أن العامل الارتباطي بين هذه الحالة الرمزية والدال والمدلول عليه في واقعنا من الانفجارات المتواجدة في كل شيء؛ إلى تلك الانفجارات التي خرجت من روحه على شكل ألوان؛ يمثل مفارقة كبيرة بين انفجارات الواقع التي تقوم على تدمير البنى الموجودة، بينما الانفجارات التي خرجت من داخله على سطح لوحته تقوم على إعادة البناء، حيث أراد أن ينقلنا عبرها من عالم إلى آخر.

الدكتور علي سليمان في ساحة الدلبة

فالعالم الموجود في لوحاته عالم مدرك محسوس من حيث الشكل واللون وعلاقته مع الواقع، وبنفس الوقت هو تجرد إلى العالم المثالي البعيد عن المحسوسات إلى المعقول، فهذه الانطلاقة من العالم الواقعي إلى العالم المثالي تنقلنا بصعوبة بالغة، تحتاج منا إلى وقفة طويلة لتأمل هذه اللوحات وتأمل الواقع، ثم القيام بنفس الحركة الانتقالية التي قام بها فنياً إلى العالم المثالي».

المحامي "وائل صباغ" من الحضور أيضاً، وهو القائم على أعمال الملتقى، قال: «أعماله خلاصة تجربة غنية ساهمت بتكريس حالة فنية لونية رائعة ضمن الساحة التشكيلية السورية والعربية، واليوم هو يقيم معرضه بعد انقطاع سنوات، تأكيداً على أهمية الملتقى في الحياة البشرية الإنسانية».

المحامي وائل صباغ

يشار إلى أن المعرض افتتح بتاريخ 20 تموز 2015، واستمر لمدة أسبوع.