شاعر فرض نفسه بجودة حروفه وتنوع الأجناس الشعرية فيما يكتب؛ فمن الفصحى وبحورها إلى اللهجة المحكية والزجل والعتابا والأغنية، ثم تأليف وأداء البرامج الإذاعية بصوته.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 20 نيسان 2017، الشاعر "أيمن مصطفى"، ليتحدث عن رحلته الشعرية منذ انطلاقته، وقال: «كانت البداية مع كتابة الخواطر والقصة القصيرة في المرحلتين الإعدادية والثانوية، وفي عام 1988، بعد التحاقي بالكلية الحربية بدأت كتابة الشعر والأغاني باللهجة المحكية، وبقيت على ذلك من خلال وقوفي أمام الجمهور في العديد من المناسبات.

يعدّ الشاعر "أيمن" من أبناء البلد المقاومين بالكلمة والفعل، حادّ البصيرة ومتمكن فيما يطرحه من مواضيع. وأكثر ما يميزه جرأته في قول الحق، وسعيه الدائم إلى إيصال رسالته إلى كل متلقٍّ بطريقته الراقية واللافتة للنظر

في بداياتي تأثّرت بعدد من الشعراء اللبنانيين، مثل: "موسى زغيب"، و"غسان شعيب"، وغيرهما. أما المحرض الأساسي لموهبتي، فهو الجمهور، وأيضاً تحدي بعض الناقدين الذي كما يقال بلهجتنا العامية (يضعون العصي بالدواليب)، وهنا كان إصراري على إثبات ذاتي وتقديم موهبتي، فكتبت الشعر باللغة الفصحى بأغلب بحورها، وكانت لي قصائد في الغزل والوطن والهجاء. وكتبت الأغنية التي حملت تميزاً خاصاً يبرز شخصيتي، ووجدت نفسي أكثر في الشعر المحكي لأسباب، أذكر منها: سهولة فهمه، والسرعة الكبيرة في تفاعل الجمهور معه، وأيضاً سرعته في الانتشار؛ فالمحكي هو لغة أفراحنا ومآسينا، وهنا لا أنكر تأثري بالبيئة حيث نشأت وأعيش؛ لذلك أسعى باستمرار إلى مخاطبة الجميع بما يرون ويفهمون ويسمعون بطريقة بسيطة تلج مشاعرهم، كما أن تعدد الأجناس الشعرية يعطي الإبداع شموليته ويحقق استمراريته وانتشاره؛ وهذا يؤدي إلى تطوير المستوى الثقافي للشاعر؛ لأنه يحرضه على تطوير أدائه وابتكار كل ما هو جديد وضروري لكل نقلة جديدة».

ديوانا الشاعر أيمن

عن إصداراته الأدبية، أضاف: «أصدرت ديوانين؛ أحدهما حمل عنوان: "أسد العرين"، وفيه غزلت مواقف الوطن والجيش، وتحدثت عن خيانات بعض ممن يسمون أشقاء عرب، وذلك من خلال مجموعة من القصائد والأغاني. أما ديواني الثاني، فهو "ينابيع الزجل"، وقد قدمت فيه كل أنواع الزجل و"العتابا والميجانا" بلون جديد لم يسبقني عليه أحد، ولدي الكثير من القصائد المتنوعة التي تكفي ربما لستة دواوين، ولن أبالغ إن قلت أكثر، كما عملت على تقديم برنامج إذاعي على أثير إذاعة "أمواج طرطوس"، وهو برنامج اجتماعي ناقد من تأليفي وأدائي تحت عنوان: "يوميات مواطن"، هذا إضافة إلى عشرات اللقاءات الإذاعية والتلفزيونية، وقد حرصت من خلالها على تقديم موهبتي وإيصال رسالتي إلى جمهور يستحق أن نقدم له الأفضل دائماً.

كتبت ما يزيد على ثلاثمئة وثمانين أغنية، أديت بصوتي عشرين أغنية فقط، هذا إضافة إلى آلاف "العتابا والميجانا"، وأظنّ أنني فرضت وجودي بجودة ما أكتب، وبقوة القوافي وتنوع المواضيع التي تلامس وجدان كل متلقي وتعدد الأنماط الشعرية، فأنا أرى نفسي في كل قصيدة أكتبها، هي بمنزلة أولادي، من خلالها أرفع اسم عائلتي وقريتي ومحافظتي في كل المحافل، وأكون نموذجاً للشاعر الشامل بحرفه الصلب وفكره العنيد».

في إحدى مشاركاته

مدرّسة اللغة العربية "هيام محفوض" والمهتمة بالشعر، تقول عنه: «لطالما تميّز شاعرنا برقة الإحساس وشفافية الكلمة والموهبة، والطموح الذي لا تحدّه حدود، فنجد بكلماته الفصحى والمحكية لحناً يجذبنا، وبـ"العتابا والميجانا" إبداعاً يطرب القلب قبل الأذن؛ فهو فارس الكلمة وعاشق البسمة، واليقظ دائماً. مزج بين المحكي والفصحى، فقدم من الشعر المحكي موسيقا عانقت الفصحى، وتوحد الهدف».

وعنه تقول "ليلى السليمان"، وهي من المتابعين الدائمين له: «يعدّ الشاعر "أيمن" من أبناء البلد المقاومين بالكلمة والفعل، حادّ البصيرة ومتمكن فيما يطرحه من مواضيع. وأكثر ما يميزه جرأته في قول الحق، وسعيه الدائم إلى إيصال رسالته إلى كل متلقٍّ بطريقته الراقية واللافتة للنظر».

يذكر أنّ الشاعر "أيمن مصطفى" من مواليد "طرطوس"، قرية "بيت باسط"، عام 1972.