تأثّر بجدّه الشاعر "عيسى فرعون"، فكان موجهاً له، واستوحى من طبيعة قريته ليصفها بالشعر، وشارك بمهرجانات واحتفالات كثيرة في منطقته، وكتب الكثير من الأبيات على أضرحة الشهداء كحالة من الوفاء للذين ضحوا بدمائهم فداء للوطن.

مدونة وطن "eSyria" التقت الشاعر "مازن فرعون" في منزله بقرية "مشتى الحلو" في محافظة "طرطوس"، بتاريخ 13 أيلول 2017، ليتحدث عن بداياته قائلاً: «في البداية كنت متأثراً بجدّي الشاعر "عيسى فرعون"، فكانت له قصائد رائعة وحضور قوي بين أصدقائه الشعراء، إضافة إلى أن خبرته كبيرة في القصيدة الزجلية، علّمني وأرشدني إلى طرائق الكتابة والأوزان الشعرية، وشجعني على الكتابة باللغة العامية المحكية بسبب سهولة فهمها لدى الجمهور المتلقي، حيث كان عمري تسع سنوات عندما بدأت كتابة الشعر، فكانت أولى قصائدي عن الطبيعة وجمالها».

تم نحت مجموعة كبيرة من الأبيات الشعرية على أضرحة وقبور الشهداء في منطقة "الكفرون" وبعض القرى المحيطة بها، وهذا شرف أعتز به أن تكون كلماتي وأبياتي الشعرية موجودة على منابر الأبطال الذين قدموا الدم رخيصاً في سبيل عزة الوطن وحمايتنا من الغدر والقتل والتشريد؛ ولهذا أشعر كلما كتبت أبياتاً للشهيد، بأنني أعطيه جزءاً صغيراً من حقه علينا

أما عن المرحلة الأولى في الجامعة التي برز فيها، فيقول: «في محافظة "اللاذقية" كانت إدارة الجامعة تنظم مهرجان "أدباء الشباب" ثلاث مرات في كل عام؛ وهذا أتاح الفرصة لي للظهور على المنبر وإلقاء مجموعة مختلفة من القصائد الشعرية لجمهور مختص من الشباب والأدباء، فكنت واحداً من المشاركين والمنظمين لهذا المهرجان، وكانت مهمتي بالتنظيم هي التقديم، حيث أقوم بتعريف الحضور بالشعراء بقصيدة شعرية كتبتها لكل شاعر يبدأ الإلقاء. بعد هذه المرحلة، عدت إلى "الكفرون" وباشرت المشاركة في الأمسيات والمنتديات الشعرية، إضافة إلى عدد كبير من المهرجانات السياحية والثقافية في المنطقة. ومن القصائد التي كنت أشارك فيها بهذه النشاطات، قصيدة وصفية كتبتها عام 2001 باسم قريتي "الكفرون" ذات المناظر الطبيعية الرائعة، وأقول فيها: "فيكي شمسات وهوى وميات.. وأحلى مزايا الكون ملتمي.. وفيكي العاشق كاتب روايات.. مروجك عشق يا عايشة بدمي.. الكفرون يا منبع وحي وكلمات.. أم الشعر والفن واللمي"».

مازن فرعون أثناء التقديم

أما عن المشاركات في بقية المهرجانات في المنطقة، فيقول: «بدأت وأصدقائي الشعراء نشارك بمجموعة نشاطات خارج منطقة "الكفرون"، فشاركنا في مهرجان "مشتى الحلو السياحي" عام 2009، وكانت قصيدة "حب وأمل" التي كتبتها عام 2001 من القصائد المهمة في هذا المهرجان، وأقول فيها: "متل الملح عالجرح حبك صار.. القلب انكوى والحب بعدو بأولو.. شغلتي الفكر والقلب ليل نهار.. ورماح حسنك بالضلوع تغلغلو.. من يوم شفتك ما عرفت شو صار.. أوتار قلبي من لقاكي هللو.. ودقات قلبي بتشبه القيثار.. حبك عزف عالقلب هاللحن الحلو". وكانت لي مشاركة في مهرجان "رباح السياحي" وعدة مراكز ثقافية، مثل: المركز الثقافي العربي في "مرمريتا"، والمركز الثقافي العربي في "مشتى الحلو"، إضافة إلى ندوات في صالات الكنائس أو أنشطة الاتحاد النسائي، ومن القصائد المهمة التي شاركت بها قصيدة "الشاعر"، التي أصف فيها شخص الشاعر الذي يدور في فلك الصور الشعرية والمفردات المعبرة، وأقول فيها: "الشاعر ما عندو حساب لا بكرا.. بيكره حياة مخربطة وعكره.. ولو جاع فكرو والقلب بيقوم.. بيعصر وحي وبيعجن الفكرة.. لا تفكرو ب مال الدني مغروم.. ولا برزقها ولا بظلمها ومكرا.. ولولا انجرح مو شرط أنو يلوم.. بيعيش جرحو ينزف الذكرى.. ولو عاش عمرو بالعشق مهموم.. وغاب الولف بيصاحب الكاسات.. وبيعيش عشق الخمر للسكرة"».

أما عن أشعاره التي سطرت على أضرحة الشهداء، فيقول: «تم نحت مجموعة كبيرة من الأبيات الشعرية على أضرحة وقبور الشهداء في منطقة "الكفرون" وبعض القرى المحيطة بها، وهذا شرف أعتز به أن تكون كلماتي وأبياتي الشعرية موجودة على منابر الأبطال الذين قدموا الدم رخيصاً في سبيل عزة الوطن وحمايتنا من الغدر والقتل والتشريد؛ ولهذا أشعر كلما كتبت أبياتاً للشهيد، بأنني أعطيه جزءاً صغيراً من حقه علينا».

الفنان "منيف كنوزي" يتحدث عن شعر "فرعون": «تميّز بكتاباته الشعرية صوراً وجمالاً كما تتدفق المياه من بلدته الجميلة "الكفرون"، اسمه لمع في فضاء الشعر المحكي، وقد يكون للوراثة دور في ذلك؛ فجدّه سنديانة شعرية كبيرة، له بصمة واضحة في "وادي الكفرون"، فقلما تمر مناسبة وطنية أو قومية أو عرس إلا وزينت أبياته هذه المناسبات الرائعة. أشعاره نقشت على أضرحة الشهداء الخالدين، كما أن طبيعة بلدته "الكفرون" كان لها الأثر البليغ في بروز موهبته الشعرية».

يذكر أن الشاعر "مازن فرعون" من مواليد محافظة "طرطوس" عام 1974، وله ديوان باسم "القلب المجروح" تمت طباعته في عام 1999.