يعدّ "لسان الحمل" من الأعشاب الطبية المهمة التي تنمو وتكثر في الأراضي الزراعية، وقد استخدمت منذ القديم، وعرفت بالنبات المعجزة، حيث تتعدد فوائده لتشمل أعضاء الجسم بأكمله.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 20 نيسان 2018، المهندس الزراعي "رمزي الموعي" ليحدثنا عن هذا النوع من النبات، حيث قال: «عشبة "لسان الحمل" لا رائحة لها ولا طعم، وتعود أصولها إلى "الهند"، وهي من النباتات البرية؛ نجدها بكثرة في أيامنا هذه لكوننا في فصل الربيع. تكثر في مناطق المراعي، وهي نوع من الأعشاب الحولية التي تنمو بعد هطول الأمطار، وفي بعض دول "أوروبا" يتم إنشاء مزارع خاصة بها لإنتاجها والاستفادة منها في بعض الصناعات الطبية والدوائية، ولهذا النبات أوراق طويلة قد يصل طولها إلى خمسة عشر سنتيمتراً، أما زهورها، فهي طويلة ومتعرجة، وهنا يمكن أن نراها بكثرة في الأراضي الزراعية وعلى جوانب الطرقات. أما موعد حصاد الأوراق، فهو في فصلي الربيع والصيف، حيث تجفف في الظل، وتحفظ في عبوات محكمة الإغلاق حتى لا تتعرض للرطوبة وتفقد فعاليتها، لكن يبقى الجزء الأكثر فائدة واستخداماً البذور وقشورها».

كأي نوع من أنواع الأعشاب والأدوية فإن الإفراط في تناولها يؤدي إلى الإضرار بالصحة، وبما أنها متوفرة على شكل كبسولات أو شراب، يفضل الحصول عليها من الصيدلية وتناولها حسب إرشادات الطبيب المتخصص مع شرب كميات كبيرة من المياه بعد تناولها لتساعد على امتصاصها في الأمعاء الدقيقة

ويضيف: «إضافة إلى اسمها المعروف "لسان الحمل"، هناك تسميات أخرى تشتهر بها هذه العشبة؛ وذلك حسب المنطقة أو البيئة التي توجد فيها، ومن هذه الأسماء: "الأسبيغول"، و"خناتيف النعجة"، و"بذور قطونا"، و"البسيليوم"، و"النبات المعجزة"، ويعود سبب التسمية الأخيرة إلى خاصية غريبة تتميز بها العشبة؛ تتمثل في قدرتها على امتصاص ماء المعدة والأمعاء والمخلفات الزائدة والكربوهيدرات والكوليسترول والسموم، وبعض المعادن والدهون الضارة، وتحويلها إلى مادة مخاطية تساهم في تلطيف جدران المعدة والأمعاء، مع المحافظة على وظيفتها في هضم الأطعمة».

أحد أنواع لعشبة "لسان الحمل"

أما عن فوائد واستخدامات العشبة، فيقول الصيدلاني "قصي الحواط": «هي من النباتات التي عرفت منذ القدم، وقد ذكرها الطبيب "ابن سينا"، كما أنها تعدّ من أحد أنواع الألياف، وهو نبات طبي وتجميلي متعدد الاستخدام في علاج الكثير من الحالات المرضية التي تشمل كافة أنحاء الجسم، فهو غني بفيتامين (ب، وب1، وب2، وب6)، وغني بالحديد والفوسفور والكربوهيدرات غير النشوية ومواد أخرى ساهمت في زيادة أهميته الغذائية. أيضاً هو ملين طبيعي في حالات الإمساك، ومعالج لحالات الإسهال، وطارد للديدان المعوية، كما أثبت فعاليته في علاج باكتيريا الأمعاء، ويحمي وينظف الجهاز الهضمي، ويقلل من الإصابة بسرطان القولون، ويقلل من الأملاح الصفراء في الأمعاء ومزيل لحساسية وحرقان المعدة والقرحات الهضمية بوجه عام».

ويتابع: «أيضاً العشبة تفيد في الوقاية من تصلب الشرايين والوقاية من ارتفاع ضغط الدم، وتنظم السكر وتقلل من امتصاصه، ومنظمة لمستوى كوليسترول الدم، وهي بذلك تعدّ من الأعشاب المعالجة لأمراض القلب والدم عموماً، ولها فوائد كبيرة في علاج أمراض الصدر والسعال والربو والتهاب الأذن وحالات الحمى المرافقة لها، وتخفف من الصداع وحساسية الجيوب الأنفية، وهي من مضادات الباكتيريا والفطور؛ لذلك تعدّ مفيدة ومسرعة في علاج كافة الجروح وتسلخات الجلد خاصة عند الأطفال الصغار. ولها فوائد في معالجة الحروق الشمسية والحكة والأكزيما وحب الشباب لما تتمتع به من خواص مطهرة لاحتوائها مادة الأنتوين، ناهيك عن فائدتها الكبيرة في حالات تسمم الدم الناتج عن لسع الحشرات. وتعرف أيضاً بعلاجها لأمراض الجهاز البولي، كالتهاب المثانة والكلى، والوقاية من حصيات المرارة، وتخفف الإحساس بالعطش، وتستخدم كمكمل غذائي مهم عند إضافتها إلى الحميات الغذائية؛ لكونها تعمل على تعزيز صحة وانتظام الجهاز الهضمي».

المهندس الزراعي "رمزي الموعي"

على الرغم من الفائدة الكبيرة التي تقدمها العشبة، إلا أنه لا بد من الحذر عند استخدامها، وعن هذا يقول: «كأي نوع من أنواع الأعشاب والأدوية فإن الإفراط في تناولها يؤدي إلى الإضرار بالصحة، وبما أنها متوفرة على شكل كبسولات أو شراب، يفضل الحصول عليها من الصيدلية وتناولها حسب إرشادات الطبيب المتخصص مع شرب كميات كبيرة من المياه بعد تناولها لتساعد على امتصاصها في الأمعاء الدقيقة».

"علاء مسعود" أحد المزارعين في ريف "القدموس"، يقول: «تكثر أنواع الأعشاب الطبية في أراضينا الزراعية، ومنها "لسان الحمل"، ولطالما اعتدنا جمعها في كل موسم، وتجفيفها وحفظها لاستخدامها في أوقات الحاجة، خاصة لعلاج حالات المغص أو ارتفاع الحرارة، وأيضاً أذكر أن جدتي كانت تستخدمها في تعقيم الجروح والالتهابات الجلدية، وقد أثبتت فعاليتها الكبيرة في ذلك، أما طرائق تحضيرها، فهي متنوعة بحسب الحالة التي تستدعي استخدامها».