يعرف الشاعر "منهل غانم" برهافة إحساسه وسحر كلماته وصدق مواقفه، حيث تولد لديه القصيدة مع كل موقف، متأثراً بقريته وخصوصية طبيعتها التي أكسبته طمأنينة النفس وأطلقت العنان لأفكاره الدفينة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 23 آب 2017، الشاعر "منهل غانم" ليحدثنا عن رحلته في عالم الأدب والشعر منذ انطلاقته، حيث قال: «رحلتي بدأت مبكرة في المرحلة الإعدادية، لكن حينئذٍ لم تكن أكثر من خربشات على ورق، وفي مرحلة لاحقة بدأت موهبتي تثير اهتمام مدرسي اللغة العربية، وهم بدورهم شجعوني، وأذكر منهم معلمي وقدوتي "نبهان معلا" الذي لن أنسى فضله ما حييت. وقد كان ملهمي الشاعر "بدوي الجبل" الذي حفظت له الكثير من ديوانه في سن مبكرة جداً، والإلهام الشعري لا حدود له؛ فمع كل موقف سواء كان حزناً أو فرحاً أو بطولات أو غيرها تولد القصيدة. كما أن البيئة المحيطة لها دورها المهم في نفسية كل إنسان، فكيف إذا كان شاعراً؟ وأنا ابن قرية "الدي"، هذه القرية التي أبرزت للشعر أسماء كثيرة، أذكر منها الشاعر الراحل "عزت دلا"، والشاعر "نبهان معلا"، وهي قرية متمتعة بموقع ساحر ورواب تترك في النفس طمأنينة ووحياً يطلق العنان لأفكار دفينة، والشاعر هو الأقدر على إخراج ما في الكيان إلى العيان صوراً حسية ومعنوية تمتع أصحاب الذوق الرفيع».

"منهل غانم" شاعر ابن بيئة ريفية نقية استمد من نسيمها رهافة الإحساس، ومن صلابة أرضها ورث قوة الكلمة والمعنى. شاعر وجداني متصوف، وقد لفت نظري خلال استضافتي له في أحد البرامج بمدى صراحته وصدقه الكبير، ونبل أخلاقه، وروعة تعبيره عن امتنانه لكل من سانده وساهم في دعم موهبته منذ بداية مسيرته حتى اليوم، وهذا يدلّ على أنه إنسان مخلص ونقي الروح

ويتابع: «لقد كتبت الشعر بأنواعه: العمودي، وشعر التفعيلة، وقصيدة النثر، والأقرب إليّ الشعر الموزون؛ أي العمودي والحر، وعلى كل شاعر أن يبحث عن أسلوب يميزه، ويبتعد عن الكتابة المباشرة فهي قاتلة الإبداع، كما أن الإبداع ليس وقفاً على نوع شعري واحد أو عدة أنواع، فكم من قصيدة بألف ديوان، والقصيدة هي صخرة يشترك في نحتها كل من القلب بفوضويته والعقل بحرفيته والعين ببساطتها، فإما أن تنتج قيداً في قدمي شاعرها تغرقه بالرتابة، وإما أن تنتج تحفة توضع في متاحف القلوب، وأنا أناور هذه الصخرة حتى أصعد بها فلا تغرقني».

أحد التكريمات

وعن مشاركاته في مختلف الفعاليات ومؤلفاته، وإن كان يرى للتكريم ضرورة، يقول: «مشاركاتي متعددة في مختلف المناسبات، وكان منها مهرجان "منارات الأدب والإبداع" على خشبة المركز الثقافي في كل من مدينة "بانياس" وناحية "العنازة"، إضافة إلى مشاركات أخرى ومتتابعة في عدد من المهرجانات الوطنية، ولدي مجموعتان شعريتان كنت قد جمعت قصائدهما، إحداهما موزونة، والأخرى نثرية، لكن حتى الآن لم تتح لي فرصة طباعتهما لأسباب أهمها مادية، وبالنسبة لتكريم الشعراء أرى أن له دوراً كبيراً في استنهاض وتحفيز أي كاتب سواء كان التكريم مادياً أم معنوياً».

ويضيف: «الأدب هو بناء، وهذا البناء يحتاج إلى أساس متين وعوامل مهمة لكي نحصنه بها، والفن والأدب هما غذاء الروح ولا يختلف اثنان أنه كلما كان غذاؤنا مستمداً من بيئتنا وطبيعتنا، كان أكثر نظافة وصحة، وهذه الأنواع المستحدثة من الأدب التي صارت وسائل التواصل الاجتماعي مسرحاً لها لا تغدو كونها ثقافات معلبة، وبصرف النظر عن انتشارها، فإن لها مدة صلاحية وجيزة، وسرعان ما تصبح بعدها تالفة لا قيمة لها».

إحدى المشاركات للشاعر منهل

الشاعر والمخرج التلفزيوني "معين محمد" عنه قال: «"منهل غانم" شاعر ابن بيئة ريفية نقية استمد من نسيمها رهافة الإحساس، ومن صلابة أرضها ورث قوة الكلمة والمعنى. شاعر وجداني متصوف، وقد لفت نظري خلال استضافتي له في أحد البرامج بمدى صراحته وصدقه الكبير، ونبل أخلاقه، وروعة تعبيره عن امتنانه لكل من سانده وساهم في دعم موهبته منذ بداية مسيرته حتى اليوم، وهذا يدلّ على أنه إنسان مخلص ونقي الروح».

يذكر أن الشاعر "منهل غانم" من مواليد عام 1980 في قرية "الدي" بريف "القدموس"، ويقيم في مدينة "بانياس".

الشاعر معين محمد