إضافة إلى الموقع الجغرافي المتميز بتضاريسه وغطائه النباتي، ومناخه اللطيف، وقربه من الطريق الرئيس، يمثل نبع قرية "كرم التين" عاملاً أساسياً يضفي أهمية وقيمة للمنطقة، ويجعلها مزاراً لمحبي الطبيعة.

مدونة وطن "eSyria" زارت القرية بتاريخ 26 شباط 2018، والتقت المهندس "عدنان البدوي" من سكان القرية، ليحدثنا عن النبع وأهميته بالنسبة للأهالي، حيث قال: «في الحقيقة هو عبارة عن نبعين يخرجان من أسفل الصخور الكبيرة الضخمة، وهما: نبع شرقي قليل الغزارة نسبياً، ونبع آخر يقع إلى الغرب منه بمسافة تقدر بنحو متر ونصف المتر، ويدعى "النبع الغربي"، ويمتاز بغزارة مياهه طوال العام، وتم بين عامي ألف وتسعمئة وخمسة وسبعين، وألف وتسعمئة وستة وسبعين، وبمجهود من أهالي القرية والمتنورين فيها، تم بناء جدار في أسفل الصخرة الضخمة التي يخرج منها النبعان، وتم إغلاقه بالكامل ليشكل خزاناً صغيراً تتجمع فيه مياه النبعين. وبعد ذلك أيضاً بمجهود الأهالي وتمويلهم الخاص، تم بناء خزان رئيس كبير بسعة خمسة براميل، ويبعد عن الخزان الصغير مسافة خمسة أمتار تقريباً، وموصول معه بقسطرة أربعة إنش، حيث يتم تجميع المياه في الخزان الصغير، وبعد فيضان الينابيع في موسم الأمطار تعبأ المياه الزائدة في الخزان الكبير. كما تم تمديد خط أنابيب رئيس من سكر الخزان عبر ممر أو خندق يصل تقريباً إلى نهاية القرية، وبواسطته قام الأهالي بإيصال المياه إلى منازلهم وأراضيهم عبر خطوط تتفرع منه للاستفادة من المياه؛ وهو ما أمن وصولها إلى كل بيت في القرية من دون انقطاع، واستخدامها في أعمال الزراعة».

طبيعة القرية ووجود النبع جعلاها مقصداً لمحبي الطبيعة والجلسات الهادئة، كما اعتدت زيارتها وعائلتي في الكثير من أيام العطل، وخاصة في الصيف الحار والرطب، إضافة إلى أن عذوبة المياه وبرودتها المميزة تشجعني على التزود منها في كل مرة أزور القرية، أو حتى أثناء مروري بقربها

وعن جغرافية النبع يقول المهتم بالبحوث الجغرافية عن منطقة "القدموس" المدرّس "سامي حسن": «يقع نبع "كرم التين" في الجهة الشمالية الشرقية للقرية، على بعد أمتار قليلة من الطريق الرئيس والوحيد لها، بالقرب من محمية طبيعية صغيرة لأشجار السنديان، كما أن النبع من الينابيع الكارستية التي توجد بكثرة في الصخور الكلسية التي تميز منطقة "القدموس" بوجه عام، والغنية بثلوجها وأمطارها، حيث تتسرب مياه الأمطار عبر الشقوق الصخرية من المناطق المرتفعة والمحيطة بالنبع، وتتجمع في قنوات باطنية طبيعية تخرج من منطقة لا تتجاوز المسافة بينها متراً ونصف المتر، ومن العوامل المساعدة أيضاً وقوعه على جرف صخري ناتج عن انهدام أدى إلى انخفاض منطقة النبع عما حولها، وساهم في تجمع المياه فيه».

المهندس عدنان البدوي

ويضيف: «كما أن تجميع المياه في خزان صخري عزله طبيعياً عن عوامل المناخ المختلفة ومصادر التلوث؛ وهو ما أعطى مياهه برودة وعذوبة ونقاء مميزاً خاصة في فصل الصيف؛ وهذا دفع الكثيرين حتى عابري الطريق إلى قصده والتزود من مياهه، كما كان عاملاً مهماً في تحقيق الاكتفاء الذاتي لعائلات القرية؛ حيث تنوعت المحاصيل التي تزرع سواء المحاصيل الحقلية حول المنازل أو في الأراضي الزراعية، كالتبغ وهو محصول أساسي، وصولاً إلى دخول السوق بمحاصيل ذات نوعية جيدة اشتهرت بها القرية».

إذاً، تميز المنطقة التي يقع فيها النبع ومجاورته لغابة السنديان، وتوفر العديد من الخدمات؛ جعلها مقصداً ليس فقط لأهالي القرية، إنما للكثيرين من أهالي القرى والمناطق المجاورة، ومنهم "محمود أحمد" المقيم في مدينة "بانياس"، الذي قال: «طبيعة القرية ووجود النبع جعلاها مقصداً لمحبي الطبيعة والجلسات الهادئة، كما اعتدت زيارتها وعائلتي في الكثير من أيام العطل، وخاصة في الصيف الحار والرطب، إضافة إلى أن عذوبة المياه وبرودتها المميزة تشجعني على التزود منها في كل مرة أزور القرية، أو حتى أثناء مروري بقربها».

خزان تجميع مياه النبعين
الخزان الكبير