أخذت قرية "السميحيقة" اسمها من موقعها بين الجبال المرتفعة والوديان السحيقة التي تحيط بها من جميع جهاتها، وهي من القرى القديمة جداً التي تعود إلى العصر الآرامي.

عن التميز المكاني لقرية "السميحيقة"، تحدّث المدرّس "فواز علي غنام" أحد سكان القرية لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 22 كانون الأول 2016، حيث قال: «تتبع قرية "السميحيقة" إلى مدينة "القدموس"، وتبعد عنها نحو 8 كيلو مترات، تحيط بها مجموعة من القرى، كقرية "الفنيتيق" من جهة الشرق والشمال الشرقي، وقرية "كرم التين" من الجنوب الشرقي، ومن جهة الجنوب الغربي قرية "وادي السقي"، و قرية "العلية" من الغرب. هذا إضافة إلى امتداد الأراضي التي تتبع قرية "السميحيقة" إلى حدود قرى أخرى مثل "بيت المرج" و"مرشتة" و"الحطانية"».

"السميحيقة" هي كلمة آرامية، فـ"سمي" تعني سماء، و"حي" من أسماء الله، و"قة" تعني مقدس، إذاً هي سماء الله المقدسة، وأيضاً من أحد معاني كلمة "السميحيقة" أنها تأتي من "السمحاق"؛ أي الغيوم الرقيقة

ويضيف: «هي قرية قديمة جداً، ويدل على قدمها بعض الآثار القديمة التي توجد ضمن أراضيها وتعود إلى فترات تاريخية متعددة، ومن هذه الآثار "ناغوص"، وبقايا "خشخاش" قديم جداً، إضافة إلى النبع الأثري الموجود في المنطقة حتى قبل وجود القرية. وتدل الآثار على أن هذه المنطقة كانت مأهولة بالسكان، وتتالت عليها حضارات مختلفة».

فواز غنام

وبالنسبة لسبب تسميتها، فيقول: «"السميحيقة" هي كلمة آرامية، فـ"سمي" تعني سماء، و"حي" من أسماء الله، و"قة" تعني مقدس، إذاً هي سماء الله المقدسة، وأيضاً من أحد معاني كلمة "السميحيقة" أنها تأتي من "السمحاق"؛ أي الغيوم الرقيقة».

ويكمل: «يوجد في القرية نبع ماء أثري قديم وغزير، يسقي كل من قرى "السميحيقة" و"مرشتة" و"العلية". إضافة إلى بعض العيون ضعيفة الغزارة التي تزيد غزارتها في موسم الأمطار، كعين "المتن" في الجهة الغربية للقرية وعين "المحاني" في شمالها وعين "المباركة". أيضاً يمر فيها نهر، وهو عبارة عن جدول يقع في وادي سحيق، ويضم مجموعة من الشلالات التي تزداد غزارتها في فصلي الشتاء والربيع، وفي هذا الوادي غابة متوسطية وأحراش من أشجار السنديان والقطلب والبلوط والصفصاف والحور والدلب، وقد يصل طول الشجرة إلى خمسة أمتار، إذاً هي منطقة متميزة بطبيعتها الخلابة التي تجذب الزائرين من عشاق السياحة الطبيعية».

طبيعة خلابة

وعن ميزاتها الجغرافية، يقول مدرّس الجغرافية "سامي علي حسن": «تقع قرية "السميحيقة" على السفح الغربي لجبال "القدموس"؛ وهذا ما أكسبها مناخاً معتدلاً صيفاً، وبارداً رطباً شتاءً، وقد انعكس ذلك إيجاباً على الغطاء النباتي الطبيعي والزراعات وشبكة المياه الجوفية والسطحية. هذا وتمتد قرية "السميحيقة" بشكل طولي يفصلها عما يجاورها من قرى الوديان والمرتفعات الجبلية، حيث تتراوح ارتفاعات القرية ما بين 450 متراً في أخفض نقطة وهي الوادي المسمى "جورة الزرقا"، و750 متراً عن سطح البحر في أعلى نقطة المسماة "ضهر المحاني". ومن الجدير بالذكر، أن هذا الارتفاع في منطقة البحر المتوسط يعدّ الارتفاع المثالي من حيث الضغط الجوي والحرارة والرطوبة؛ وهذا ما يفسر استقرار الإنسان القديم في هذه المنطقة والعائد إلى آلاف السنين، ناهيك عن خصوبة التربة وكثافة وتنوع الغطاء النباتي الطبيعي، فاكتسبت كل المقومات التي تؤهلها لتكون قبلة لمحبي السياحة والطبيعة».

يعتمد أهالي قرية "السميحيقة" في معيشتهم بالدرجة الأولى على ما تجود به الأرض من مواسم؛ فالزراعة هي الأساس، وبهذا الخصوص يقول "يامن إبراهيم معروف" الطالب في كلية الحقوق، ومن أهالي القرية: «يبلغ عدد سكان القرية 920 نسمة، ونحن نعتمد زراعة المحاصيل البعلية، مستفيدين من معدل الأمطار الكافي، وأهمها "التبغ"، حيث يعدّ المحصول النقدي الرئيس في القرية، ثم محصول "الجوز"، حيث توجد أشجار الجوز بكثرة، وأشجار أخرى منها: التين، والتوت، والزيتون، والكرمة، إضافة إلى الزراعات المنزلية كالبصل والثوم والبطاطا والسلق، وزراعات البيوت المحمية، كزراعة البندورة والفاصولياء، وغيرهما. ويعتمد الأهالي تربية بعض أنواع المواشي والدواجن للاستفادة من منتجاتها وبيع الفائض».

القرية عبر غوغل

وعن الخدمات في القرية، يضيف: «هناك طريق رئيس مخدّم ومجموعة من الطرق الزراعية، والمواصلات مؤمنة، إضافةً إلى وجود شبكة مياه شرب، وشبكة صرف مطري، ومقسم هاتف آلي يوفر خدمات الإنترنت، وحالياً ينفذ في القرية مشروع لبناء سدّ لتجميع المياه السطحية؛ وهذا بالتأكيد سيساعد على قيام بعض الزراعات الصيفية التي ستستفيد من مياهه في السقاية. أما بالنسبة لحركة النشاط العمراني، فهي جيدة وتزايدت ازدياداً ملحوظاً، إلا أن بعضهم اضطروا للعيش في مراكز المدن من أجل العلم أو العمل».