أبدع الطفل "جابر حسين" ابن التسع سنوات، فيما قدمه ضمن لوحاته الفنية بمعرضه الفردي الأول، من توصيف للحالة الأزلية بين الخير والشر، بخطه التصويري غير القابل للتصحيح، والمستمر بالقلم الأسود الناشف.

فالمعرض الذي استضافه "المركز الثقافي العربي بطرطوس"، شمل أغلب لوحات الطفل "جابر حسين" الفنية، التي بدأ رسمها من سن السادسة، وكان منها بحسب وصفه لوحات متعددة لفكرة واحدة، تحدث عنها لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 18 نيسان 2015، فقال: «ثلاث دول متحدة مع بعضها بعضاً، وعلمان ابتكرت شكليهما من مخيلتي كما بقية اللوحة، ومعهما العلم السوري، وقصر الإمبراطور الحاكم، مكونات إحدى لوحاتي المتعددة، الحاملة لفكرة واحدة محورها صراع الخير والشر، إضافة إلى المبنى الكبير، ومدخل السيارات، والملجأ الضخم، الذي سيختبئ به الأفراد عند إعلان الحرب في لوحة أخرى، ومجموعة الأسلحة المتنوعة والدبابات، وجميعها مرسومة بالقلم الأسود الناشف بخط مستمر من بداية كل عنصر وحتى نهايته، لأنني لا أحب تقطيع الخطوط في الشكل الواحد، وبعض هذه العناصر تم تلوينها بعد شعوري بالملل.

لم أتدرب على منهج رسم بما يضيف إلي الخبرة، وما أقدمه هو وليد مخيلتي وقدراتي الذاتية، حيث إن الفكرة تكون جاهزة في مخيلتي لأنقلها على الورقة البيضاء، وإن حدث أي خطأ في استمرارية الخط أحول الشكل إلى آخر مدروس في مخيلتي مسبقاً

سلسلة اللوحات لفكرة واحدة جاءت نتيجة عدم اتساع الورقة البيضاء لما أرغب في رسمه، ومحاولة تنقل الحركة بالفكرة، وصولاً إلى النتيجة وتفوق الخير على الشر، ومن هذه السلسلة قد تكون ثلاث لوحات أو خمس».

من لوحاته

ويضيف: «لم أتدرب على منهج رسم بما يضيف إلي الخبرة، وما أقدمه هو وليد مخيلتي وقدراتي الذاتية، حيث إن الفكرة تكون جاهزة في مخيلتي لأنقلها على الورقة البيضاء، وإن حدث أي خطأ في استمرارية الخط أحول الشكل إلى آخر مدروس في مخيلتي مسبقاً».

وفي دخول بالمسموح والممنوع عند الطفل "جابر" قال الفنان "فواز حسين" والده: «جميع اللوحات مرسومة من مخيلته، لأنه لا يسمح لأحد أن يتدخل فيها، وإن حصل؛ يلغي العمل فوراً، وبموضوعية مطلقة كفنان أقول عن لوحاته إنها إبداع فنان، ولديه آمال جميلة جديرة بأن يراها الناس، وتكتشف من خلالها هذه الموهبة النادرة. وبالاعتماد على المقومات التي أراها في اللوحة أؤكد أنها ناتجة عن أفق رحب، وأفكار متوازنة ودراسة وبناء جيد».

الطفل جابر حسين

أما الفنان "جورج شمعون" فقال: «تدرب "جابر" في مركزنا "أورنينا" مدة من الزمن، تمكنا خلالها إلى حد ما من فهمه ومعرفة أين ملكته، وهو في مرحلة عمرية لا يمكن خلالها توجيهه، فله عالمه الخاص، وهذا العالم متقدم جداً، ويمكن اعتباره طفرة، لأن له استقلالية في رسم الأشكال والمخلوقات، وهذا ظاهر في أغلب لوحاته المعروضة».

ويتابع: «عنصر المحاكاة لديه مرفوض، فهو متمرد عليها، وكأنه يعمل بالجوهر، فلا ينقل الأشياء وإنما يعطي الإحساس، فيشعر متلقي اللوحة بأن فيها حيواناً مفترساً وآخر أليفاً، وهي صيغة بصرية كبار الفنانين يجدون صعوبة بالتمكن منها، ففي أغلب لوحاته المقدمة يعمل على الإنسانيات في اللا إنسانيات، وهنا لو أردنا تصنيفه بما قدم من لوحات، يمكن القول إنه فنان خارق، ولا أستغرب أن الجينة السورية العريقة تفرز هكذا فنان».

يذكر أن المعرض افتتح بتاريخ 13 نيسان، وانتهى بتاريخ 20 نيسان.