نشأ المهندس الزراعي "كرم قاسم" في قرية يعمل أهلها بالزراعة والبيوت المحمية (البلاستيكية)، أسلوب أبيه المختلف في الزراعة المتبعة في تلك القرية شدّ انتباهه وغرس فكرة التجريب والتطوير لديه في هذا المجال، وعمل بزراعة الصباريات والأشجار الاستوائية.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 25 أيلول 2017، مع المهندس "كرم قاسم"، فقال عن حياته واهتماماته الزراعية قبل دراسته للهندسة الزراعية: «عشت ودرست في قرية "حريصون" التابعة لمدينة "بانياس"، وعمل أهلي بالزراعة جعلني أحبّ العمل الزراعي وأهتم به، لم يكن والدي مثل أهالي القرية الذين يعملون بالزراعة في البيوت البلاستيكية، بل اتخذ نمطاً مختلفاً عنهم في الزراعة. ومنذ طفولتي تعرّفت إلى الأشجار الاستوائية النادرة وكيفية زراعتها والعناية بها من خلال زراعته لها، فقد زرع (الكيوي والمانغو المصري والعنب الصيني والباباي والكاريسا والأفوكادو)، وكلها أشجار غريبة تفردنا بزراعتها وإنتاج ثمارها؛ وهذا أكثر ما شدّني إلى البحث ودراسة الهندسة الزراعية، كما كان يهتم بتربية نباتات الزينة التي كنت إلى جانبه في زراعتها والاهتمام بها».

أحبّ تطوير عملي باستمرار؛ لذا خطرت لي فكرة الأصائص الخشبية وزراعة الصباريات فيها بدلاً من البلاستكية والزجاجية؛ وهو ما يعطي النبتة جمالاً ورونقاً يجعلها مرغوبة في السوق من الناحية الشرائية، وهذا ما عملت عليه؛ فمادة الخشب ولونها ميّزا عملي

شغفه بالزراعة وحبّه للريف بكل مكوناته رسم ملامح تجربته، لينجز مشروعه الذي تبلور بعد تخرّجه في الجامعة عام 2015، ويقول: «لم أكتفِ بما تعلمته من والدي، ودرست الهندسة الزراعية بكامل رغبتي، وأردت أن أعزّز تلك التجربة بالدراسة والبحث التي تحولت فيما بعد إلى مشروع لزراعة الصباريات بأنواعها المختلفة وتفريخها، حيث بدأت من الصبار البسيط وأواني البلاستيك والزجاج الصغيرة، وعملت بإكثار نباتات الصباريات وزيادة أنواعها مستفيداً من خبرة أبي ومواقع الإنترنت وصفحات "الفيسبوك" المختصة بهذا الشأن والمشاتل الزراعية، ثم عملت على زرعها وتنسيقها عام 2016».

كرم أثناء العمل

ويضيف: «أحبّ تطوير عملي باستمرار؛ لذا خطرت لي فكرة الأصائص الخشبية وزراعة الصباريات فيها بدلاً من البلاستكية والزجاجية؛ وهو ما يعطي النبتة جمالاً ورونقاً يجعلها مرغوبة في السوق من الناحية الشرائية، وهذا ما عملت عليه؛ فمادة الخشب ولونها ميّزا عملي».

وعن تميّز نباتاته وزرعها بأصائص خشبية وطريقة نحتها واختياره لنوع الخشب، يقول: «اخترت الخشب من بيئتي، حيث بحثت عن شجرة ذات لحاء خارجي جميل، فوجدت الصنوبر قوياً وقاسياً. أقوم بجمع أشجار الصنوبر اليابسة في الأحراج التي ليس لها فائدة، وأعمل على نحتها وحفرها على شكل أصائص بأدوات بسيطة طوّرتها فيما بعد، وأثقب الأصائص من أجل تسريب الماء عند سقاية النباتات وتهوية التربة، وأحضر مادة لدهن الأصيص للحفاظ على الخشب، ثم أزرع الصباريات وأزينها بالأحجار الملوّنة وخيط القنب والخيش؛ إنه عمل ممتع، لكن نحت الأصيص يحتاج إلى الجهد والوقت لإنجازه، شاركت بمعارض في "بانياس" ومعرض "ربيع نيسان" في "اللاذقية"، الذي عرّف الناس بأعمالي، وأنشأت صفحة على "الفيسبوك" لعرضها، ونالت إقبالاً، وأقوم بتسويقها وبيعها عبر وسائل التواصل الاجتماعي».

من أعماله

المهندس المدني "تمام الحكيم"، يتحدث عن "كرم" وعمله قائلاً: «أعرفه منذ عشرين عاماً، حيث برز تعلقه بالأرض والزراعة منذ طفولته؛ فهو فنان بالفطرة، وتفرّد بزراعة الصباريات في الأصائص الخشبية والأشجار الاستوائية، كما أن لمسته الإبداعية في العمل لم تكن جديدة، وأغنى معلوماته الغزيرة عن النباتات بدراسة الهندسة الزراعية؛ فهو يعمل بتقنية ودقة عالية، ويمزج الفنّ والإبداع بالتطبيق العملي بدءاً من انتقاء الصبار، ومروراً بالخشب، يشتغل بيديه ويحفر الخشب بطرائق يدوية بسيطة تحتاج إلى الجهد والتعب، ويطوّر عمله دائماً، والصباريات لديه مميزة، وأسعاره رمزية تلقى استحساناً لافتاً بين الناس».

يُذكر أن المهندس "كرم قاسم" من مواليد "طرطوس" قرية "حريصون"، عام 1991.

معرض ربيع نيسان