هي إحدى قرى ما يعرف بجرد "القدموس"، تميزها إطلالاتها الواسعة على جبال ووديان المنطقة، كما تشتهر بآثارها التي تعود إلى عصور تاريخية قديمة.

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 11 حزيران 2018 قرية "بدوقة"، والتقت المدرّس المتقاعد "جميل ديب" من سكان القرية ليحدثنا عن الموقع والحدود، حيث قال: «تتبع القرية إلى ناحية "الطواحين" التي تتبع إدارياً إلى منطقة "القدموس"، وتبعد عن مدينة "القدموس" مسافة تقدر بسبعة عشر كيلو متراً، كما تحيط بها مجموعة من القرى، فمن جهة الشمال قريتا "رام ترزة"، و"الفروخية"، ومن جهة الشرق قرية "حدادة"، ومن جهة الغرب كل من قرى "الطواحين"، و"شمسين"، و"النواطيف"، أما من جهة الجنوب، فتحدها قرية "كعبية عمار". فيها ثلاث حارات كبيرة، هي: الشمالية، والجنوبية، والشرقية، ويبلغ عدد سكانها نحو ثلاثة آلاف نسمة، ومن أهم العائلات فيها: "ديب"، و"شحود"، و"معلّا "، و"غانم"».

يعتمد أهالي العائلات في معيشتهم على الزراعة بوجه أساسي. وأهم المحصولات التي ينتجونها محصول التبغ الذي أثبت أنه المحصول الأفضل والمناسب، أيضاً لنا تجربة مع زراعة بعض أنواع الأشجار المثمرة كالتفاح، لكننا لم نوفق بها، ربما بسبب طبيعة المنطقة القاسية، أيضاً زراعة الزيتون والكرز، لكن أصيبت الأشجار بأنواع من الآفات والأمراض، وكذلك نعتمد على زراعة القمح وبعض أنواع الخضراوات الحقلية حول المنازل

وعن الوضع المعيشي للسكان فيها، قال: «يعتمد أهالي العائلات في معيشتهم على الزراعة بوجه أساسي. وأهم المحصولات التي ينتجونها محصول التبغ الذي أثبت أنه المحصول الأفضل والمناسب، أيضاً لنا تجربة مع زراعة بعض أنواع الأشجار المثمرة كالتفاح، لكننا لم نوفق بها، ربما بسبب طبيعة المنطقة القاسية، أيضاً زراعة الزيتون والكرز، لكن أصيبت الأشجار بأنواع من الآفات والأمراض، وكذلك نعتمد على زراعة القمح وبعض أنواع الخضراوات الحقلية حول المنازل».

إحدى الإطلالات

وعن وضع الخدمات في القرية، قال: «توجد مدارس تعليم أساسي، وترتفع فيها نسبة المتعلمين حتى إنها تكاد تخلو من الأمية التي لا تتجاوز نسبتها الواحد بالمئة، وأغلبهم من الأهالي كبار السن، وقد تم منذ عدة سنوات افتتاح دورات لمحو الأمية فيها، وقد لاقت إقبالاً كبيراً ومميزاً، وفيها شبكة كهرباء، وتتوافر خدمات الهاتف والإنترنت، وفيها شبكة صرف صحي، لكنها بحاجة إلى المزيد من الاهتمام والصيانة؛ لأنها تعاني بعض التسربات؛ وهو ما سبب معاناة لدى الأهالي، وفيها أيضاً طريق رئيس معبد، وبعض الطرقات الزراعية، لكنها قليلة وبحاجة إلى الاهتمام».

وعن معنى التسمية يقول "بسام وطفة" رئيس شعبة التنقيب في دائرة آثار "طرطوس": «"بدوقة" لفظ سرياني مركب من الباء ترخيم كلمة بيت، و"دقا" من جذر دوق، ويعني نظر وتطلّع، ومن هنا تكون "دوقا" النظر والمراقبة أو المراقبين النواطير، وأيضاً يطلق الاسم مجازاً على المكان المشرف وعلى الأسقف أو الرئيس، وبذلك يكون معنى الكلمة خاضعاً لاحتمالين أو أكثر، كبيت المراقبين أو بيت المقدمين والأشراف، ونرجح أن يكون موقعاً للمراقبة، وذلك لوجود آثار في شمال غرب القرية تشير إلى ذلك، وفيها مناطق أثرية مهمة جداً، أهمها آثار قرية "القرشي" القديمة، و"رامة القرشي" المعروفة».

جميل ديب

أكثر ما يميزها طبيعتها وتضاريسها الوعرة، وعن هذا التميز الطبيعي والتضريسي يقول المهتم بالبحوث الجغرافية والمدرّس "سامي حسن": «هي منطقة تكثر فيها الخدوش الصخرية ذات الأشكال الغريبة، وتكثر أيضاً الجروف والتشكيلات الصخرية المختلفة، وتتداخل معها بقايا غابة متدهورة، أو ما يعرف بالأحراج، وهي شجيرات السنديان والبطم والزعرور وبعض النباتات الحولية ذات الفائدة الطبية، وأراضي المزارعين التي تم تحويلها إلى مدرجات جبلية، للتغلب على الانحدارات الشديدة التي تتميز بها هذه المنطقة عموماً. كما تتميز القرية بوجود عدد من الينابيع الطبيعية؛ وذلك بسبب انتشار الصخور الكلسية المتشققة بكثرة؛ وهو ما يؤدي إلى تسرب مياه الأمطار إلى مناطق بعيدة عنها، وتوجد أيضاً ينابيع أثرية.

يتطلب الوصول إلى القرية اتباع طرقات جبلية تجتاز عدة ووديان، أيضاً ارتفاعها الذي يزيد على ثمانمئة متر عن سطح البحر أثّر في مناخها، حيث تشهد شتاءً شديد البرودة، وتساقطات ثلجية تتكرر عدة مرات في هذا الفصل، أما صيفها، فهو معتدل الحرارة ولطيف».

بدوقة من غوغل إيرث