من النباتات المعمّرة والدائمة الخضرة، توجد بكثرة في "سورية"، وفي مناطق متعددة من العالم، وأكثر ما يميّزها أزهارها العطرة وثمارها العنقودية، والأهم من ذلك فوائدها الطبية الكامنة في الجذر والمكتشفة حديثاً.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 20 تموز 2017، المهندس الزراعي "رمزي جهاد الموعي" ليتحدث عن ميزات هذه العشبة وصفاتها وأنواعها، حيث قال: «من النباتات التي توجد بكثرة في منطقتنا، فهي قوية الجذر، وسريعة النمو، ومعمّرة، ودائمة الخضرة، نجدها في جميع الفصول ضمن الغابات والمناطق الحراجية، وهنا في "سورية" تكثر في المناطق المعتدلة الحرارة التي يزيد معدل أمطارها سنوياً على 650مم، كما توجد في أماكن أخرى، مثل: آسيا، وأستراليا، وأميركا الجنوبية. وما يميز هذا النوع من النباتات هو قدرته الكبيرة على تسلّق الأشجار حتى لو زاد طول الشجرة على خمسة عشر متراً، وذلك من خلال عملية الالتفاف على الجذع، كما أنها ضمن الأحراج تلتف على نفسها لتعويض الضعف في بنية جذوعها، وقد تمتد لتغطي مسافة كبيرة وواسعة.

تنمو في الأراضي الزراعية الكثير من النباتات، ومنها "الباطور" بأنواعه، ومؤخراً تعرفت إلى فوائدها واستخدمتها للتخفيف من آلام التهاب المسالك البولية التي أعانيها، وكانت له أيضاً نتائج سحرية في معالجة بعض الالتهابات الجلدية التي لطالما عانى منها أحد أبنائي، وقد شفي تماماً؛ وذلك من خلال غلي الجذور مع الماء حتى يصبح محلولاً مركزاً، ووضعه على المنطقة الملتهبة على شكل كمّادات فاترة

وقد تعددت تسمياتها، ففي "سورية" وبلاد الشام عموماً تعرف باسم "عشبة الباطور"، ولها أسماء أخرى معروفة في مناطق عديدة من العالم، مثل: "اللعلوع، والعمشق، والسلمكس، والصبرين"، وعند المتخصصين في طب الأعشاب تسمى "العشبة الروحية"، وأكثر ما يميز هذا النبات غير قدرته على التسلق والانتشار والتوسع، شكل الأزهار والثمار؛ فالأزهار بيضاء ورائحتها عطرية منعشة، وتأخذ شكلاً عنقودياً. أما الثمار، فهي عنبية خضراء قبل النضج، ثم تتحول إلى لون أحمر قانٍ بعد النضج، وأيضاً لها شكل عناقيد متدلية بشكل جميل ولافت».

نبات الباطور

ولهذا النوع من الأعشاب أنواع متعددة، وفي هذا الخصوص يقول: «يبرز في مناطقنا نوعان؛ الأول يسمى "الباطور الشائك"، وتدل التسمية على احتواء النبتة على الأشواك، ومن ميزات هذا النوع الشكل المستدير للأوراق، كما أن الأزهار فيه يمكن أن تأخذ شكل عناقيد أو سنبلة، والثمار دائرية تتحول إلى اللون الأحمر بعد أن تنضج، والنوع الثاني هو "الباطور الناعم"؛ أي الذي لا يحوي أي أشواك، وتميزه يأتي من شكل ثماره التي تأخذ شكل حبة "الترمس"، لكن بحجم أصغر منه، وهي ذات لون شديد السواد يحيط فيه البياض».

وعن ميزاته الطبية وفوائده والجزء المستخدم فيه، قالت المهندسة الزراعية المهتمة بالأعشاب "كوكب خضور": «بالنسبة للجزء المستخدم من النبتة فهو الجذر، ويمكن استخدامه بعدة طرائق حسب الحاجة التي يستخدم من أجلها، وقد تحدث المتخصصون في التداوي بالأعشاب عن فوائد مدهشة لهذا النوع من النباتات، وهو معروف ومستخدم بكثرة في بلدان عدة، وقد عرف عنه أنه ذو تأثير كبير في علاج أمراض المسالك البولية والتهابات المثانة؛ حيث أثبتت فعاليته كمضاد قوي للالتهابات، وهو مدرّ للبول وينقّي الدم، ويمكن استخدامه لدى الأشخاص الذين يعانون سوء الهضم وحرقة المعدة، ولكونه مضادّ للالتهابات ومهدئاً يمكن استخدامه لعلاج بعض أنواع الالتهابات الجلدية والحكة بوجه عام، والأكزيما والصدفية و"الزهري"، وفي عدد من البلدان استخدم لعلاج أمراض الروماتيزم والتهاب المفاصل، ويقال أن دراسات أجريت عليه أثبتت أنه مولد للبروجيسترون، كما أثبتت فعاليته عند الكثيرين كمنشط عام للجسم، وفاتح للشهية على الطعام، وفي حالات الاكتئاب أيضاً».

تسلق النبتة على الأشجار

إذاً، لعشبة "الباطور" أهمية طبية كبيرة كما يذكر المهتمون بطب الأعشاب، وهذا ما أدى إلى قيام بعضهم بجمعه واستخدامه، ومنهم المزارع "محمد شعبان" من ريف منطقة "القدموس"، حيث قال: «تنمو في الأراضي الزراعية الكثير من النباتات، ومنها "الباطور" بأنواعه، ومؤخراً تعرفت إلى فوائدها واستخدمتها للتخفيف من آلام التهاب المسالك البولية التي أعانيها، وكانت له أيضاً نتائج سحرية في معالجة بعض الالتهابات الجلدية التي لطالما عانى منها أحد أبنائي، وقد شفي تماماً؛ وذلك من خلال غلي الجذور مع الماء حتى يصبح محلولاً مركزاً، ووضعه على المنطقة الملتهبة على شكل كمّادات فاترة».