"حوار الشهر مع أديب، نشاط ثقافي أقامه "اتحاد الكتاب العرب" مع الأديب "غسان كامل ونوس" كتجربة جديدة من نوعها لفرع الاتحاد "بطرطوس" مستقطباً عدد من أدباء وشعراء ومثقفي المحافظة، إلى جانب عدد من المهتمين بالشأن الثقافي. ضمن جو من الحوار المفتوح.

etartus واكب النشاط بتاريخ 17/1/2010 والتقى بداية الأديب "غسان كامل ونوس" الذي تحدث عن مشاركته في "حوار الشهر" قائلاً: «أتحدث اليوم عن تجربتي الأدبية منذ البدايات التي انطلقت من أسئلة تدور حول الكون وبدايته، وماذا هناك؟ والبحث عن إجابات لتلك الأسئلة، وذلك عبر القراءات والمسموعات. وحين لم أجد إجابات لدى الناس الذين ظننت أن لديهم أجوبة بدأت محاولات البحث عن طريق لبث المشاعر والأحاسيس، وهذه الأسئلة أيضاً نقل للمعاناة الشخصية، ومعاناة الناس في الريف. هذه المعاناة التي تأتي من الطبيعة، ومن ظروف الحياة القاسية من فقر، وعوز، وقلة ماء، ومواصلات. ورغم ذلك هناك تواصل بين الناس، وكان هناك قراءات لبعض السير الشعبية والحكايات»

متى تكتب، وأين يكون موقع المتلقي أثناء قيامك بالكتابة؟

ويتابع حول أهمية إقامة هذا النوع من الحوارات بقوله: «كل أديب يتمنى أن يكون له قراء، وأن يتحدث عن تجربته ويقدمها لهم، لاسيما إذا كان الجمهور مثقف ومتابع كجمهور "طرطوس" ويمكن أن يقيم هذه التجربة من خلال الأسئلة، والمداخلات، والإجابات التي يمكن أن تأتي في الحوار، أوعبر الكتابات اللاحقة»

الأديب غسان ونوس أثناء الحوار

د. "محمد عروس" عبر عن رأيه بهذا النوع من الحوارات بقوله: «هذه التجربة تتجاوب مع طموحنا بان يكون هناك حوار على مستوى المثقفين، وعلى المستوى الاجتماعي ككل، لأن الحوار يفتح لنا الطريق للوصول إلى غاية تفيد المجتمع، وذلك بعيداً عن التصرفات والأفكار الفردية. وهذا النوع من الحوارات يغني الوسط الأدبي، والاجتماعي، ويخلق نوعاً من التآلف، والتعارف، والاستفادة المتبادلة من أفكار الناس، لأن كل شخص يحمل أفكار قد تلتقي أو تختلف مع افكار الأخرين. وهذه الحوارات تتمخض عن قاسم فكري مشترك للمتحاورين، وتخلق نوع من الحراك الأدبي والثقافي الذي نحن بأمس الحاجة إليه»

ورداً على سؤال السيد "سمير حماد" «متى تكتب، وأين يكون موقع المتلقي أثناء قيامك بالكتابة؟» أجاب الأديب "ونوس" قائلاً: «لا يوجد لدي وقت محدد للكتابة، ولا طقس معين. يمكن أن أكتب وأنا وحدي، أو بين جمع من الناس. فالفكرة قد تأتيك في أي وقت، ثم تكبر ككرة الثلج. وأحياناً قد تبدأ بفكرة قصة لتجد أنك انتهيت برواية. ولكن هذه الحالة لاتحدث مع الشعر فهو حالة فياضة من الإحساس العالي بالتماهي مع العناصر، والدخول إليها، أو الخروج منها، وهذا لا يحدث في أي وقت. أما بالنسبة لموقع المتلقي، أنا بالطبع احترم القارئ، واهتم بالاستماع إليه، لكني لا اناقش أحد، وهذا يجعلني في حرج دائم، ومخاض مستمر مع التجربة التي أعيشها. إنني أكتب لنفسي في البداية لأرضي أسئلتي، وأجد الأجوبة لها»

د. محمد عروس

وفي سؤال الشاعر "محي الدين محمد" هل تخشى الرقيب السياسي أو الديني عندما تكتب؟ وضح الأديب "ونوس" رأيه حول دور الرقابة بقوله: «النص الذي يستطيع الرقيب أن يصادره هو نص ضعيف، لسبب أساسي إنك تكتب نصاً فنياً، لا موضوعاً. وطالما إنك اخترت الفن، يفترض بهذا الفن إذاً أن يمتلك شروط تجعله يعبر بأي شكل من الأشكال، وهذه مهمة الفنان. ومما لاشك به أن داخل رأس كل منا رقيب ما. وبرأيي إن الرقيب الذي يجيز نصاً ضعيفاً يشكل خطراً أكبر من الرقيب الذي يمنع نصاً سياسياً، أو أي شكل من الأشكال الأخرى»

وفي رده على سؤال السيد "مالك صقور" حول انجذابه لعالم الأدب، وعدم تفرغه للهندسة الأديب "ونوس" أجاب: «الأدب جاء في مرحلة مبكرة، أما الهندسة فجاءت نتيجة علامات المرحلة الثانوية. وبنظري لا يوجد فصل بينهما، فالأدب فضاء هندسي، والهندسة حدود وهمية للأدب. الهندسة مركب، والأدب شراعها»

السيدسمير حماد

هاجس يشغل الأديب "غسان كامل ونوس" تحدث عنه رداً على سؤال الكاتبة "أحلام غانم" «يشغلني هاجس السعادة التي يمكن أن تأتي بأي شكل أو لون، وهي ليست ترفاً على الإطلاق. وأنا أرى نفسي في عملية البحث عن السعادة، وهذا ما يشكل عندي الهاجس الحقيقي، لأنني افترض إنها غير محققة»