ضمن بيئة شبه مظلمة تعيش سمكة "المواسطة" مختبئة في الرمال، مستخدمةً تقنية خاصة للحصول على الطعام؛ فهي تنير طعمها لتجذب فريستها وتلتهمها بسرعة بآلية شفط كبيرة.

تعدّ سمكة "المواسطة" من الأسماك البلدية المتوافرة بوجه دائم في بيئتنا البحرية؛ بحسب حديث الصياد "عصام طه" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 8 حزيران 2017، حيث تابع بالقول: «هي سمكة أعماق؛ أي إنها تعيش في أعماق مائية تفوق 100 متر، وهذا انعكس على طبيعة شكلها الغريب نوعاً ما عن بقية الأسماك من ذات صنفها وحجمها، وتختلف تسميتها بحسب المناطق التي توجد فيها؛ فبعضهم يسمونها "المواسطة"، وآخرون يسمونها "الشيطان" لطبيعة شكلها، وهناك من يسميها "أم حنك" تبعاً لحجم فمها الكبير الذي يعدّ أساسياً في طريقة صيدها».

يكاد يكون فمها هو الحجم الكلي لجسدها، الذي لا يعدّ مغزلياً كبقية الأسماك، فالكتلة الأمامية من الجسد، التي تبدأ من الأسنان وتنتهي عند الزعنفتين الجانبيتين، تمثّل نصف حجم السمكة تقريباً، وجميعها تعدّ الرأس المكون للفم، أما بقية الجسد، فهو مغزلي مسحوب إلى نهاية الذيل، وصغير الحجم مقارنة مع بقية حجم الجسد الأمامي

الصياد "أحمد موسى" الذي يطلق على هذه السمكة اسم "الشيطان" نتيجة شكلها، قال: «تميزت بطريقة صيدها التي تعتمد على حجم فمها الكبير، إلى جانب ما يمكن أن نسميه زعنفتين شعريتين طويلتين، متوضعتين إحداهما خلف الأخرى فوق الرأس وأعلى الظهر، ولكل منهما وظيفة خاصة قُدرت لها لاستمرار حياتها، فالأمامية في نهايتها العلوية ما يشبه الغدة أو الكتلة مهمتها كمهمة الطعم في صنارة الصيد العادية جذب الفريسة من الأسماك والكائنات البحرية الصغيرة أو حتى الكبيرة منها، وذلك عبر شكلها المميز، أما الزعنفة الشعرية الخلفية، فمهمتها إنارة الطعم بواسطة إنارة فوسفورية خاصة بالأعماق المظلمة، وقبل البدء بعملية الصيد واستخدام الزعانف تعمد السمكة إلى إخفاء جسدها بالكامل تحت الرمال، لتبقى الزعانف ظاهرة فقط ومنحنية إلى أمام الفم مباشرة، الذي يقوم بعملية شفط قوية لمحيطه ليبتلع فيها الفريسة، وبعدها يقوم بإفراغ المياه عبر جيوب "فتحات" متوضعة على جانبي نهاية الرأس تقريباً، فيُبقي الفريسة ضمن فمه الذي يحتوي أسناناً حادة جداً تساعده على تقطيع الفريسة بسهولة».

الصياد أحمد

الصياد "يوسف خليل" الذي يطلق على هذه السمكة "أم حنك" نتيجة فمها الكبير جداً، يقول: «يكاد يكون فمها هو الحجم الكلي لجسدها، الذي لا يعدّ مغزلياً كبقية الأسماك، فالكتلة الأمامية من الجسد، التي تبدأ من الأسنان وتنتهي عند الزعنفتين الجانبيتين، تمثّل نصف حجم السمكة تقريباً، وجميعها تعدّ الرأس المكون للفم، أما بقية الجسد، فهو مغزلي مسحوب إلى نهاية الذيل، وصغير الحجم مقارنة مع بقية حجم الجسد الأمامي».

ويتابع: «يمكن صيدها على عمق مئة متر وما فوق، وأنا شخصياً أطلق عليها "أم حنك" نتيجة حجم فمها الكبير الذي يعدّ أساس جسدها، ولهذا الحجم الكبير وظيفة الصيد والافتراس، علماً أن أسنانها حادة جداً تمكنها من قطع صنارة الصيد إن علقت بها، ومن خلالها هي قادرة على افتراس أي نوع من الأسماك حتى الأكبر منها حجماً، وبالنسبة إلى سعرها، فهو عادي مقارنة مع "العصيفري" و"المليفا"، وهذا ليس لأن طبيعة لحمها غير لذيذ، على العكس تماماً، فلحمها أبيض لذيذ جداً، لكن نسبته قليلة فيها؛ وهو ما جعل لها زبائن محددين، ومن أهم وجباتها السمكة الحرة؛ لأنها دسمة».

سمكة "المواسطة"

ويضيف الصياد "يوسف" بحسب خبرته وتعامله مع البحر لأكثر من عشرين عاماً: «على جانبي هذه السمكة ما يشبه الجيوب، أظنّ أنها لحماية بعض الأسماك الصغيرة من ذات فصيلتها السمكية، وهذا بالاعتماد على رؤيتي لها بالعين المجردة وهي تحتضنهم بجانبها خلال الحركة ضمن المياه، ومنهم من يقول إنها وظيفة ثانوية لها، حيث إن وظيفتها الأساسية ضخ المياه المتجمعة في الفم من عملية الشفط خلال الافتراس خارج الجسم».

الصياد يوسف