حمل اسمه من أشجار الجوز المحيطة به، ويعدّ نبع "عين الجوز" أهمّ الينابيع الموجودة في قرية "كاف الجاع"، واستطاع بغزارته وبرودة مياهه أن يرفد سكانها ومزروعاتهم بالمياه اللازمة لكافة مستلزماتهم، وساهم موقعه المميّز بخلق حراك اقتصادي حوله.

عن هذا التميّز في الموقع والاسم، تحدّث الشاب "مايز سلمان خليل" من أهالي وسكان قرية "كاف الجاع" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 28 تشرين الثاني 2016، فقال: «يقع نبع "عين الجوز" تقريباً في منتصف قرية "كاف الجاع" التابعة لمنطقة "القدموس"، بالتحديد على طريق القرية الرئيس في المنطقة الواصلة بين الحارتين الشرقية والغربية ضمن جبل "زغرين" في منطقة مأهولة بالسكان، حيث تتركّز المنازل حوله وبقربه للاستفادة من مياهه واستثمارها في تأمين مستلزماتهم من مياه الشرب وريّ المزروعات الحقلية الموجودة في محيط المنازل في تلك المنطقة، ضمن شبكة من السواقي القديمة التي استعيض عنها حالياً بالأنابيب البلاستيكية والمعدنية، تجنباً لهدر المياه أو تبخرّها صيفاً. أما بالنسبة لتسمية النبع "عين الجوز"، فتعود إلى كثافة أشجار الجوز التي تكثر زراعتها قربه منذ القدم، وحالياً تعرف منطقة النبع بحارة "عين الجوز"».

نظراً إلى أهمية النبع والحاجة الملحّة إلى مياهه بالنسبة لأبناء المنطقة المحيطة به، ولأنه يقع وسط منطقة سكنية، كان لا بد من بناء خزان لتجميع مياهه؛ حرصاً عليها من الهدر أو التعرّض لأي تلوث يضرّ بصحة الأهالي، ولاقى ذلك استحساناً ومباركة من قبلهم؛ لأنه ساهم في زيادة حصصهم من المياه الصحية والنظيفة

تقول المدرّسة "غنوة كامل عباس" من سكان القرية أيضاً عن خصائص النبع والزراعات المحيطة به: «نبع "عين الجوز" من الينابيع الكارستية الغزيرة التي ترتبط بشبكة من القنوات الباطنية، وتتغذى من مياه الأمطار المتسربة عبر صخور جبل "زغرين"؛ وهذا ما أكسبها غزارة ونقاء مميزين، وتحيط بمنطقة النبع مساحات من الحقول الزراعية ذات التربة الخصبة؛ مستفيدة من الاندفاعات البركانية القديمة جداً لجبل "زغرين"، وكثيراً ما كانت تزرع بالخضار الصيفية، مثل: "البندورة والعجور والكوسا والخيار والباذنجان والبصل والثوم والبطاطا"، وغيرها، والخضار الشتوية كـ"الملفوف والسلق"؛ وهذا ما ساهم بتحقيق اكتفاء ذاتي لأصحابها من هذه المنتجات. وفي الوقت الحالي هناك العديد من البيوت البلاستيكية المحمية التي تستفيد من مياه النبع بريّها؛ وهو ما ساهم في زيادة دخل أصحابها نتيجة توفير تكلفة تأمين مياه الريّ، فهي موجودة طبيعياً وليس هناك حاجة إلى شرائها، ويتم تقسيم المياه من خلال اتفاق الأهالي على توزيع الحصص على المنازل والأراضي الزراعية المجاورة وفق توقيت زمني متفق عليه لكل أسرة.

المهندس ماهر

وقد كانت منطقة النبع وما زالت حتى وقتنا الحالي مشهورة بزراعة أشجار "التفاح والرمان والعنب والتين"، وغيرها من الأشجار المثمرة، إضافة إلى أشجار الجوز التي سميّ النبع باسمها».

الطالب الجامعي "إياس علي خليل" من أبناء المنطقة، قال: «يحيط بالنبع عدد كبير من منازل القرية التي زادت كثافتها في المدة الأخيرة، إضافة إلى وجود العديد من المحال التجارية والحرف الصناعية، كورشات الحدادة والنجارة والألمنيوم؛ مستفيدين من موقع النبع لكونه مقصداً لأهالي القرية للتزوّد بالمياه الباردة طبيعياً، خاصة في فصل الصيف، إضافة إلى استقطابه لأبناء القرى المجاورة من مالكي الدراجات النارية والسيارات الذين يقصدونه للتزوّد بمياه الشرب من خلال تعبئتها في عبوات بلاستيكية، نظراً لما تعانيه تلك القرى من شحّ في المياه، وقد أمّن النبع حاجة أصحاب المهن المحيطة به من مياه الشرب والاستعمالات الأخرى، وهنا لا نغفل عن أهميته بالنسبة لهم؛ فقد مثّل وسيلة إعلان مجانية لمحالهم وورشاتهم؛ لأنه أصبح نقطة علّام يستدل بها».

أشجار الجوز بجانب النبع

لقد قامت بلدية قرية "كاف الجاع" بعدد من الترميمات والإصلاحات لعدد من ينابيع القرية، من بينها نبع "عين الجوز"، وفي هذا الخصوص، يقول المهندس المدني "ماهر علي حسن": «نظراً إلى أهمية النبع والحاجة الملحّة إلى مياهه بالنسبة لأبناء المنطقة المحيطة به، ولأنه يقع وسط منطقة سكنية، كان لا بد من بناء خزان لتجميع مياهه؛ حرصاً عليها من الهدر أو التعرّض لأي تلوث يضرّ بصحة الأهالي، ولاقى ذلك استحساناً ومباركة من قبلهم؛ لأنه ساهم في زيادة حصصهم من المياه الصحية والنظيفة».

نبع عين الجوز