على مبدأ المضحك المبكي؛ قدم الرسام الكاريكاتوري "أحمد علي"، لوحتا "الكرة الأرضية، والمحبة" بصمت وبصراع داخلي ما بين الفكرة وتوظيفها، كخطوة جريئة لتوصيف واقع ابتعد عنه الكثيرون.

فبعد أن تبلورت أفكار الرسام الكاريكاتوري "أحمد علي" عام 1979 توجهت ميوله الفنية إلى هذا النوع من الرسم أو التصوير الفني، لأنه أدرك قيمة رسالته الإنسانية الاجتماعية، وصعوبة أهدافه وواقعيته، بحسب قوله، وتابع لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 16 نيسان 2015: «الاهتمام بالرسم المباشر صبغة ما أقدمه فنياً، ولكن بحذر لأن الأمر مسؤولية كبيرة من جوانب عدة أهمها الإنسانية والاجتماعية».

الاهتمام بالرسم المباشر صبغة ما أقدمه فنياً، ولكن بحذر لأن الأمر مسؤولية كبيرة من جوانب عدة أهمها الإنسانية والاجتماعية

في آخر ما أنجزه الرسام الكاريكاتوري "أحمد" رسالة سامية على حد قوله يجب التمعن بحروفها، وهنا قال: «أهم ما في الأمر الفكرة وصياغتها، فعندما تحضر الفكرة أشعر بنشوة توظيفها على الأوراق، والفكرة من الواقع والمصادفات والأحاديث المباشرة، أما الصياغة فهي قصة لأنها نتيجة صراع داخلي بين القناعة التامة بالتجسيد وعدم القناعة، وهذا يعرضني للكثير من المواقف المحرجة وإعادة الصياغة من جديد، وهو الأمر الذي حدث معي في لوحتي "الكرة الأرضية" التي تجمع المخلوقات بتنظيم حياتي مضبوط بدقة، وهو الأمر الذي لم يلتفت إليه من يحاولون العبث بها، متناسين أن أي خلل في جزء منها هو خلل لها بالكامل».

لوحة الكرة الأرضية

المتابعة المستمرة هي عنوان الإنتاج الفني الذي يرتقي بأفكاره، وهنا قال: «لا أحتمل أن أجد صياغتي لفكرة ما مشابهة لصياغة فكرة أخرى، وهذا جعلني متابعاً مستمراً لآخر الإنجازات الفنية، حتى أصبح لدي هاجس لوحة "المحبة" التي هي دلالة على جعل القلب أبيض خالياً من الحقد والضغينة، لتكون الحياة سعيدة».

وفي لقاء مع الرسامة "ماسة سعيد" والمتابعة لأعمال الرسام "أحمد" في معرضه بمهرجان "الشيخ صالح العلي" بنسخته الثامنة عشرة، قالت: «ما قدمه الرسام "أحمد" من أفكار في لوحتي الأرض والمحبة يرتقي إلى الإنسانية التي وهبها الله لجميع خلقه، فأراها إبداعاً من حيث المضمون وخفاياه، وقد كانت الفكرة موفقة ومنسجمة مع الألوان، وهذه براعة منه».

لوحة المحبة

أما الفنان "جورج شمعون" فقد قال: «"أحمد" فنان كاريكاتور بامتياز، قدم أعماله بطريقة المضحك المبكي، لامتلاكه الهمّ الإنساني، الذي يحاول من خلاله توظيف الأفكار والمواضيع بطريقة كاريكاتورية، حتى تصل فكرته إلى المتلقي بطريقة سلسة لا تشعره بالألم الكبير، وهي فكرة قرأتها في لوحة الأرض كمثال، فهو يمتلك أدواته وصيغه التعبيرية، ومرافق للحدث اليومي وإحساسه الانفعالي بالحدث قادر أن يوصله بصيغة بصرية مبسطة، فهو سيصل من خلال لوحاته ومنها لوحة "المحبة، والأسماك"».

يذكر أن مشاركة الفنان "أحمد علي" جاءت ضمن مهرجان "الشيخ صالح العلي" بنسخته الثامنة عشرة، الذي اختتم فعالياته بتاريخ 16 نيسان 2015.

الرسامة ماسة سعيد