تمكّنت "آنا محمد" من فتح الأفق أمام أحلامها في تصميم الأزياء بأسلوب إبداعي مختلف عما هو دارج في الأسواق، وتحوّل شغفها بالعمل إلى حالة لإثبات الذات أمام نفسها، وأمام محيطها المتلون بالذوق والتفكير، وباتت تصاميمها علامة فارقة تزين صدور الأطفال.

البداية مع تصميم الأزياء كانت من الشغف، حيث أدركت أنّ التصميم يختلف تماماً عن الخياطة، وهنا قالت لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 1 شباط 2017: «تصميم الأزياء يختلف عن مهنة الخياطة في كثير من الجوانب، لكن يرتبط أحدهما بالآخر في نهاية الأمر، ويكمن الاختلاف بذهنية التعامل مع القماش والتعامل مع الأذواق، وهذا ما أدركته من دراستي في مدرسة "الفنية النسوية" في "سلمية" كمنهج علمي متكامل، ولفت انتباه المدرّسين بما قدمته من تصاميم أقرب إلى الإبداعية، ويمكن إنجازها بسهولة وبخطوات تراتبية معينة.

لقد تميّز تصميها بجودة النوعية ومتانتها من ناحية استخدامها اليومي؛ وهذا يعني أن المنتج النهائي مهما كان فهو متين ويلبي الحاجة بوجه دائم

بعد المرحلة الثانوية بدأت العمل في مشغل تصميم أزياء في ذات المدينة، وبدأ عملي يعرف ويطلب على مختلف الصعد، وخاصة أزياء السهرات والمناسبات المعروفة لدى السيدات؛ لأنها يجب أن تكون متفردة ولا يوجد مثيل لها. ومن النوادر في تلك الأيام أن أرسم تصميماً لفستان سهرة على الأوراق الخاصة بالعمل، وحين شاهدته إحدى الفتيات طلبت شراءه من خلال الرسم، وقبل إنجازه وخياطته لدقة تفاصيله وصعوبة تنفيذه، فهي تدرك تماماً أن هذه الصعوبة لن تمنعني من خياطته بأجمل أسلوب».

من تصاميمها

وتتابع: «بعد وفاة والدي أصبحت المعيلة الأساسية للأسرة، وهذا لم يكن همّاً بالنسبة لي لأن عملي ناجح جداً، واستمر العمل حتى بعد الزواج والاستقرار في مدينة "القدموس"، وذلك عبر تصميم ملابس بناتي كخطوة أولى ريثما يدرك المجتمع المحيط بي ما أقوم به من عمل، وهذا كان له انعكاس إيجابي لدى روضة "لحن الحياة" التي بدأت تصميم أزياء طلابها خلال حفلات التخرج.

كما أنني صمّمت اللباس اليومي لروضة ابنتي بطريقة مختلفة تماماً عما هو مألوف لدى الجميع، من خلال وضع رسومات بطريقة الحياكة و"الكشاكش"، وغيرها من التصاميم البسيطة في مكانها المناسب، وهنا يمكن القول إن جمال الأزياء في دقة التصميم وإدراك تداخل الألوان والأقمشة بعضها مع بعض».

القبعات وبعض تصاميم "آنا" لأطفال روضة لحن الحياة

إذاً، أصبحن بنات المصممة "آنا" المجسمات البشرية التي تصمم على أساسهن في بعض التصاميم، حيث قالت: «جميع تصاميمي تكون على قياس بناتي كنوع من الترويج لها، فيراها الجميع وتعجبهم ويطلبون تصاميم لهم، وفي الأغلب نوعية القماش توحي لي بالتصميم المناسب، وأحياناً أخرى شخصية الزبونة هي الأساس في تكوين الصورة الأولى للتصميم».

الطفلة "زهراء علي" ترتدي من تصاميم "آنا"، أوضحت بالقول: «تصاميمها جميلة وبسيطة، وألوانها فرحة وتشعرني بالسعادة، كما أنها -على الرغم من كثرة الأقمشة المتداخلة فيها- سهلة الارتداء والخلع، ولا تحتاج إلى وقت لإتمام العملية».

فستان أطفال من تصميمها

"فيروز حسن" مديرة روضة "لحن الحياة"، قالت عن الأزياء التي تقتنيها من تصميم "آنا" لطلاب روضتها في كل حفلة تخرج وبعض المناسبات الأخرى: «قبل تعرّفي إلى "آنا" رأيت أزياء بناتها فأعجبتني كثيراً، وجذبت انتباهي بما حملته من تميز وعدم تكرار الحركات في التصاميم مهما كثرت، فتعاملت معها لتصميم أزياء حفلات تخرج الطلاب، ففي كل مرة تقدم شيئاً جميلاً، ومختلفاً عن السابق، ويعجب الأهالي، ويميّز الطلاب».

وتتابع المدرّسة "فيروز" في توضيح سبب الانجذاب نحو هذه التصاميم، فتقول: «لقد تميّز تصميها بجودة النوعية ومتانتها من ناحية استخدامها اليومي؛ وهذا يعني أن المنتج النهائي مهما كان فهو متين ويلبي الحاجة بوجه دائم».

يشار إلى أن المصمّمة "آنا محمد المير محمد" من مواليد مدينة "سلمية"، عام 1979، وهي متزوجة ومقيمة في "القدموس".