تختلف سمكة "النفيخة" بشكلها العام وبعض ميزاتها الفيزيولوجية عن طبيعة لحمها اللذيذ، وهذا الاختلاف لا يدركه أغلب الصيادين، لذلك لم يشجعوا على تناولها، ولم يتقنوا طريقة تنظيفها البسيطة في أماكن، والدقيقة في أماكن أخرى.

ما يجب أن يدركه الكثيرون من الناس وحتى بعض الصيادين أن سمكة "النفيخة" غريبة على حد قول الصياد "محمود هلهل" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 22 حزيران 2018، وأيضاً هي سمكة محيطات، وأضاف: «هي سمكة غريبة عن مياهنا البحرية المتوسطية، ويقدر زمن دخولها إلى مياهنا بنحو ثلاثين عاماً، وهذا جعل بعضهم يظنون أنها سمكة بلدية، وإنما هي في الحقيقة سمكة محيطات، حيث يظن أنها دخلت مياه البحر "الأبيض المتوسط" وخاصة المياه السورية، واستوطنت فيها بداية ثمانينات القرن الماضي، مع بدء التغيرات المناخية وارتفاع حرارة المياه».

وبالنسبة لسبب تسميتها، فقد جاءت من طبيعتها في لحظات شعورها بالخطر، حيث تنفخ جسدها بطريقة غريبة ليصبح كالبالون المغطى بالأشواك، وبذلك تخيف أعداءها والمفترسين لها

لقد دخلت عدة أنواع من هذه السمكة بحسب عمليات الصيد التي رصدت، وقال: «دخلت إلى مياهنا البحرية من سمكة "النفيخة" عدة أنواع منها قادمة من "المحيط الهندي"، وأخرى من "البحر الأحمر" عبر قناة "السويس"، وبدأت تتكاثر وتزداد أعدادها مع توفر الظروف المناسبة جداً لها، وهذا أدى إلى انتشارها في كامل المياه البحرية بعد أن كانت متمركزة في مواقع معينة، وراحت تظهر في شباك الصيادين في كل عملية صيد.

الصياد محمود هلهل

لكن بعض الصيادين يظنون أن قصة دخولها إلى مياهنا البحرية مقصودة بهدف تخريب الثروة السمكية، لكونها سمكة شرسة ومفترسة، وبعضهم الآخر يظنون أنه تم إدخال بذورها من قبل شركات صناعة الأدوية المنتشرة في حوض المتوسط، لكون كبدها يحتوي مواد سامة يمكن أن تدخل في صناعة الأدوية المهمة في أسواقنا».

وعن أهم ميزات هذه السمكة قال الصياد "خالد خليل": «هي سمكة مفترسة جداً، وشرسة وشغوفة للأسماك الصغيرة كوجبة غذائية مهمة لها، وتملك أسناناً حادة تستطيع بها قطع شباك الصيد التي تعلق بها، وأيضاً تقطع بها خيوط الصنارات التي تعلق الأسماك الصغير بها، بغية افتراسها في لحظات ضعفها.

سمكة "النفيخة"

كما أنها تمتلك جلداً سميكاً خالياً من الحراشف ومغطى بأشواك شعرية صغيرة، ويوجد في منتصف جسدها الانسيابي خط فضي عريض، كما أن الناحية السفلية لجسدها ذات لون أبيض، بينما الناحية العلوية رمادية مائلة إلى الأزرق ومرقطة بنقط سوداء، ويوجد نوع آخر منها تكون ملونة بلون بني مائل إلى الأحمر».

ويتابع: «وبالنسبة لسبب تسميتها، فقد جاءت من طبيعتها في لحظات شعورها بالخطر، حيث تنفخ جسدها بطريقة غريبة ليصبح كالبالون المغطى بالأشواك، وبذلك تخيف أعداءها والمفترسين لها».

"النفيخة"

ومع كل هذا تعدّ سمكة "النفيخة" من الأسماك الشهية جداً، ولها زبائنها وطريقة تنظيفها الخاصة، وهنا قال الصياد "محمود هلهل": «تتركز المواد السامة في السمكة بالجلد والكبد، وهذا يدركه محبو لحمها اللذيذ، فبعملية تنظيف بسيطة بوجه عام ودقيقة لمنطقة الجلد والكبد خلال عملية انتزاعهما بالكامل يمكن الحصول على سمكة غنية بالعناصر الغذائية المهمة، نتيجة طبيعة طعامها المتركز على الأسماك الصغيرة الغنية بالفوسفور، حيث يفضل خلال عملية تنظيفها ارتداء القفازات للحماية من أي جرح بالحسك قد يؤدي إلى التسمم».

الطبيب البيطري "مضر حسن"، قال: «منعت وزارة الصحة الإتجار بسمكة "النفيخة" نتيجة السم الموجود في بعض مناطق جسدها، وقلة الناس الذين يتقنون عملية تنظيفها الدقيقة، لذلك يجب الحذر منها، وإدراك أعراض التسمم بها، كالإقياء والشعور بالدوخة، وألم الرأس والبطن، واحمرار الوجه، وارتخاء عضلي، وتشويش بالرؤية».

وعن ميزاتها الجسدية، قال: «يصل نمو السمكة إلى أحجام كبيرة نوعاً ما، ويصل طولها إلى سبعين سنتيمتراً، ووزن خمسة كيلوغرامات، نتيجة نهمها للطعام وافتراسها لمختلف الأنواع السمكية الصغيرة، ومع كل هذا فهي سمكة مسالمة للإنسان ولا تعتدي عليه أو تقترب منه خلال عمليات السباحة أو الغطس، وأغلب المياه التي تعيش فيها عميقة وبعيدة عن الشواطئ.

أسنانها قوية وحادة، ولها اثنان من القواطع الكبيرة، كما أن رأسها متميز بعرضه وضخامته مقارنة مع جسدها؛ وهو ما دفع بعضهم إلى تشبيهها بالوحش الصغير».