نباتٌ عُرف منذ القديم بأنواع وأشكال متعددة، وفي كل عصر كانت له دلالاته واستخداماته، والآن ينتشر بكثرة كنبات زينة لبعض الأنواع، ودواء سحري لأنواع أخرى منه.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 20 كانون الأول 2017، المهندس الزراعي "رمزي الموعي" ليحدثنا عن نبات "اللبلاب"، حيث قال: «ينتمي هذا النوع من النبات إلى الفصيلة المحمودية، وهو من رتبة الباذنجانيات، ينتشر بكثرة في المناطق المدارية، وانتشاره التاريخي في "اليونان" والإمبراطورية اليونانية القديمة و"بلاد الشام والمغرب العربي"، كما تتنوع أشكاله وأنواعه كثيراً، ويعدّ من النباتات ذات الأهمية الكبيرة في الطب البديل، وهو شجيرة متسلّقة أوراقها إما قلبية الشكل أو مثلّثية متبادلة التوضع على الساق، ولها شكل مدبب لونها أخضر عليه نقاط صفراء اللون؛ وهو ما أضفى عليها لمسةً جمالية مميزة، وهذا النوع من نباتات الزينة الداخلية، التي تنجح زراعتها في درجة حرارة تراوح ما بين خمس عشرة إلى ثلاثين درجة، حيث تتكيف مع الأجواء الحارة والجافة، ومن السهل التعامل معها ورعايتها ومدّها على الجدران، وتحتاج إلى ضوء ساطع، لكن غير مباشر، كما أن هذا النوع من "اللبلاب" يتكاثر بسهولة عن طريق قطع أجزاء من الساق وغمرها بالماء حتى تتكون جذورها، ثم يتم غرسها في التربة، مع ملاحظة أنّ الجزء المغمور يجب ألا يتجاوز مقدار عقدتين فقط».

تتعدد أنواع هذا النبات، فمنه "اللبلاب" الصغير، والمدّاد، و"لبلاب" الحقول، و"طربوش الغراب"، والشائع الاستخدام هو "لبلاب الختمي" المنتشر بكثرة في قرانا، وأنواع أخرى نستخدمها كعلف للحيوانات لاحتوائها قيمة غذائية كبيرة تنعكس إيجاباً على الإنتاج

ويتابع: «وهناك أيضاً "لبلاب" الحدائق، وهو نبات دائم الخضرة متسلق بالجذور الهوائية، أما أوراقه، فهي ودّيّة خضراء، ويمكن أن تصلح للتنسيق الداخلي وتغطية وتزيين واجهات المنازل والشرفات، وهذا النوع يمكن أن يحتاج إلى عشر سنوات ليبدأ الإزهار والإثمار، وقد تكون ثماره على شكل عناقيد تحوي كل منها نحو ثلاث بذور، وبسبب قدرته الكبيرة على تحمل الجفاف والصقيع تكثر زراعته في حدائق الأرصفة والحدائق العامة، ونلاحظ وجوده بكثرة في حدائق وشوارع مدينة "دمشق" وغيرها من المدن السورية».

عناقيد بذور اللبلاب

ويضيف: «بالنسبة إلى طريقة زراعته، يمكن بذر بذرتين أو ثلاث داخل أصيص فيه تراب مخلوط بالسماد، وذلك في منتصف شهر نيسان، حيث تحتاج البذور إلى مدّة عشرين يوماً لتبدأ بعدها النمو والظهور، وتعدّ البذور الصغيرة لبعض شعوب "أفريقيا" مصدراً قيّماً للبروتين، إضافة إلى استخدام الأوراق الخضراء، مع الانتباه إلى نوع النبتة لأن بعض أنواعها سامّة».

أما الطبيب "حيان أحمد"، فقد تحدث عن تاريخه وبعض فوائده واستعمالاته الكثيرة، حيث قال: «عرف "اللبلاب" في الزمن القديم عند المصريين القدامى واليونان، في حين مَنَعَ كهنة الرومان لمس النبتة لخوفهم من احتوائها قدرات غير طبيعية، ولاحتواء الجذور السمّ في بعض الأنواع، كما استخدم كرمز للخلود والخصوبة لكونها شجرة دائمة الخضرة، حيث زرعها المسيحيون القدامى على قبور موتاهم، وكان لها انتشارها الواسع في الكثير من كنائس العصور الوسطى».

الطبيب حيان أحمد

يكمل: «يُعرف هذا النبات باللاتينية باسم "البروسبان"، ويعني العشبة المفيدة، وقد اكتشفت فوائده في الطب الحديث مصادفة، حيث لاحظ بعض الأطباء في جنوب "فرنسا" أن الأطفال يعانون من حالات السعال المختلفة أقل من أقرانهم في مناطق أخرى، وبعد البحث اكتشفوا أن الأطفال اعتادوا شرب الحليب بأكواب صنعت من خشب "اللبلاب"، فتوصلوا إلى نتيجة أن ثمة مادة موجودة في الخشب تنتقل عبر الحليب تساعد في وقاية الأطفال من أمراض السعال، ليتبّين لاحقاً أن المادة الفعالة تتركز أكثر في الأوراق، هذا ويحتوي النبات عناصر مختلفة من معادن وفيتامينات تساعد على تعزيز الصحة العامة، كما يحتوي مضادات الميكروبات والفطريات والالتهابات والتشنجات، وهو مخفّض لكوليسترول الدم، ويحتوي النحاس الذي يعدّ من العناصر الضرورية للمسارات العصبية في الدماغ، أيضاً يقلل من الإفرازات المخاطية ويذيب البلغم، وفعال في حالات التهابات الجهاز التنفسي والحنجرة والسعال بأنواعه والرشح العادي، ومفيد في بعض الحالات الهضمية، والدراسات الحديثة اكتشفت مؤخراً وجود مادة فعالة لعلاج السرطان، وتشهد شركات الأدوية الأجنبية تنافساً للحصول عليه واستخلاص المواد الطبية منه، والأنواع المختلفة من "اللبلاب" تنتشر بكثرة في مختلف مناطق بلادنا».

"علاء مسعود" أحد المزارعين في ريف "القدموس"، يقول: «تتعدد أنواع هذا النبات، فمنه "اللبلاب" الصغير، والمدّاد، و"لبلاب" الحقول، و"طربوش الغراب"، والشائع الاستخدام هو "لبلاب الختمي" المنتشر بكثرة في قرانا، وأنواع أخرى نستخدمها كعلف للحيوانات لاحتوائها قيمة غذائية كبيرة تنعكس إيجاباً على الإنتاج».