ورود بشرية، ومواهب صغيرة قدمت أفكارها وما اختزلته من واقعها اليومي على لوحات ورقية بألوان مائية، فكانت أفكاراً سابقة لأعمارهم وتعبيراً صادقاً لحبهم.

فضمن مهرجان الشيخ "صالح العلي" بدورته السابعة عشرة، قدم أطفال "الشيخ بدر" مواهبهم الفنية للجمهور خلال ورشة رسم في رحاب الطبيعة الخضراء، مدونة وطن "eSyria" تابعت هذه الورشة بتاريخ 14 نيسان 2014، والتقت الطفلة "ليلاس علاء سلامة" من المشاركين، حيث قالت: «أشارك في ورشة الرسم التي تقام للمرة الأولى ضمن مهرجان الشيخ المجاهد، وقدمت لوحة فنية استخدمت فيها الألوان المائية، ورسمت فيها مجموعة من طيور الحمام إلى جانبها يد سمراء تحمل وردة، وهذه اليد مغطاة بالدماء كرمز لدماء الشهداء السوريين، وإلى جانبها أيضاً حبة زيتون، وهي لوحة ترمز بالعموم إلى السلام الذي ننشده كأطفال».

إن ما عشناه في هذه السنوات الثلاث زاد من أعمارنا الكثير وحرمنا من طفولتنا، فأنا مثلاً قدمت لوحة لبعض الطيور وهي تحلق في سماء بلادي تحمل ثوباً ملوناً بألوان العلم السوري تلبسه لهذه الأرض الطيبة المعطاءة

أما الطفلة "زينب وائل محمد" فقالت: «ليس هناك أسمى من أن نتقن رسم حدود بلادنا "سورية" بمختلف تفاصيلها، وهذا ما قدمته في لوحتي الملونة بمختلف الألوان المائية الزاهية، حيث رسمت خريطة بلادي ولونتها بألوان العلم السوري، وفي محيطها شمس ساطعة وحمامات بيضاء، وهي رسالة أؤكد فيها إيماني بالسلام القادم لبلدي، أنا طرحت الفكرة على المشرفة وهي من ساعدني في تنفيذ التفاصيل، وعلمتني كيفية توظيف الألوان في مكانها المناسب».

السيد محافظ طرطوس "نزار موسى" خلال زيارة الورشة

في حين أن الطفلة "زينة عماد إبراهيم" أوضحت أن منهم من يستغرب طبيعة الرسوم التي قدمناها كأطفال، والدالة على أعمار أكبر من أعمارنا الحقيقية، وهنا قالت: «إن ما عشناه في هذه السنوات الثلاث زاد من أعمارنا الكثير وحرمنا من طفولتنا، فأنا مثلاً قدمت لوحة لبعض الطيور وهي تحلق في سماء بلادي تحمل ثوباً ملوناً بألوان العلم السوري تلبسه لهذه الأرض الطيبة المعطاءة».

وفي لقاء مع السيد "رزق حمدان" المشرف على الورشة قال: «هؤلاء روعة الطفولة، وهم أمانة في أعناقنا، واليوم أحبننا تقديمهم في مهرجان الشيخ "صالح العلي" لكونهم اللبنة الأساسية التي يجب العمل عليها وتنمية مهاراتها وقدراتها وتحفيز مواهبهم لصقلها، لتكون قادرة على بناء المجتمع».

من ورشة الرسم

ويضيف الأستاذ "رزق": «يشارك في الورشة اثنان وعشرون طفلاً وطفلة من "الشيخ بدر" ويشرف عليهم ثلاثة مختصين بالفن، أرادوا التعبير عن حقهم في التعبير عن ملكاتهم الفنية وما يشغل تفكيرهم بشكل عام، فبعضهم قدموا لوحات عن "سورية" الوطن وبعضهم الآخر قدموا أحلامهم المستقبلية».