عوامل طبيعية وتضريسية ومناخية، إضافة إلى كثرة الينابيع على جانبي النهر الذي لا يوجد اسم محدد له، ساهمت في جعل المنطقة مقصداً للمصطافين ومحبي الإطلالات الجبلية وهواة السباحة والتصوير.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 3 آب 2017، المهتم في البحوث الجغرافية، المدرّس "سامي حسن" ليحدثنا عن موقع النهر الذي اختلفت التسميات حوله، وجغرافية منطقة وميزاتها التضريسية بوجه عام، حيث قال: «يمثّل هذا النهر الجزء الشمالي الشرقي من حوض نهر "مرقية"، وينبع من ارتفاع يزيد على سبعمئة متر عن سطح البحر، ويجري ضمن أراضٍ تتنوع فيها الطبقات الصخرية الرسوبية التي لعبت دوراً مهماً في تنوع الأشكال الصخرية ضمن الوادي النهري، ويمثّل مناخ المنطقة المتميز بأمطاره الغزيرة التي تفوق الألف مم في بعض السنوات، والبرودة شتاء والاعتدال صيفاً، العامل الثاني المهم في جذب المصطافين ومحبي الإطلالات الجبلية المتميزة والسباحة في الوقت نفسه، أما العامل الثالث، فهو الينابيع الدائمة الجريان التي تغذي النهر في منطقة تعرف بجفافها في فصل الصيف؛ وهو ما جعله شريان الحياة للمناطق المجاورة له، وهذه العوامل مجتمعة شكلت مسابح طبيعية ضمن مجرى النهر نتيجة تضافر الحت النهري العادي من جهة، وتحلل الصخور الكلسية في مناطق ضعف تركزت في شقوق ومسامات الطبقات الصخرية من جهة أخرى، ومع تكرار هذه العملية عبر الزمن تشكلت حفر في سرير النهر تعرف باسم "البالوعات"، التي تتجمع فيها مياه النهر صيفاً، فكوّنت مسابح طبيعية جذبت إليها هواة السباحة وهواة المناظر الطبيعية المتميزة».

على الرغم من قربي من البحر، إلا أنني أفضّل المناطق الجبلية بإطلالاتها الساحرة واعتدال مناخها في صيفنا الحار، كثيراً ما أقصد هذا النهر الجميل خاصة في "وادي السقي"؛ فاللصخور أشكال ومظاهر مميزة، إضافة إلى تنوع الغطاء النباتي والأشجار المرتفعة والمسابح النهرية الطبيعية، ونحن من هواة السباحة فيها لما نجده من متعة ومغامرة بالقفز من أعلى الصخور، هذا إضافة إلى الاستمتاع بما نأخذه معنا من مأكولات ومشروبات شعبية، والتقاط الكثير من الصور التذكارية

ويتابع: «ومما يزيد الوادي جمالاً الجرف الصخري المرتفع جنوب النهر، ووجود الكثير من الينابيع الصغيرة الصالحة للشرب، التي تعرف باسم ينابيع الأودية النهرية، مثل نبع "الجرجير" في قرية "وادي السقي"، كما تكثر في الوادي النهري التشكيلات الصخرية وحفر مميزة وسقطات مائية تضيف إلى المنطقة تنوعاً مذهلاً في المناظر.

السباحة في النهر

ومن أهم المناطق التي يقصدها الناس ضمن النهر: "البالوعة"، و"بلاطة أبو برغل" في "وادي السقي"، حيث كان ولا يزال أهالي القرية يقصدونهما للاستمتاع ببرودة المياه وممارسة السباحة».

أما المهندس "عدنان ميهوب البدوي"، وهو من أهالي قرية "كرم التين"، فيقول: «هناك عدة ينابيع ترفد النهر، وأهمها نبع "المالح"، ونبع "البوظا"، ونبع "الجوعان"، وجميعها واقعة ضمن أراضي القرية، وما يميز هذه الينابيع أنها دائمة الجريان صيفاً وشتاء، لكنها في الصيف أقل غزارة.

التنزه حول النهر

ليس هناك تسمية ثابتة للنهر، إنما يسمى بحسب كل قرية يمر بها، فهنا يسمى نهر "كرم التين"، وفي قرية "بيت المرج" يأخذ اسمها، وكذلك الأمر في كل من قريتي "وادي السقي" و"تعنيتا"، ويستثمر أهالي القرية والقرى المجاورة التي يمر فيها النهر مياهه في سقاية التبغ وبعض المحصولات الحقلية التي يقومون بزراعتها، كالملفوف والسلق والبصل والثوم وغيرها، إلى جانب الأشجار المثمرة، لكن المشكلة -التي لا بد من الإضاءة عليها- تكمن في مسافة الطريق بين النهر والقرية، وهي مسافات مختلفة بحسب كل منطقة، فهنا يبعد عنها مسافة تقدر بنحو كيلو متر واحد، لكنه يبعد عن قرية "وادي السقي" مسافة مئتي متر فقط، والطرقات التي نسلكها زراعية غير معبدة ووعرة لا يمكن عبورها إلا مشياً على الأقدام؛ وهذا ما انعكس سلباً على التوسع باستثمار مياه النهر في الزراعة بالنسبة للمزارعين أو حتى استثماره سياحياً، وجذب المصطافين من كافة المناطق».

الشاب "علي خليل" من سكان مدينة "بانياس" اعتاد في كل صيف التوجه إلى المناطق الجبلية سواء برفقة الأصدقاء أو العائلة هرباً من حر الساحل ورطوبته المرتفعة، ويقول: «على الرغم من قربي من البحر، إلا أنني أفضّل المناطق الجبلية بإطلالاتها الساحرة واعتدال مناخها في صيفنا الحار، كثيراً ما أقصد هذا النهر الجميل خاصة في "وادي السقي"؛ فاللصخور أشكال ومظاهر مميزة، إضافة إلى تنوع الغطاء النباتي والأشجار المرتفعة والمسابح النهرية الطبيعية، ونحن من هواة السباحة فيها لما نجده من متعة ومغامرة بالقفز من أعلى الصخور، هذا إضافة إلى الاستمتاع بما نأخذه معنا من مأكولات ومشروبات شعبية، والتقاط الكثير من الصور التذكارية».

بلاطة أبو برغل