يعدّ "الزمزريق" من النباتات التي يتميّز بها الساحل السوري والمبشّرة بقدوم فصل الربيع، والتي تنمو في البراري والغابات، وتزرع بكثرة في الحدائق وعلى جوانب الطرقات، ولأزهارها فوائد طبية وجمالية عديدة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 22 نيسان 2017، المهندس الزراعي "رمزي جهاد الموعي" ليحدثنا عن خصائص وصفات هذا النوع من النباتات، وقال: «يسمى أيضاً "الشزريق"، أو "السجريق"، أو "أرجوان الساحل"، وهي تسميات متداولة شعبياً في مختلف مناطق الساحل السوري، وهو من النباتات الحراجية والتزيينية، ينتمي إلى الفصيلة البقولية القرنية، وله عدة أنواع، وينمو في منطقة شرقي البحر المتوسط؛ فهي موطنه الأصلي، وفي "العراق" يعرف باسم "المرجان"، وهو دليل على قدوم فصل الربيع، كما يوجد أيضاً في مناطق أخرى من العالم، مثل "آسيا الشرقية" و"أميركا الشمالية" في الغابات المتساقطة الأوراق، كما ينمو وينتشر طبيعياً وبأماكن مبعثرة في "سورية" في غابات السنديان والصنوبر والشوح والأرز في المناطق التي تتجاوز أمطارها ستمئة ميليمتر وعلى ارتفاعات تتراوح ما بين أربعمئة وألف وخمسمئة متر فوق سطح البحر، وهي أشجار متساقطة الأوراق، ويتراوح ارتفاع الشجرة ما بين خمسة وعشرة أمتار، تتميز بلحاء يميل لونه إلى الأسود، أما الخشب، فهو أبيض اللون ولبّه أصفر، والأوراق لها شكل مستدير تتوزع على الأغصان والفروع بشكل متبادل».

بما أن الأشجار توجد في أراضينا بوجه طبيعي نقوم أثناء تنقلنا بين الأراضي بجمع القرون بعد جفافها على الشجرة مباشرة، لنعمل على طحن بذورها مع بقايا بعض المحاصيل، والاستفادة من الناتج كعلف للحيوانات، خاصة في فصل الصيف

أما فيما يخص صفات الأزهار والثمار، فيقول: «يكمن جمال الشجرة في ظهور الأزهار بكثافة على الفروع القديمة قبل ظهور الأوراق؛ وذلك بين شهر نيسان وشهر أيار من كل عام، وتتميز أزهارها برائحتها العطرية التي تجذب النحل، ولها شكل جميل، حيث تختلف ألوان الكأس والتويج من زهري إلى بنفسجي. أما الثمرة، فهي بنية تأخذ شكلاً قرنياً مسطحاً ومنضغطاً يشبه إلى حدّ ما قرون نبات "الخرنوب"، يقارب طول القرن الواحد عشرة سنتيمترات، ويحتوي في داخله عدداً من البذور يتراوح ما بين ست إلى خمس عشرة بذرة، وقد تقطف القرون بعد جفافها على الشجرة للاستفادة منها».

نبات الزمزريق

أما مدرّس العلوم "عبد اللطيف معلا"، فيقول: «ينمو هذا النوع من النباتات في أنواع مختلفة من الترب في المناطق الرطبة وشبه الرطبة أيضاً، وتختلف مناطق انتشاره بحسب الارتفاع عن سطح البحر، كما أنه لا يتحمّل الجفاف، لكن بالمقابل يمكنه تحمل البرد كثيراً. وبما أنه من الفصيلة البقولية، فهو يعمل على إغناء التربة بالآزوت».

وعن زراعته وكيفية الاستفادة من أزهاره، يقول: «يتكاثر "الزمزريق" بالبذور وذلك في المناطق الدافئة، حيث يزرع خلال شهر نيسان، وبتجذير العُقَل في المناطق الباردة داخل البيوت الزجاجية؛ لأنها حساسة للصقيع، كما يعدّ من النباتات التزيينية؛ لذلك نراه يزرع بكثرة في الحدائق وعلى جوانب الطرقات العامة، وبسبب كثافة أزهاره وروعة ألوانها ورائحتها تمثّل غذاء محبباً للنحل، وقد تبين من خلال بعض الفحوص التي أجريت عليها أنها غنية بالكاروتين والفيتامينات والمعادن؛ وهذا أعطى عسل النحل الذي يتغذى عليها ميزات إضافية في علاج بعض الأمراض، كفقر الدم، والضعف العام، والإرهاق، والتوتر، وأظنّ أنّ هذا يمثّل حافزاً للاهتمام بالتوسع في زراعته؛ لأنه يعدّ خياراً جيداً لمربي النحل من حيث الاستفادة منه كغذاء للخلايا في أوقات محددة من السنة».

شكل قرون الزمزريق

إضافة إلى إنتاج العسل، يلجأ بعض الأهالي أثناء عملهم في الأراضي البعيدة عن منازلهم في القرى إلى تناول الأزهار؛ لأنها تمدّهم بالطاقة والقوة، وبعضهم يجمعونها بهدف إضافتها إلى السلطات، فتغنيها بالفائدة واللون الجميل؛ هذا ما قاله الشاب "علاء منير مسعود" أحد أهالي ريف "القدموس"، وأضاف: «بما أن الأشجار توجد في أراضينا بوجه طبيعي نقوم أثناء تنقلنا بين الأراضي بجمع القرون بعد جفافها على الشجرة مباشرة، لنعمل على طحن بذورها مع بقايا بعض المحاصيل، والاستفادة من الناتج كعلف للحيوانات، خاصة في فصل الصيف».