من حيث الطعم، هي سمكة مميزة بلونها وطعمها الفريد، ومن حيث اصطيادها فهي من أسماك الأعماق التي تحتاج لأساليب خاصة للإيقاع بها.

الملخص: من حيث الطعم، هي سمكة مميزة بلونها وطعمها الفريد، ومن حيث اصطيادها فهي من أسماك الأعماق التي تحتاج لأساليب خاصة للإيقاع بها.

في العادة يشتري زبائن خاصين سمكة "الفرّيدي"، فإما أن يأتوا إلى سوق السمك لشرائها بأنفسهم وإما أن نوصلها بأنفسنا إلى منازلهم، كما تطلبها بكثرة المطاعم والفنادق في "طرطوس ودمشق"، بحيث نوصلها إلى زبائننا في أي مكان، وعندما أقول زبائن خاصين أعني أولئك الذين يفضلون شراء "السمك الطازج" على "السمك المثلج" من نفس النوع والمستورد من الخارج مع فرق السعر الكبير بين الشكلين المذكورين

إن أكثر من يعلم ماهية أسماك "الفرّيدي" وكيفية اصطيادها والتعامل معها، وأفضل الطرق لطهيها هم الصيادون الذين خبروا البحر وأحياءه، لذا كان لقاؤنا مع السيد "نبيل حسّو" أحد صيادي مدينة "طرطوس" وذلك بتاريخ 28/7/2011 الذي قال: «يمكنك الاستدلال على جودة أسماك "الفرّيدي" من سعرها المرتفع الذي يطالعك عند الدخول إلى أي متجر لبيع الأسماك، والذي قد يصل إلى 1500 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد، فهذه السمكة تتميز بلونها الأبيض المحمر وشكلها العراضاني الجذاب لأصحاب الذوق الرفيق في تناول الأسماك، وأهم من هذا كله طعم السمكة ذات اللحم الأبيض الناصع والنظيف من "الحسك" الذي يتجنبه الناس كثيرا، كما أن أعدادها القليلة في بحرنا جعل لها خصوصية معينة».

السيد "طه سطوف" مظهرا بعض الأحجام الكبيرة من سمك الفريدي

أما طريقة صيد أسماك "الفرّيدي" فيقول عنها الصياد "نبيل حسو": «يتم صيد سمك "الفرّيدي" في منطقة الأعماق، حيث تدخل القوارب إلى منطقة عميقة في البحر قبالة شاطئ "طرطوس" ويقوم الصيادون برمي مايزيد عن مئة "سنارة" لصيد الأسماك مربوطة ببعضها خلال فترة الليل، ويضعون "كطعم" أسماك "السردين" الحية، والتي تجذب "الفرّيدي" بلونها اللامع داخل الماء.

وهنا نجد الجانب الآخر في تميز هذه السمكة وهو حاجتها إلى "طعم" خاص لاصطيادها، وفي الصباح الباكر يذهب الصيادون لتفقد "سناراتهم" وإخراج ماعلق فيها من أسماك "الفرّيدي"، وبكل الأحوال فإن كميات هذه السمكة قليلة جداً مما يعني خصوصية زبائنها وسعرها المرتفع».

سمكة "الفريدي" عن قرب

يمكن للزائر لسوق بيع السمك بالمزاد العلني ملاحظة قلة أعداد أسماك "الفريدي"، وأحيانا قد يحظى أحد الصيادين بسمكة "فرّيدي" كبيرة تصل ل2كغ، وهذه لها سعرها الخاص، علما أن معظم أنواع السمك باستثناء "البلميدا" قليلة الانتشار في "البحر المتوسط" قبالة "الشواطئ السورية".

وفي لقاء آخر مع السيد "طه سطوف" مستثمر "مركز البيع بالمزاد العلني" في سوق أسماك "طرطوس" يقول فيه: «في السوق نبيع كل أنواع الأسماك، وهذه الأنواع تختلف في كمياتها تبعا لكثير من العوامل مما يعني قلتها أحياناً وكثرتها في أحيان أخرى، بالتالي فإن سمكة "الفرّيدي" تتأثر كغيرها من الأسماك بعوامل الزيادة والنقصان، فحين يكون الموسم خيّر تكون سمكة "الفرّيدي" متوفرة وبأوزان تختلف بين "200غرام" و"2 كغ" للسمكة الواحدة، وتنخفض عندها الأسعار قليلا لتصل إلى 600 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد».

يتابع السيد "طه سطوف" كلامه: «في العادة يشتري زبائن خاصين سمكة "الفرّيدي"، فإما أن يأتوا إلى سوق السمك لشرائها بأنفسهم وإما أن نوصلها بأنفسنا إلى منازلهم، كما تطلبها بكثرة المطاعم والفنادق في "طرطوس ودمشق"، بحيث نوصلها إلى زبائننا في أي مكان، وعندما أقول زبائن خاصين أعني أولئك الذين يفضلون شراء "السمك الطازج" على "السمك المثلج" من نفس النوع والمستورد من الخارج مع فرق السعر الكبير بين الشكلين المذكورين».

وفي جانب آخر التقينا بالسيد "أحمد عبد الكريم" من أقدم صيادي "طرطوس" ليحدثنا عن الطرق المتبعة قديماً وحديثاً في طهو سمكة "الفرّيدي" فقال: «أكثر الناس علماً بصيد الأسماك وطهيها هم سكان جزيرة "أرواد"، حيث يقومون بحشي السمكة بخلطات متنوعة تزيدها لذة في الطعم، من ثمّ يشوون السمكة أو يطبخونها، والشوي له عدة أشكال وطرق منها "الشوي" المباشر وطمر السمكة ملفوفة بورق الألمنيوم تحت الرماد وغيرها الكثير، والطهي أيضاً له أشكاله التي يتفنن بها كل طاهي على ذوقه، وبين الماضي والحاضر تختلف الأدوات المستخدمة في الطهي وبعض الأساليب الحديثة المتبعة».

وفي موضوع حركة أسماك "الفرّيدي" وهجرتها فلا يوجد تحديد واضح لمسار الأسماك المهاجرة والجهة التي تأتي منها لتمر أمام "الشواطئ السورية"، لكن أسماك "الفرّيدي" من الأنواع التي استوطنت الشواطئ السورية وتكاثرت فيها. وقد تكون فكرة اصطياد كميات قليلة من هذه الأسماك تعود إلى طرق الصيد التقليدية التي يتعبها الصيادون، وعدم قدرتهم على الدخول إلى الأعماق الكبيرة حيث كميات الأسماك أكثر ومن كل الأنواع.