بمجهود شخصي، وانطلاقاً من الحاجة إلى دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بمجال التكنولوجيا؛ صمّم المهندس "إيهاب أحمد" برنامجاً على الحاسوب يمكّن البكم وذوي الإعاقة في الأطراف العلوية من استخدام الحاسوب عبر حركات الرأس، ونال الميدالية "الذهبية" في معرض "الباسل للإبداع والاختراع" بدورته الأخيرة.

للمزيد حول البرنامج وآلية عمله، مدونة وطن "eSyria" التقت المهندس "إيهاب أحمد" بتاريخ 25 أيلول 2017، ليحدثنا عن مشروعه قائلاً: «بداية لا بد من ذكر سبب تسمية البرنامج بأداة "هوكينغ"؛ فمن منا لم يسمع بالعالم "ستيفن هوكينغ" الذي لم تمنعه إعاقته الحركية، وعدم قدرته على النطق من متابعة مسيرته العلمية؛ وذلك عبر تجهيزات موصلة، ومن هنا أتت فكرة البرنامج؛ فلا يخفى على أحد ازدياد عدد الحالات من مبتوري الأطراف سواء من عناصر الجيش أو المدنيين نتيجة الحرب الدائرة في البلد؛ وهؤلاء يجب ألا تكون اعاقتهم حائلاً أمام استخدامهم التكنولوجيا التي أصبحت من أولويات الحياة، ومن هنا أتت أهمية البرنامج لتمكينهم من استخدام الحاسوب بأقل جهد ممكن ومجاناً».

البرنامج الحالي قابل للتطبيق، وقد تم استخدامه لدى أكثر من حالة، وتم عرضها على شاشة التلفزيون السوري، وكانت النتائج جداً رائعة، وهناك إمكانية كبيرة للتطوير؛ فأنا اليوم بصدد إعداد النسخة العربية منه لتحقيق أكبر فائدة مرجوة، كما أن تكلفته المادية قد تكون معدومة، باستثناء جهاز الحاسوب الذي بات متوفراً لدى معظم الناس

بوصفه للبرنامج والتقنيات المستخدمة وآلية عمله، يضيف: «تم تصميم البرنامج اعتماداً على لغة "جافا" ونظام توليف الكلام، إضافة إلى خوارزمية تركيب خرج الكلام، وقد تم تصميم البرنامج ليراعي الحالة الصحية للمستخدم، حيث لا يحتاج إلى أي تركيبات إضافية على الحاسوب على عكس الكثير من الأدوات الأخرى؛ فقد تم التركيز أثناء عملية البرمجة على أن تكون متوفرة بأقل تكلفة، وعبر الحاسوب فقط وما يوفره من إمكانيات؛ فبعد تحميل البرنامج على الحاسوب تظهر أيقونة التشغيل على سطح المكتب، وللوصول إلى الواجهة الرئيسة لا يحتاج البرنامج إلى أي إعدادات أو إضافات، فقط الميكرفون والكاميرا، وهما موجودان ضمن الحاسوب، فعند النقر على الأيقونة، تبدأ الكاميرا العمل لتلتقط حركات الوجه، فيتم تحريك الفأرة من خلال تحريك الرأس أو عبر الصوت يتم فتح نوافذ من خلال لفظ اسم البرنامج عبر الميكرفون المدمج بالحاسوب، وللكتابة نقوم بالوقوف للحظتين فوق كل حرف، وستكتب الحروف تلقائياً على اللوح الصغير أسفل الشاشة، وعند الانتهاء يتم الضغط على زر listen، لتتم قراءة النص بصوت عالٍ، كما تم تزويد البرنامج بقوالب نصية جاهزة للحاجات الأساسية».

ميدالية ذهبية وشهادة تقدير من معرض الباسل للإبداع والاختراع

وعن إمكانية تطبيق وتطوير البرنامج، والجدوى من ذلك، يتابع قائلاً: «البرنامج الحالي قابل للتطبيق، وقد تم استخدامه لدى أكثر من حالة، وتم عرضها على شاشة التلفزيون السوري، وكانت النتائج جداً رائعة، وهناك إمكانية كبيرة للتطوير؛ فأنا اليوم بصدد إعداد النسخة العربية منه لتحقيق أكبر فائدة مرجوة، كما أن تكلفته المادية قد تكون معدومة، باستثناء جهاز الحاسوب الذي بات متوفراً لدى معظم الناس».

بدورها الدكتورة "سوزي صالح" مدرّسة في كلية هندسة الاتصالات والمعلوماتية في جامعة "طرطوس"، تقول: «أعرف "إيهاب" مذ كان طالباً في الكلية؛ فهو من الطلاب المتميزين الذين استطاعوا تسخير المعلومات النظرية خلال دراسته الجامعية لخدمة مشاريع تعود بالفائدة على شريحة واسعة من المجتمع، بدأها بمشروع لتصميم موقع جامعة "طرطوس" الإلكتروني بعد انفصالها عن جامعة "تشرين"، الذي كان مشروع تخرّجه في الجامعة، ومؤخراً مشروعه الموجه لذوي الاحتياجات الخاصة، الذي أتى من وحي الأزمة التي يمرّ بها البلد، حيث زادت نسبة الإعاقة زيادة ملحوظة. يتميز المشروع بالقدرة على التحكم بالحاسوب من دون أي اتصال فيزيائي، حيث يتم تحريك الفأرة عبر الكاميرا لكتابة النص في حال كان المستخدم لديه إعاقة في الأطراف العلوية، أو غير قادر على النطق، وبرأيي إنه قدم خدمة كبيرة لشريحة لا بأس بها، ساعدتهم على الدخول إلى عالم التكنولوجيا والبرنامج قابل للتطبيق، حيث تم تطبيقه على عدة حالات، كما أنه يتميز بتكلفة مادية تكاد تكون معدومة، باستثناء جهاز الحاسوب».

الدكتورة سوزي صالح

يذكر أن المهندس "إيهاب أحمد" من مواليد "صافيتا" بمحافظة "طرطوس" عام 1993، طالب دراسات عليا في كلية هندسة الاتصالات والمعلوماتية بجامعة "طرطوس".