أبرزت الفنانة "رويدة عبد الحميد" بتقنيتها "المنمنمات التكنيكية" التي تفردت بها بين قريناتها الفنانات؛ رسالتها الفنية ومفهومها الخاص بالمرأة السورية، ليكون أسلوبها هذا حالة من الخروج عن المألوف.

الأسلوب والتصدر له شيء مهم عند الفنانة "رويدة عبد الحميد"، وهذا ما تلقفه الشاب "مهران ضوا" من خلال متابعته للوحات المعرض، وهنا قال: «في أغلب لوحات المعرض أسلوب مميز، وكأنه رسالتها الخاصة بالفن التشكيلي، وهذا بصرف النظر عن الفكرة في اللوحة، وهي الجانب الآخر الذي اعتنت به وأرادت تأصيله من خلال التراثيات المواكبة لعلاقات الأفراد المتجددة بالمجتمع».

في أغلب لوحات المعرض أسلوب مميز، وكأنه رسالتها الخاصة بالفن التشكيلي، وهذا بصرف النظر عن الفكرة في اللوحة، وهي الجانب الآخر الذي اعتنت به وأرادت تأصيله من خلال التراثيات المواكبة لعلاقات الأفراد المتجددة بالمجتمع

الشاب "عبد الله محمد" من المتابعين للمعرض، قال: «تعمل الفنانة بأسلوب خاص ومميز يقترب من أسلوب المنمنمات الصعب والدقيق بكل تفاصيله، وعلى الرغم من أنها تجربة جديدة على الصعيد الأنثوي بسب معلوماتي، إلا أنها تكاد تكون موفقة وناجحة مقارنة مع عمرها الفني القصير، وأظن الوقت وتراكم الخبرة سيبلورانها».

لوحة العرس الشعبي

وفي لقاء مدونة وطن "eSyria" مع الفنانة "رويدة عبد الحميد" بتاريخ 11 حزيران 2015، قالت: «هذا المعرض من المعارض الفردية المهمة التي أقمتها حتى الآن، فبلوحاته الواحدة والأربعين رسالة خاصة عن حياة المرأة، وأهمية وجودها ودورها في المجتمع، فجسدتها بكامل أنوثتها وملامحها العربية، وشخصيتها القوية الواثقة من جهة والعاطفية الحنونة من جهة، وهذا تأكيد على أن المرأة الحقيقية هي التي تجتمع فيها هذه الصفات. فعبرت عن واقعها بصدق واعتنيت بأدق تفاصيله، لكن بأسلوب خاص اقترب من أسلوب المنمنمات وبتقنية الكولاج».

وتفاصيل الحياة الريفية التراثية كانت محوراً مهماً بين أفكارها التي وظفتها على السطح الغرافيكي، لكونها ابنة قرية ريفية انطلقت منها إلى المدينة، وهنا قالت: «أحب الريف بطبيعته وأهله وكل تفاصيله، ببساطته ونقائه، وحبي الكبير له ولذكرياتي فيه جعلني أعبر عن بعض الصور التي أثرت بي، وانطبعت بذاكرتي، وكان لها أهمية كبيرة في حياتنا آنذاك، كصناعة أطباق القش، ولمّة النسوة قبل العيد لتحضير حلوى العيد، وما تحمله من ألفة ومحبة نفتقدها اليوم، إضافة إلى تركيزي على الزي الشعبي بألوانه الزاهية.

لوحة نبع القرية

ففي لوحة "النبع" مثلاً أستذكر نبع قريتي "الشويهدات" في ريف مدينة "الدريكيش"، وكيف كان الناس يجتمعون حوله صغاراً وكباراً، يتبادلون الأحاديث والضحكات، حيث كانت أياماً ملأى بالحب والألفة والدفء، وكذلك لوحة العروس التي حاولت من خلالها التركيز على شخصيتين مهمتين في اللوحة هما الأم والابنة، فجسدت العروس بأنثى تجلس وعلامات القلق والحزن بادية على وجهها من مصير مجهول ينتظرها من جهة، وانفصالها عن أهلها وأصدقائها من جهة، والأم التي تراقب ابنتها من خلف الستائر، تحبس دمعتها لتخفي حزنها على فراق ابنتها وخلف ابتسامتها بعض الخوف والألم».

يشار إلى أن المعرض افتتح بتاريخ 8 حزيران 2015، في ثقافي "بانياس" ويستمر لأسبوعين متتاليين.

لوحة صناعة حلوى العيد