امتدادها بين جبلين، ووقوعها على طريق تجاري مهم يربط الساحل بالداخل، إضافة إلى التميز المناخي والطبيعي وتوفر الخدمات بكافة أنواعها؛ كل هذه الميزات جعلتها مقصداً مهماً للسياح واستراحة لعابري الطريق من كافة المناطق.

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 5 آب 2017، مزرعة "عين حسان الغربية"، والتقت المهندس "أسامة العلي"، وهو من أهالي المنطقة ليحدثنا عن موقع المزرعة، حيث قال عنها: «تقع إلى الشرق من مدينة "القدموس"، وتبعد عنها مسافة تقدر بأربعة كيلومترات ونصف الكيلومتر، وهي إحدى المزارع التابعة لقرية "كاف الجاع" التي تحيط بها من جهتي الغرب والجنوب، أما من جهة الشرق، فتحدها مزرعة "بشراغي"، ومن الشمال الشرقي مزرعة "عين حسان الشرقية"، وكلتاهما تابعتان لـ"كاف الجاع"، أما من جهة الشمال، فتحدها قرية "الحاطرية"، ويعود سبب تسميتها إلى عين الماء المشهور الموجود فيها، الواقع عند الممر الجبلي القديم الذي كان ولايزال أحد أهم المعابر الواصلة بين الساحل والداخل، وبعد استقلال "سورية" من الاستعمار الفرنسي، تم شق الطريق وتوسيعه ليصبح في الوقت الراهن خط إمداد رئيس بين الساحل السوري والمنطقة الوسطى».

تتمتّع المزرعة بمناخ بارد جداً في الشتاء، ويعود السبب في ذلك إلى ارتفاعها من جهة، وانفتاحها على الرياح الباردة القادمة من جهتي الشمال والشمال الشرقي من جهة أخرى. أما الأمطار، فهي غزيرة وتفوق أحياناً الألف ميليمتر في العام، كما تتساقط فيها الثلوج قبل المناطق الأخرى أيضاً بسبب الارتفاع والرياح الشديدة البرودة؛ وهذا يؤدي في كل عام إلى توافد محبي الثلج للعب والاستمتاع. أما صيفها، فمعتدل لطيف قليل الحرارة والرطوبة

يحتضن الجبل قرية "كاف الجاع" فيساعد على التخفيف من عوامل الطقس القاسية التي تتميز بها المنطقة بوجه عام، لكن هذا لا ينطبق على مزرعة "عين حسان"؛ فوجودها على المقلب الآخر من الجبل، وامتدادها بين جبلي "زغرين" من جهة و"القضبون" الأثري من جهة ثانية، أكسبها اختلافاً مناخياً عما يجاورها، وعن هذا التميز يقول مدرّس الجغرافية المهتم بالبحوث الجغرافية "سامي حسن": «تتمتّع المزرعة بمناخ بارد جداً في الشتاء، ويعود السبب في ذلك إلى ارتفاعها من جهة، وانفتاحها على الرياح الباردة القادمة من جهتي الشمال والشمال الشرقي من جهة أخرى. أما الأمطار، فهي غزيرة وتفوق أحياناً الألف ميليمتر في العام، كما تتساقط فيها الثلوج قبل المناطق الأخرى أيضاً بسبب الارتفاع والرياح الشديدة البرودة؛ وهذا يؤدي في كل عام إلى توافد محبي الثلج للعب والاستمتاع. أما صيفها، فمعتدل لطيف قليل الحرارة والرطوبة».

أحد البيوت القديمة

ويتابع: «يعتمد الأهالي في معيشتهم على الزراعة، ويأتي في مقدمة المحصولات التبغ؛ فهو المحصول التجاري الرئيس المعتمد لزيادة دخل الأسر، إلى جانب زراعة محاصيل أخرى، كالقمح والشعير والحمّص، وبعض الزراعات الحقلية حول المنازل، كالملفوف والسلق والثوم والبصل، كما تشتهر بزراعة التفاح بوجه كبير ولافت، وهو من الأنواع الممتازة، وأنواع أخرى من الأشجار المثمرة، كالمراب والإجاص والتين والجوز والكرمة والزيتون والسماق والرمان، وغيرها. والحقيقة إن تربة هذه المنطقة من الترب البنية الفاتحة غير الناضجة، لكن ذلك لم يقف عائقاً أمام الأهالي الذين حوّلوا الجبال إلى مدرّجات، وزوّدوا التربة بالأسمدة اللازمة بهدف تحسين خصوبتها؛ متحدين بذلك البيئة القاسية وشحّ الموارد، هذا إلى جانب قيامهم بتربية بعض أنواع المواشي والدواجن».

التميز المناخي للمزرعة وقربها من جبل "القضبون" الأثري الذي يضم معبد الإله بعل، إضافة إلى الاهتمام بالجانب الخدمي اهتماماً كبيراً جعلها مقصداً للزائرين والسياح من كافة المناطق، عن الجانب الخدمي يقول المهندس المدني "ماهر حسن": «تتوفر هنا الكثير من الخدمات، أذكر منها: خطوط الهاتف والإنترنت الذي أصبح متاحاً للجميع، وشبكة كهرباء، وشبكة مياه للشرب، وشبكة صرف صحي، إضافة إلى روضة للأطفال ومدرسة ابتدائية، كما أنها مخدمة بعدد من الطرقات الزراعية التي تسهل وصول المزارعين إلى أعمالهم إلى جانب الطريق الرئيس الذي يصلها بالقرية، كما أن موقعها على طريق عام (بانياس - حماة) دفع العديد من المستثمرين من أهالي المنطقة إلى شراء أراضٍ إلى جانبي الطريق الرئيس وبناء منشآتهم، ومن هذه المنشآت مطحنة حبوب متكاملة وفريدة من نوعها تقدم خدماتها للمنطقة بأكملها ومنشأة ضخمة تحتوي برادات لتخزين وحفظ الفاكهة خاصة التفاح، إلى جانب مشغل للخياطة، ومكابس "بلوك"، ومقصات الحجارة والرخام، ومعامل سيراميك، وعدد كبير من المحال التجارية والمطاعم الشعبية والاستراحات وأفران التنور التي تقدم الخبز الطازج وأنواعاً متعددة من الفطائر؛ وهو ما جعلها محطة استراحة للمسافرين وعابري الطريق من كافة المناطق».

مدخل عين حسان الغربية
عين حسان عبر غوغل إيرث