رغم ابتعاد المسرح عن الأضواء في زمن التلفاز والانترنت، إلا أن المسرح القومي في طرطوس يجدد نفسه باستمرار من خلال العروض القوية والهادفة التي تعرض على خشبته وآخرها كان مسرحية «جحا والأمير المسحور» التي لازالت تعرض حتى الآن، والناس والأطفال يتوافدون بشغف لحضورها والاستمتاع بها

eTartus زارت المسرح والتقت طاقم العمل والبداية مع مخرج المسرحية السيد سعيد وكيل الذي قال: "هذه المسرحية تصنف ضمن العروض الكوميدية الصادقة والهادفة والتي تحمل معان كثيرة بين ثناياها ولها مغزى جميل إنساني، فهذه المسرحية ترتكز في مضمونها على إيجاد حلول لبعض المشكلات الاجتماعية، وإعادة الحق الى أصحابه من خلال التعاون لأن في التعاون قوة، ولإيصال هذه المعاني كان لابد من إيجاد شخصية محبوبة ومقربة من الصغار، ووقع الاختيار على شخصية «جحا» لأنها الأكثر شعبية بين أوساط الصغار وهي أيضاً شخصية مرنة يسهل التعامل معها".

وتابع وكيل كلامه قائلاً: "حين نتعامل مع الطفل هناك مجموعة من العناصر التي يجب الانتباه إليها والتعامل بحذر معها لإيصال الفكرة بالشكل الصحيح إلى ذهن الطفل، وهذه العناصر هي الديكور، الشخصية، والموسيقى التصويرية، فجميعها يجب أن تكون عنصراً جاذباً للطفل والحمد لله أعتقد أن العمل قد نجح وهذا ما استنتجناه من خلال تفاعل الأطفال مع شخصية «جحا» عبر المسرح وتصفيقهم الحار له".

سعيد وكيل

بدوره الممثل «نمير محمد» الذي مثل شخصية «جحا» وقال: "هذه الشخصية هي شخصية كوميدية تعتمد على الطرائف الإنسانية، فـ«جحا» بطبيعته يساعد الفقراء والمظلومين ومن خلال هذه الشخصية قصدنا تعليم الصغار حب المساعدة والعطف على الفقراء والمستضعفين من الناس، والأهم تعليمهم أن يكونوا في المستقبل إنسانيين في التعامل مع بعضهم البعض.

التدريب على الشخصية والعمل بشكل عام أخذوا منا وقتاً وجهداً إضافياً، فالطفل متلقي ذكي ويكتشف الأخطاء بسرعة وتلقائية، وهو ليس من النوع المجامل مما ألقى على عاتقنا مسؤولية أكبر لإنجاح هذا العمل".

لقطات من المسرحية

وأما الممثل «مازن عزوز» فقد قال: "جسدت الشخصية الشريرة في العمل، إنها شخصية لص بغداد، وهي أحد المحاور الأساسية في العمل مضمون الشخصية هو أن هذا اللص وجد نفسه ضحية ظروف مادية صعبة أرغمته على امتهان السرقة، وأخذ ماهو ليس له ليؤمن لقمة العيش له ولأولاده ولكن بمساعدة «جحا» والناس استطاع أن يكتشف خطاه ويصححه ويجد عملاً شريفاً يعتاش منه، إن ما تحاول هذه الشخصية إيصاله للطفل هو أن تصحيح الأخطاء ينبع من الداخل، وليس خوفاً من العقاب وعلينا دائماً أن نصحح أخطائنا بنفسنا وبدافع تربوي أخلاقي وليس خوفا من العقاب".

المرة الفقيرة والمظلومة هو الدور الذي مثلته الفنانة «روعة جديد» التي حدثتنا أكثر عن دورها قائلة: "الهدف من دوري هو إيصال فكرة أن الحق دائماً يعود لأصحابه مهما طال الزمن.

من المسرحية

جدير بالذكر أن المسرحية تعرض يومياً الساعة السادسة مساءً ومستمرة لغاية التاسع عشر من هذا الشهر على مسرح طرطوس.