استثمر المهندس "محمود حسن" خبرته العلمية الأكاديمية ضمن مخبر تعليمي خاص لا تتعدى أرباحه 10%، وهو متاح ليعمل فيه طلبة الهندسة؛ بهدف تحفيز إبداعاتهم، وتحويل الخريجين منهم إلى طلاب معرفة متجددة.

كذلك قدم "حسن" واجهات إلكترونية بتوجه تعليمي ونوعية معرفية غير مسبوقة، أدخلها في المناهج التعليمية الخاصة، وهنا قال لمدونة وطن "eSyria" خلال لقاء بتاريخ 3 حزيران 2017: «منذ الثانوية وأنا أعشق فروع الهندسة بمختلف اختصاصاتها، ولم يكن لدي فكرة عما ستؤول إليه الأمور بعد التخرج في الجامعة، وكانت الانطلاقة من تصميم تقني علمي موجود سابقاً لكنه مختلف بتوجهه النوعي الاختصاصي، حيث قُدم ضمن عملية تعليمية في القطاع الخاص، وبالفكرة المختلفة عما هو مطروق سابقاً، كان النقاش مع المدرّسة "أريج حسن" بكيفية الاستفادة من مستودع الأسئلة التي لديها ضمن تصميم تقني ترغيبي تحفيزي يجذب الطلاب، واتفقنا على تسميتها حقيبة إلكترونية تعليمية، لتكون أقرب إلى الطلبة باختصاصاتها المتعددة، مع عرض صور تجذب الطلاب وهادفة ومناسبة للفكرة».

طريقة الشرح وإتاحة المعلومات مشجعة بطريقة كبيرة للمتابعة في التحصيل المعرفي الذي يحولنا من مستهلكي المعلومات إلى منتجي المعرفة المستدامة؛ وهذا ضروري لسوق العمل الإبداعي

ويتابع "حسن": «في البداية لم تكن لدي أي خلفية عن البرامج المستخدمة في هذا الجانب التقني؛ وهو ما دفعني إلى البحث والتقصي عنها عبر الإنترنت حتى اختمرت في ذاكرتي جميع معطياتها، وبدأت إنجاز حقيبتي الخاصة، وأدخلت إليها الزخارف والألوان والرسوم التي تشد الطلاب؛ لكونها تجربة جديدة بالنسبة لهم، وهذا من مبدأ أن دمج الأسلوب التفاعلي بالتعليم يركز المعلومات بعيداً عن التعليم الجاف والتقليدي، فهو هنا يرى المعلومة صورة ملونة جاذبة بمختلف تفاصيلها، فترسخ في ذهنه أكثر، خاصة إذا أُدخلت الحالة التنافسية فيها؛ وهو ما يحفّز على العمل الذاتي، والبحث عن المعلومة بكل جدّ وسعادة».

ضمن المخبر التدريبي

خلال الدراسة الجامعية عانى المهندس "حسن" وزملاؤه جفاف المعلومات، وهنا قال: «فعلاً هذه كانت مشكلة لدينا كطلاب هندسة تقنية، اختصاص أتمتة صناعية، فجفاف المعلومة وقلتها من ناحية، وعدم وجود تطبيقات لها من ناحية أخرى، يضعف ارتباط الخريج الجامعي بسوق العمل؛ وهو ما كان يفرض علينا اللجوء إلى صاحب المعرفة المتكاملة؛ وهذا يعني أننا معرضون للاستغلال المادي من دون فائدة علمية كما هو الهدف، ومجمل هذا كان محرضاً بالنسبة لي بعد التخرج لإتاحة المعلومات العلمية المتكاملة للطلاب عبر مكتب هندسي وبأجور لا تتجاور 10% عن التكلفة الحقيقية للمتطلبات والتجهيزات؛ أي إنها شبه رمزية، وذلك في تحدٍّ للظروف التي مررنا بها خلال مرحلة الدراسة».

ويتابع في تفاصيل العمل مع فريقه من زملاء الجامعة، فيقول: «العمل مقسم إلى ورشات تبعاً لسنة الدراسة، واللافت أن العمل الأولي علينا، والتطبيق والمتابعة على الطالب؛ ليحقق الفائدة العلمية المرجوة. والهدف الخفي للعمل ككل تحفيز قدرات الشباب على الإبداع، وخاصة في مجال الروبوت والمتابعة فيه، كي لا يتحول الخريج الجامعي إلى مجرد موظف ينتظر دخله الشهري، بل يصبح هدفاً يبحث عنه الجميع».

وفي لقاء مع الشابة "بتول خطيب" طالبة في المعهد التقاني، أكدت أن فكرة الإبداع في تقانة المعلومات انطلقت منهم كشباب مهتمين بالتنمية البشرية، بحماسة كبيرة وتوظيف للأدوات والتجهيزات من قبل المهندس "محمود"». وتابعت: «فكرة الروبوت التي نعمل عليها حالياً هي فكرة الزميلة "جوانا"، وتحمسنا لها جميعاً كمشروع تخرج في المعهد، وكان المساعد الأول والوحيد المهندس "محمود" الذي وفّر لنا أدوات الروبوت والهيكل، وانطلقنا للعمل في مكتبه، بتعاون مريح ومشجع أنسانا أنها التجربة الأولى لنا».

وفي لقاء مع الشابة "جوانا حمود"، قالت: «طريقة الشرح وإتاحة المعلومات مشجعة بطريقة كبيرة للمتابعة في التحصيل المعرفي الذي يحولنا من مستهلكي المعلومات إلى منتجي المعرفة المستدامة؛ وهذا ضروري لسوق العمل الإبداعي».

تجهيز الروبوت

وتتابع: «بفضل ما اكتسبناه من معرفة وخبرة في المخبر المعلوماتي، سيكون لنا مشاركة في مجال الروبوتيك ضمن معرض الباسل للفنون والإبداع، مع إضافة بعض الأفكار الخاصة بنا، منها جهاز بلوتوث للتحكم بالروبوت عن بعد، ويمكن استخدامه بالمستشفيات أو المعامل».

المدرّسة "أريج حسن" قالت: «في عصر التطور وثورة التكنولوجيا لا بد من خلق علاقة وثيقة بين المادة العلمية وطريقة الحصول عليها، واستخدامها وترسيخها في الذهن الفردي، ومن هنا جاء برنامج "بنك الأسئلة" كمادة علمية بقالب إلكتروني، الذي صمّمه المهندس "محمود حسن" اعتماداً على تخصصه في الأتمتة، حيث حوّل البرنامج منهاج الصف الخامس في اللغة العربية إلى حقائب إلكترونية وفق نظام المسابقات والمؤقت الزمني وعلى ثلاثة مستويات؛ وهذا ساهم برفع مستوى الحماس العلمي، وخلق روح التحدي بين الطالب ونفسه من جهة، وبينه وبين الوقت المخصص من جهة ثانية، إضافة إلى المتعة البصرية والأداء السريع المرافق لعملية التعلم باللعب».

يشار إلى أنّ المهندس "محمود فواز حسن" من مواليد "طرطوس"، عام 1992.