طالبة الصيدلة "سنا حداد" تقدّم أحاسيسها دوماً من دون حرج أو خجل فوق خشبة منزلها، دخلت إلى العزف بمساندة أسرتها، وخرجت مغنيةً الإحساس، تمتلك القدرة العالية على التنسيق بشهادة من يعرفها، لذلك كانت خياراتها متميزة دوماً.

منذ البداية كان الوله لتحقيق الأحلام الدافع للإبداع عند المغنية "سنا خليل حداد"، التي تحدثت لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 9 كانون الثاني 2018، فقالت: «جمعت بين دراسة الصيدلة والفن (عزف وغناء)؛ لأنهما شغفي وسعادتي، إضافة إلى أنني دوماً أحلم بتحقيق النجاح وأسعى إليه، ومن وجهة نظري الصيدلة مهنة لطيفة، وهي علاج لأي حالة مرضية، والموسيقا كذلك يمكن أن تكون علاجاً للذات والروح الداخلية، وهذا التفكير سهّل عليّ الجمع بينهما بكل بساطة».

لا أدري ما أقول، لكن لا يمكنني سماع ما تقدمه بأذني، وإنما بقلبي، لأن ما تقدمه من إحساس يشدني إلى المتابعة دوماً

لها آراؤها الخاصة في مفهوم كل من الصيدلة والموسيقا، والمشترك بينهما الشفاء والسعادة، وعليه أدركت معايير النجاح فيهما واشتغلت عليها، وتابعت في التوضيح: «معيار النجاح حتى الآن برأيي أن يحضر الكثيرون من الناس ومن مختلف الأعمار في حفلاتي الموسيقية، واهتمامي بنمط أغاني الأطفال بما تحمله من براءة وحنين، وأيضاً محاولة المحافظة على شخصيتي وذاتي كما هي من دون تصنّع.

من حفلاتها الغنائية

البدايات كانت من عمر العاشرة بدراسة الموسيقا ضمن معهد تعليمي خاص على آلة "الأورغ"، ثم على "البيانو" على يدي اختصاصيين، وبعدها الدخول إلى عالم الغناء وعالم تدريس الموسيقا والغناء في معهد "حكايا الفن" في "اللاذقية"، الذي قدمني للجمهور في عدة حفلات مهمة. الغناء بالنسبة لي ليس مجرد تفريغ طاقة كامنة، وإنما هو سعادة كبيرة، وهذا تأطر بعد أن بدأتُ فهم كل شيء يتعلق به ودراسة كل تفاصيله والإحساس به؛ وهو ما أشعرني بنشوة عارمة تزداد يوماً بعد يوم.

فأول حفلة لي في مدينة "اللاذقية" ضمن المركز الثقافي، كانت بعنوان: "الحلم الأول"؛ قدمت فيها معزوفات موسيقية وأغاني متنوعة ما بين الغربي والعربي باللغتين الفرنسية والإنكليزية، والتطور كان أنني بدأت الغناء باللغة الغربية بعد تطوير مهاراتي وأدائي».

من حفلاتها أيضاً

ولا يمكن تناسي دعم الأسرة واهتمامها الذي كان سنداً قوياً لتقديم الأفضل دائماً، حيث كانت المساعدة للتوفيق ما بين العزف والغناء، وهنا قالت: «العزف على البيانو جعلني أفضل بالغناء؛ لأنه ساهم بتقوية المهارات بطريقة صحيحة وفق طبقات الصوت التي أمتلكها، ووفق نوتة صحيحة وسليمة، وهذا كان بفضل مساندة الأسرة منذ البداية.

أجد نفسي بأغاني الإحساس البعيدة عن الصخب، ومع هذا لا أمانع بالبحث في جميع الاحتمالات حتى أصل إلى ما أصبو إليه، وما يجعلني أختار الأفضل والمناسب لي هو أنني انطلقت كعازفة أولاً ونمّيت مهاراتي وأطلقتها بفضل مساندة الأهل».

سنا خليل حداد

وفيما يخص البصمة الخاصة لها في هذا المجال، قالت "سنا": «في كثير من الأحيان أستمع إلى الأغنية وأعيد توزيعها من جديد، وهنا يلعب الإحساس الذي يدخل بالعمل الموسيقي دوراً كبيراً، ويرافق ذلك تقديم كلامي من نسجي، يوضح ويقولب الإحساس، فقد عملت على أغاني شخصيات كرتونية كان لها تأثير إيجابي بحياتنا في الصغر، وما زالت حتى الآن، وقدمتها على المسرح الذي أشعر بأنه منزلي الخاص، لذلك أكون مسترخية جداً عليه، وأشعر بسعادة كبيرة، وأنسى جلّ همومي وآلامي على خشبته».

وتضيف: «بعد كل مرة أصعد فيها على المسرح أدرس مختلف التفاصيل بدقة وأحاول تلافي الخطأ والبناء على الجديد وتجديده، لتكون المرات القادمة أفضل بمختلف المعايير، وما ساعدني على ذلك شخصيتي العامة البسيطة غير المتصنعة».

وفي لقاء مع "بهاء حسن" الذي يتابع أعمالها، قال: «تتمتع "سنا" بروح جميلة وإحساس عالٍ بمحيطها، وتحاول بشغف وحب أن تقدم كل طاقتها على المسرح بالغناء، كما أنها نظمت حياتها بطريقة جميلة مكنتها من التوفيق بين دراستها وموهبتها وحبها للغناء والموسيقا.

شخصياً، أشعر بأنها تمتلك ما يمكن تسميته حاسة سادسة؛ فصورة القادم واضحة أمامها، وتسير إليها بخطوات ثابتة وواثقة، كما أنها تعتمد التقييم اليومي لمنجزاتها العملية والفنية، وتحاول أن تؤسس على المداميك الثابتة المناسبة.

والجميل فيها أنها تستشير أساتذتها وأصدقائها، ولا تتجاهل هذه الآراء أبداً، بل تحاول معرفة التقاطعات فيما بينها، وتعمل بها».

أما طالبة الهندسة الزراعية "حلا جوني"، فقالت: «في حفلات "سنا" يكون التفاعل عالي المستوى؛ وهو ما يعني نجاح التقديم موسيقياً وغنائياً، وهذا ناتج عن صدق الأحاسيس المنبعثة خلال التقديم، التي تصل إلى الجميع بهدوء وسلاسة، وقد لاحظت الطموح الكبير والقدرة على التنسيق بين الدراسة والموهبة».

وعن رأيها بالأغاني وطريقة الغناء، قالت "حلا": «لا أدري ما أقول، لكن لا يمكنني سماع ما تقدمه بأذني، وإنما بقلبي، لأن ما تقدمه من إحساس يشدني إلى المتابعة دوماً».

يشار إلى أن "سنا خليل حداد" من مواليد "بانياس"، عام 1996.