يرى الدكتور "عبد الرزاق طه" أن الهدوء النفسي الناتج عن تأمل البحر يساعده في نجاح عمله الطبي، فيحصل على نتائج متميزة وخاصة في الأعمال الجراحية التي كان آخرها استئصال "شوانوما عصب مبهم".

الاختصاص الطبي (الأذن والأنف والحنجرة) أدخل الدكتور "عبد الرزاق طه" في حالات من الإبداع، أبرزها جراحة العنق التي كانت في آخر عملية جراحية قام بها متميزة من حيث النتائج والحالة، وهنا قال لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 22 آب 2017: «المعاينة الطبية حالة من مراجعة الأفكار الأكاديمية وإسقاطها على الواقع المرضي، بخلاف العمل الجراحي الذي يعدّ حالة من الإبداع، خاصة إن كان المرض نادراً أو قليل الحدوث، كما حدث في آخر عمل جراحي قمت به استغرق ثلاث ساعات ونصف الساعة من الزمن، وليست العبرة في الزمن اللازم، وإنما بطبيعة ونوعية الإصابة.

كان للطبيب "عبد الرزاق" بتعامله الإنساني دور في تهدئة حالتي النفسية التي انعكست على نجاح العمل الجراحي

بوجه عام، أحاول أن أكون هادئاً نسبياً قبل كل عمل جراحي؛ لأنني أتعامل هنا مع روح، ولا يمكن الاستهانة بهذا التعامل، وشخصياً أحب البحر وأتأمله كثيراً؛ وهو ما يشعرني بهدوء كبير وذهن متقد يمكنني توظيف مقدراته، وهذا حالي في استئصال "شوانوما عصب مبهم" الذي يعدّ عملاً جراحياً نادراً من حيث نوعية الورم وتموضعه الحساس؛ وهذا على مستوى المحافظة والساحل السوري، فتموضعه في منطقة حساسة جعل استئصاله غاية في الدقة؛ أي إن التعامل معه وهو في منطقة العنق يوازي التعامل الجراحي مع الدماغ، لأن العمل حصر بين ثلاثة عناصر حياتية هي الشريان المغذي للرأس "الثباتي" والوريد الوداجي والعصب، كما أنه تلاصق بالشريان وحرف استقامته نحو الأمام الأنثي، وهنا المفروض عزله بهدوء ودقة عن مجموع العناصر الحياتية».

استئصال "شوانوما عصب مبهم"

ويتابع: «أعمل بجراحة العنق والرأس منذ عام 1997، وتعاملت مع حالات مرضية أكثر خطورة بدقة وحرفية، لكن هذه العملية كانت الأكثر تميزاً من ناحية الدقة والتعامل، وهذا لا يحتاج إلى زمن كبير، بل إلى هدوء وحرفية، وهو ما اعتمدته مع بداية دخول غرفة العمليات، حيث شعرت وكأنني مستعد لجلسة خلاء وصفاء ذاتي مع البحر، وهذا كان له الأثر الكبير في نجاح العمل الجراحي، وأغلب الأحيان أكون في حالات نفسية قريبة من هذه الحالة قبل كل جراحة».

حالات طبية جراحية يتعامل معها للمرة الأولى وبنجاح، وهنا قال: «بالنسبة لاستئصال "الشوانوما" هذا النوع من الورم يظهر نادراً في منطقة الدماغ ومحيطه، وفي حالتنا ظهر في المحيط، ولا أذكر أنني خلال مدة الاختصاص أو حتى بعدها في مرحلة العمل الفعلي تعاملت مع هذا النوع من الأورام؛ وهذا يؤكد ندرته، لكن -الحمد لله- تمكّنا والفريق الطبي والتجيهزات التقنية في هيئة مستشفى الباسل من إنجازه بحرفية تحتسب لنا كفريق».

المريض إياد علي

وفي لقاء مع المريض "إياد علي" الذي أجري له العمل الجراحي النادر، قال: «كان للطبيب "عبد الرزاق" بتعامله الإنساني دور في تهدئة حالتي النفسية التي انعكست على نجاح العمل الجراحي».

وفي لقاء مع الدكتور "باسل أبو عباس" من الفريق الطبي الذي ساعد الدكتور "عبد الرزاق" في العمل الجراحي، أكد في البداية خبرة الطبيب "عبد الرزاق" وتعامله الهادئ بوجه عام، وإدراكه للتشخيص الدقيق قبل البدء بالعمل الجراحي، وأضاف: «تميز الدكتور "عبد الرزاق" بهدوء أعصابه قبل البدء بالعمل الجراحي، وهذا ينمّ عن عمق تمكنه من الحالة المرضية؛ أي هو مسيطر عليها سيطرة شبه تامة، وهي ليست المرة الأولى، فهو يملك من الخبرة الطبية الممزوجة بالإنسانية الكثير؛ وهذا يسعدنا في التعامل معه».

الدكتور عبد الرزاق طه

يشار إلى أن الدكتور "عبد الرزاق طه" من مواليد "طرطوس"، عام 1969.