تتميّز سمكة "موسى" إلى جانب نكهتها اللذيذة بوجهها العُلوي، وطريقة حياتها الخفية ضمن الرمال، وسيرها إلى الأعلى والأسفل في المياه البحرية، كأنها مخلوق مختلف تماماً عن الأسماك البحرية.

مدونة وطن "eSyria" وخلال لقاء الصياد "محمود أحمد" المعروف شعبياً بـ"محمود هلهل" بتاريخ 7 أيار 2017، أكد أن سمكة "موسى" مختلفة تماماً عن بقية أنواع الأسماك البحرية بشكلها وحركتها وطريقة حياتها، وهذا باعتقاده لأن وجودها وبقاءها حية تميّز بحدّ ذاته، وأضاف: «شكل هذه السمكة طبيعي من حيث المغزلية التي اعتدنا رؤية الأسماك بها، لكنه مختلف تماماً من حيث القوام الذي انعكس على طريقة الحياة والحركة، فجميع الأسماك لها جانبان يمين ويسار لبنيتها العامة، ولها أيضاً جانب أنسي وهو من الأعلى، وجانب وحشي هو من الأسفل، أما سمكة "موسى"، فلها جانب واحد تتوضع عليه العينان إحداهما بجوار الأخرى بمسافة متباعدة تقدر باثنين سنتيمتر فيما بينهما، ويمكن تسميته الجانب الأنسي لها، وهو من الأعلى ولونه رمادي، ويمكن أن يتدرج بين عدة درجات لونية غامقة أو فاتحة، ليتوافق والبيئة التي يعيش فيها تمويهاً وحماية من المخلوقات البحرية المفترسة، أما الجانب الوحشي منها، فهو من الأسفل، ولونه مائل إلى البياض وكأنه شفاف بوجه عام، ولا يتلون بحسب طبيعة المنطقة التي تكون فيها السمكة، ولا تتوفر عليه أي تفاصيل أو أعضاء حيوية للسمكة، باستثناء تشاركه للفم مع الجانب العلوي بطريقة غريبة جداً نظراً إلى الشكل العام وطريقة السير ضمن المياه البحرية».

هي من الأسماك التي تحب المياه الدافئة؛ لذلك نجدها في الأعماق الخفيفة، ويمكن صيدها منذ شهر أيار حتى نهاية شهر أيلول تقريباً، واسم مجموعتها السمكية العلمية "السوليا"

ويتابع: «لسمكة "موسى" أشكال عدة بالاعتماد على طبيعة بنيتها الجسدية، فمنها المغزلي والبيضوي والمرقط؛ وهو ما يجعلها سريعة الاختفاء عن الأنظار في حالات الافتراس والخطر، حيث إنها تختبئ تحت كمية قليلة من الرمال بسرعة كبيرة، فيتوضع جانبها الوحشي على الرمال وتبدأ غمر نفسها بها بواسطة حركتها».

الجانب الآخر من سمكة موسى

وفيما يخص نكهة لحمها، قال الصياد "خالد خليل": «تتغذى سمكة "موسى" على مختلف الكائنات البحرية الصغيرة، منها "السرطعان" والعوالق وأسماك البذرة، وهذا أثر إيجاباً على لذتها وفائدتها، حتى بات لها زبائن يبحثون عنها لارتفاع نسبة اليود والفوسفور فيها».

وأضاف: «لها حراشف صغيرة تتوضع على جلد ثخين يمكن سلخه ببساطة وسهولة قبل تناولها، وهذا يختلف عن بقية أنواع الأسماك ضمن فصيلتها الصغيرة، ويفضل أن تطهى سمكة حرّة ضمن الفرن؛ لأن حجمها كبير، ووزنها يمكن أن يصل إلى 500 غرام، ولحمها أبيض لا تتخلله الأوعية الدموية».

محمود هلهل

أما الصياد "أحمد موسى"، فقال عن طريقة صيدها: «تعيش السمكة في المياه الخفيفة بأعداد قليلة؛ أي لا تعيش ضمن أسراب كبيرة نظراً إلى حركتها البطيئة. أما طريقة حركتها في المياه، فهي مميزة إلى الأعلى والأسفل بخلاف بقية الأسماك إلى اليمين واليسار؛ نظراً إلى طبيعة شكلها وتوضع الزعانف على محيطها انطلاقاً من الرأس حتى الذيل، ويمكن صيدها بالشباك أكثر من الصنارة».

وفيما يخص سبب تسميتها، قال الصياد "محمود هلهل": «يقال في التاريخ البشري إنها من الأسماك التي نجت مع سيدنا "موسى"، وذلك عندما ضرب بعصاه وقسمها نصفين، كل نصف شكّل سمكة متكاملة، وربما هذا جعل سعرها مرتفعاً مقارنة مع بقية الأنواع، إلى جانب نوعية لحمها ولذته».

وأضاف: «هي من الأسماك التي تحب المياه الدافئة؛ لذلك نجدها في الأعماق الخفيفة، ويمكن صيدها منذ شهر أيار حتى نهاية شهر أيلول تقريباً، واسم مجموعتها السمكية العلمية "السوليا"».