ابتكر "خالد حمود" صانع المركب الفينيقي الخشبي الذي أبحر حول العالم، تصميماً فريداً على مستوى "الشرق الأوسط" لمركب خشبي أسماه: "ستّ الحسن"، حيث تميّز باتزان كبير، وقلة الاحتكاك خلال عملية الإبحار؛ وهو ما منحه سرعة إضافية.

المراكب الخشبية المعروفة والمنتشرة في مختلف البلاد المطلة على البحار في منطقة "الشرق الأوسط" لها تصميم واحد معروف ومتبع منذ قرون كثيرة، وهو شبه متوارث بالنسبة لصانعي المراكب في "الوطن العربي"؛ وفق ما قاله الحرفيّ "خالد حمود" لمدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 10 أيار 2018، وتابع: «التصميم المتبع في المراكب الخشبية الحالية أقرب بشكله العام إلى نصف دائرة بجانبه السفلي المتعامد مع الماء؛ وهو ما جعله غير مستقر في المياه، ويتمايل مع الأمواج؛ وهذا أثّر في سرعته خلال الإبحار نتيجة نقاط الاحتكاك مع المياه.

تميّز المركب بالمتانة والثبات؛ لتوضع الألواح الخشبية المشكلة لبدنه الخارجي بعضها فوق بعض؛ وهو ما يعني أنها أكثر ثباتاً، وهذا ينعكس على فترات الصيانة التي ستكون متباعدة في المستقبل

بينما النموذج والتصميم الجديد الذي عملت عليه، وأخضعته لتجربة إبحار في مختلف الظروف المناخية، يعتمد على سطح أو قاعدة التصاق مع المياه البحرية أكثر عرضاً؛ أي نقاط الاحتكاك مع المياه كبيرة، لكنها سلسة، وهذا نتيجة تصميم انطلق من حواف قاسية تداخلت بعضها مع بعض بزاوية منفرجة نحو الخارج من الجهتين».

خالد حمود

وأضاف: «التصميم القديم قائم منذ وجود المراكب الشراعية، وقد أخذ شكل نصف دائرة لسهولة إمالة المركب على أحد جانبيه بثقل معين، لتركيب ووضع الشراع وساريته في المكان المخصص، ثم إعادة المركب إلى وضعية الوقوف والاستقرار، لذلك لم يهتم أحد بتعديله، أو حتى التجريب في عملية التعديل».

وعن ميزات التصميم الجديد للمركب الخشبي الذي أسماه: "ستّ الحسن"، قال: «أهم ميزات التصميم الجديد للمركب أنه أصبح أسرع في المياه نتيجة سلاسة حركته فيها، إضافة إلى أنه أقل اهتزازاً بنسبة تتجاوز السبعين بالمئة، نتيجة عرض القاعدة المتعامدة مع الماء؛ وهذا يتناسب مع مختلف احتياجات عمل المركب؛ إن كان لنقل البضائع، أو لنقل الركاب.

صناعة المراكب

كما ترافق التصميم الجديد مع ديكور جديد وعصري ليتناسب مع حركته وسرعته، ويخفف التصادم مع الرياح في الأجوال الجوية العاصفة».

بداية التجربة والتفكير بالتصميم لها حكاية أخرى، قال عنها: «أول مرة جربت التصميم الجديد كان على المركب الصغير الذي يسمى شعبياً (حسكة – سواحة)؛ بهدف تلافي الكثير من الخسائر في حال لم تنجح التجربة، لكن النتائج كانت إيجابية جداً ومشجعة لتطبيقها على المراكب ذات القياسات النظامية للنقل والركاب. ومع أن التكاليف المادية مرتفعة نوعاً ما، ولا تقارن مع النتائج، تكاد تكون واحدة بين التصميمين بالنظر إلى النتائج».

خالد بصو

وفي لقاء مع الصياد "إسماعيل حسين"، أكد أن تجربة التصميم الجديد شاهدها أبناء جزيرة "أرواد"، وتابعوها بأدق تفاصيلها، وخاصة البحارة، وتمعنوا بالنتائج التي كانت إيجابية جداً، وتابع: «تميّز المركب بالمتانة والثبات؛ لتوضع الألواح الخشبية المشكلة لبدنه الخارجي بعضها فوق بعض؛ وهو ما يعني أنها أكثر ثباتاً، وهذا ينعكس على فترات الصيانة التي ستكون متباعدة في المستقبل».

أما مختار الجزيرة "خالد بصو"، فكان يهمه من كل هذا التصميم الجديد عوامل السلامة والأمان التي تفتقدها المراكب المستخدمة حالياً، ومنها الطوافات المخصصة للركاب في حال حدث مكروه، وقال: «مهم جداً وجود الطوافات الخاصة بالركاب في كل مركب بحري، لكن مراكب نقل الركاب لا تحتوي هذه الطوافات، في حين التصميم الحديث تلافى هذا التقصير، وزاد وسائل السلامة بحرفية المصمّم، الذي سبق وقدم تصميم المركب الفينيقي الذي سافر في عدة بحار، وعاد سليماً».