أبدع التشكيلي "سليمان أحمد" بإنجازه الفني الجديد، بعد أن تمخض من رحم واقع عايشه، فهو من وحي ما شغف به لسنوات طويلة، فخاطب أسلوبه وتقنيته بخبرته ومخزونه الأكاديمي.

"طرطوس الحضن الدافئ" هو العنوان العريض للوحة التشكيلي "سليمان أحمد" التي قدمها في مهرجان "الشيخ صالح العلي" بنسخته الثامنة عشرة، فتحدث عنها لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 15 نيسان 2015، وقال: «اللوحة هي آخر إنتاجي التشكيلي، وأعدها ذات قيمة بعد فترة انقطاع شغلت بها بما يدور حولي من هموم وشجون، وهي من وحي الأزمة الحالية، حيث إن "طرطوس" ورغم صغر مساحتها الجغرافية، كانت كبيرة وعظيمة بقلوب أبنائها ومحبتهم لبلدهم، والتضحيات التي قدموها.

اللوحة مؤطرة بشكل جميل، وفيها عبر بحالة رمزية تكوينية عن تراثية "المدينة القديمة" وبنائها، حيث أظهر شيئاً من المعاناة الحقيقية لهذه المدينة بسبب الأزمة، وهذه الرمزية أراها شخصياً تعبيراً عن وطنية "طرطوس" واحتضان أفراد المجتمع السوري، وهي تعبير عن حضارة وأصالة المدينة

فالعمل جزأين؛ يصوّر الأول "طرطوس القديمة" ومعالمها التاريخية والأثرية، بما تشمله من الواجهة البحرية وبوابة المدينة والمنارة، أي إن هذا الجزء يعبر عن رمزية "طرطوس" التاريخية. أما الجزء الثاني فهو الخلفية المشكلة بمكنوناتها المتعددة من أشرعة مراكب في الأعلى ومراكب في الأسفل، للعلم السوري.

الفنان محمد س حمود

والعمل زيتي قياس 110*75 أضيفت إليه تقنية العجينة اللونية، التي منحت سماكة خاصة للوحة لإظهار بعدها الخاص، وهذا البعد أردته في "طرطوس القديمة" لأوضح طابعها البنائي التاريخي، إضافة إلى العمل الجيد على إطار اللوحة كجزء أساسي منها، بخلاف من يعده شيئاً ثانوياً بالنسبة للوحة، ليبدو وكأنه الإطار الحامي الأمين للمشهد. إضافة إلى أن نجمتي العلم على شكل أقواس هلالية متقاطعة تحكي قصة الهلال والصليب وقصة البحر والشراع، بتقنية البعد الثالث».

ويختم حديثه بالقول: «البدايات كانت من انتسابي إلى كلية الفنون الجميلة، حيث بدأت التجربة تأخذ قالبها الخاص مع بداية عام 1995 وإقامة معرضي الأول، فتبلورت بشكلها الحالي، مع تعدد المعارض الفردية والجماعية التي شاركت بها، وهنا يجب التأكيد على دور البيئة الفكرية والاجتماعية التي أغنت مخزوني التشكيلي».

لوحة طرطوس الحضن الدافئ

وفي لقاء مع الفنان التشكيلي "محمد س حمود" قال: «اللوحة من وحي المناسبة التي نجتمع لأجلها اليوم، وهي تعبر عن الأفق الواسع الذي ندركه بالمكنونات التراثية للمدينة القديمة والبيئة الساحلية التي ينتمي إليها الفنان، ويظهر هذا في القوارب البحرية والعجينة اللونية التي وظفت توظيفاً جيداً لإيحاء التراثية في اللوحة، إضافة إلى أن ألوان اللوحة مشرقة توحي بالأمل والتفاؤل والاستمرارية بالحياة، وهنا تظهر ذاتية الفنان التفاؤلية».

أما الفنان التشكيلي "علي حسين" فقال: «اللوحة مؤطرة بشكل جميل، وفيها عبر بحالة رمزية تكوينية عن تراثية "المدينة القديمة" وبنائها، حيث أظهر شيئاً من المعاناة الحقيقية لهذه المدينة بسبب الأزمة، وهذه الرمزية أراها شخصياً تعبيراً عن وطنية "طرطوس" واحتضان أفراد المجتمع السوري، وهي تعبير عن حضارة وأصالة المدينة».

يذكر أن المعرض افتتح بتاريخ 14 نيسان 2015، في المركز الثقافي، واستمر ثلاثة أيام في مدينة "الشيخ بدر".