توفير الوقت والجهد والمال غاية عمل مخبر دائرة الوقاية الذي استكملت مديرية زراعة "طرطوس" التحضيرات اللازمة لعمله، والمخبر مخصص لتحليل "النيماتودا" للعينات النباتية والترابية الواردة إليه من حقول وبساتين المزارعين في المحافظة.

وفي حديث لموقع eSyria تحدث المهندس "حمزة إسماعيل" مدير زراعة "طرطوس" حول أهمية هذه التحاليل: «إنها ضرورية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المحاصيل من الإصابة بمرض "النيماتودا" حيث يقوم المخبر أيضاً بتحليل الإرساليات الواردة إلى "سورية" عبر المنافذ الحدودية وقد تقرر إحداثه بعد تدريب الكادر الفني في "دمشق" و"حماة" كما تم تأمين الأجهزة والأدوات الضرورية لعمل المخبر».

يوفر الوقت والكلفة المادية لفحص العينات حيث كانت تفحص سابقاً في "حلب" و"دمشق"

ينتج المخبر أيضاً فطر "التريكوديرما" على شكل مستعمرات نقية ضمن أطباق، وله استخدامات هامة في مجال الزراعات المحمية بشكل خاص يقول عنها: «يستخدم لمكافحة الأمراض النباتية التي تصيب المجموع الجذري في الزراعات المحمية ويضاف الفطر بعد التعقيم الشمسي إلى الشتل قبل الزراعة كبديل للمعقمات الكيماوية الضارة بالبيئة والمكلفة اقتصادياً».

الأستاذ "حمزة اسماعيل"

«وتم استخدام الفطر في مدارس المزارعين الحقلية في المحافظة لعدة سنوات وأعطت هذه الطريقة نتائج جيدة وهي آمنة وصحية على الإنسان والبيئة واقتصادية، ونأمل تطبيق هذه التقنية في كافة الزراعات المحمية في المحافظة».

المخبر مزود بالأجهزة اللازمة حسب قول المهندس "سعيد المحمد" مدير المخبر: «يضم المخبر جهازاً خاصاً لتعقيم الأدوات والبيئة "اوتوكلاف" يتم فيه تحضير البيئة والأطباق اللازمة لزراعة الفطر، وهناك أيضاً غرفة العزل وهي غرفة معقمة باستمرار تتم فيها عملية زراعة الفطر، أما الحاضنة فيتم فيها تحضير الفطر على درجة ملائمة للنمو ورطوبة مناسبة».

الأنسة "وفاء محمد" في المختبر

«أما مخبر "النيماتودا" فيتألف من أدوات تحضير العينات الترابية وهي عبارة عن أقماع "يبرمان" يتم فيها تحضير العينة لمدة "42-72" ساعة يؤخذ منها المحلول الذي يحتوي على "النيماتودا" ثم يمرر على عدة مناخل دقيقة لنحصل في النهاية على معلق "النيماتودا" لنأخذه ونفحصه تحت المجهر والمكبرة لتحديد الأجناس الموجودة وحساب عددها في المعلقة التي حصلنا عليها».

لإحداث المخبر أهمية وفائدة حسب رأيه فهو: «يوفر الوقت والكلفة المادية لفحص العينات حيث كانت تفحص سابقاً في "حلب" و"دمشق"».

الأستاذ "سعيد المحمد"

"النيماتودا" حسب التعريف الذي قدمته المهندسة الزراعية "إلهام العقدة" العاملة في المخبر: «مجموعة من الديدان غير الحلقية المتطفلة على النبات من أحياء التربة وتسبب بعض هذه الديدان أضراراً كبيرة على الأشجار المثمرة وعلى الزراعات المحمية بشكل خاص».

وعن دورها في المخبر تقول: «أقوم بتحليل العينات الحجرية لإرساليات المواد القادمة من السفن الداخلة إلى سورية عن طريق المرفأ، إضافة إلى قيامي بتحليل عينات التربة أو الغراس المصابة التي يحضرها المزارعون إلى المخبر».

وختمت بالقول: «نحن في طور التأسيس نحاول دعم عملنا من خلال التواصل الدائم مع آخر ما توصلت إليه الأبحاث العلمية في هذا المجال عبر الانترنت أو من خلال ترجمة الأبحاث المختلفة المتعلقة بهذا العمل».

"التريكوديرما" فطر نافع من فطريات التربة حسب وصف المهندسة الزراعية "وفاء محمد" العاملة في المخبر أيضاً: «وهو يستخدم في مجال المكافحة الحيوية للتخفيف من الاستخدام العشوائي للمبيدات وباستخدامه نضمن إنتاجاً سليماً آمناً وصحياً وقد أتت فكرة الاستفادة منه لكونه يعيش في التربة مع مجموعة من الفطريات الضارة، لذلك كان لابد من عزله من التربة وتنميته على بيئة غذائية ضمن شروط مخبرية وتوزيعه للمزارعين ليستفيدوا منه».

لاستعماله طريقة خاصة بدأت في محافظة "اللاذقية" وانتقلت منها إلى "طرطوس" حسب قولها: «تم في "اللاذقية" تطبيق "3" أطباق لكل بيت بلاستيكي ولكن مستخدميه في المدارس الزارعية بمدينة "بانياس" قالوا أنها لا تكفي وأن كل بيت يحتاج إلى "6-7" أطباق لكفاية التعقيم في كل بيت بلاستيكي».

وتضيف: «أنتجنا حالياًً حوالي "150" طبقاًَ، وسنقوم بالإنتاج في الأيام القادمة حسب الطلب على هذا المنتج».

يشار إلى أن مديرية زراعة "طرطوس" بدأت بالعمل على تعميم التجربة على المزارعين في المحافظة من خلال التعريف بالفطر وفوائده خاصة في مجال الزراعات المحمية، وذلك عن طريق الوحدات الإرشادية ودوائر الزراعة المنتشرة في كافة المناطق.