في موقع متوسط يفصل بيوت قرية "العلية" القديمة عن البيوت الحديثة، توجد شجرة سنديان ضخمة عمرها نحو ألف عام، ومازالت حتى اليوم محافظة على صلابتها متجددة الفروع باستمرار.

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 15 أيلول 2017، قرية "العلية" في ريف "القدموس"، والتقت "سهيل عروس" أحد أهالي القرية ليتحدث عن تميز موقع السنديانة، حيث قال: «تقع الشجرة وسط الساحة الملاصقة لبيوت القرية القديمة إلى الجنوب من الطريق الرئيس الذي لا تفصلها عنه سوى بضعة أمتار فقط، وهي من نوع السنديان المعمر دائم الخضرة، ويتجاوز عمرها الألف عام، وهي من الأنواع النباتية التي تنمو ببطء شديد، لذلك يتميز خشبها بالصلابة ومقاومة الحشرات، وقد تعمر نحو ألفي عام بوجه عام، وقد دعاها الأهالي باسم "العلية" تيمناً بالقرية».

من الجدير بالذكر، أن منطقة الشجرة مكان محبب حالياً للجيل الجديد من الشباب والشابات، وهو حب ورثوه من آبائهم، ومن أراد من أهالي القرية تكريم ضيفه يصطحبه ويدعوه لمشاهدتها والجلوس تحت أغصانها الضخمة والاستمتاع بالأجواء الجميلة والهادئة والطقس اللطيف

أما عن مواصفاتها وأبعادها، فأضاف: «تتميز السنديانة بانتشار فروعها على مساحة تغطي نصف دونم تقريباً، وربما يزيد قليلاً على ذلك. أما ارتفاعها، فيبلغ نحو ثلاثة عشر متراً، ومحيط جذعها يقارب الخمسة أمتار، وهذا دليل على سنين عمرها الطويلة. والأغصان ضخمة متفرعة تظلل مساحات كبيرة حول الجذع، وهذه الضخامة جعلتها مرئية من مسافة بعيدة، وأصبحت نقطة علام لزائري القرية. وأكثر ما يميز الشجرة أنه كلما سقط أحد فروعها القديمة نتيجة عوامل القدم ينمو مكانه فرع جديد، وفي أعلى جذعها تجويف تنمو فيه عدة أنواع من الشجيرات الصغيرة، كالصفصاف والتين. وتعدّ واحدة من الأشجار الضخمة التي تشتهر فيها منطقة "ريف القدموس"».

سهيل عروس

أما مختار القرية "عباس عروس"، فقد قال: «تحيط بشجرة السنديان الضخمة بيوت القرية القديمة من جهة، والبيوت التي بنيت حديثاً من جهة ثانية، وهي المكان المحبب دائماً لاجتماع الأهالي في مختلف مناسباتهم في الأفراح والأحزان، وهي عادة قديمة جداً منذ نشأة القرية، ومازالوا محافظين عليها حتى هذا اليوم. وقد كانت محطة لاستراحة المزارعين أثناء تنقلاتهم بين أراضيهم وبيوتهم داخل القرية، كما أن قدمها وحرص الأهالي على المحافظة عليها جعلها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بذاكرتهم عبر السنوات الماضية وحتى اللحظة، فكانت شاهدة على مناسبات الأعراس التي يحيونها في الساحة، والتي كانت تستمر عدة أيام متتالية. وكذلك الأمر في التعازي التي كانت تقام تحت ظلال أغصانها. وأذكر جيداً قبل انتشار وسائل الحداثة - خاصة التلفزيون - كانت تعدّ محطة التقاء رجال ونساء القرية بعد يوم عمل طويل وشاق، فيتبادلون الأحاديث والأخبار، ويلعبون بعض الألعاب التراثية المعروفة، ويتناولون أنواعاً من الأطعمة، كبعض أنواع الفطائر، أو يقومون بالشواء، وبعض المشروبات الشعبية، كالشاي، والزوفا، وغيرهما».

ويضيف: «من الجدير بالذكر، أن منطقة الشجرة مكان محبب حالياً للجيل الجديد من الشباب والشابات، وهو حب ورثوه من آبائهم، ومن أراد من أهالي القرية تكريم ضيفه يصطحبه ويدعوه لمشاهدتها والجلوس تحت أغصانها الضخمة والاستمتاع بالأجواء الجميلة والهادئة والطقس اللطيف».

بيوت القرية القديمة

تتميز السنديانة العتيقة بإطلالة جميلة على الوديان والجبال من جهة ومجاورتها البيوت التي تحكي تاريخ القرية القديم من جهة ثانية، ولهذا السبب تم اختيار الموقع لتصوير مسلسل "إخوة التراب"، هذا ما قالته المعمرة "زينب الحامض"، وهي من سكان القرية القديمة، وتكمل: «هذا الموقع يمثل مقصداً دائماً لهواة التصوير من الشباب والشابات سواء من أهالي القرية أو القرى المجاورة، خاصة بعد تجهيز شرفة واسعة تحيط بالشجرة من خلال عمل تعاوني شارك فيه جميع الأهالي سواء بجمع الأموال أو بالعمل اليدوي؛ لما تمثله السنديانة من ذاكرة حية للكبار والصغار».

ضخامة الجذع