فنانة اختارت تقنيات خاصة للعمل، فجعلت من تصميم البطاقات شغفاً من نوع خاص، وتركت بصماتها الجمالية الخاصة على أعمالها، وأتقنت العمل على التفاصيل لتُكوّن حالة فنية متفردة.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع الفنانة التشكيلية "زبيدة سليمان" بتاريخ 13أيلول 2017، لتحدثنا عن بداياتها في عالم الرسم، فقالت: «منذ الطفولة توجهت إلى الرسم، وكان لأهلي دور بارز في رعاية موهبتي وتقديم كافة أنواع الدعم والرعاية منذ المرحلة الابتدائية، حيث إن معظم أفراد أسرتي يمارسون الرسم، وقد كان والدي المرشد الأول لي، وقد لفتت قدرتي نظر معظم معلميّ أثناء الدراسة، حتى أصبحت الألوان رفيقتي والتفاصيل الدقيقة هاجسي واعتمدت على نفسي لأطور موهبتي فلم يفارق القلم يدي، وأصبحت من أولوياتي الرغبة بدخول كلية الفنون الجميلة التي التحقت بها بعد المرحلة الثانوية مباشرة، ليصبح عملي هو شغفي الأول والأهم، فتبلورت موهبتي في الجامعة، وصقلت خبرتي وشحذت إمكاناتي، وتعلمت تقنيات جديدة سمحت لي بتعزيز ملكاتي، ومكنتني من وضع لمساتي الخاصة في عملي بعد تخرجي وكان للعمل في القطاع الخاص دور كبير في إعطائي ملكات جديدة سمحت بإبراز قدرتي بطريقة أفضل».

عمل "زبيدة" يحتاج إلى الكثير من الدقة والصبر والجهد، وامتلاكها هذه القدرات مجتمعة واستخدامها تقنيات مختلقة بطريقة احترافية، وامتلاكها أسلوباً خاصاً بها يحمل الكثير من الإبداع؛ ساعدها على إثبات نفسها في الساحة الفنية والثقافية، فقد كوّنت خطاً فنياً خاصاً بها، حيث تمثل أعمالها حالة خلاقة متفردة من الروعة تعكس مقاييس جمالية عبر بصيص من الرغبة والأمل، فكل عمل يبرز اجتهادها وتمرسها وقدراتها التي اكتسبتها بالجهد والتعب، وبصمتها التي تعبر عن حالتها الشعورية والنفسية الخاصة

وأضافت: «أظن أن لكل عمل فني قدراً خاصاً يحتاج إلى إيقاع موزون بين ضربات الفرشاة والنسب المطلوبة، وكأنك في مغامرة تبحث عن أسلوبك الخاص بين اللون والظل ومساحات الضوء، لتُحاول إبراز تقنياتك المتنوعة وتنصهر فيه قدرتك وموهبتك لخلق مساحة تفيض بالسحر، ترتكز على إعطائك فضاءً ثاقباً تسرح فيه أجنحة الخيال وبواطن الروح لتمتلئ بتجربتك الفكرية والفنية، فكل عمل يمتلك طابعاً خاصاً يعبر عن نفسه وحيويته وجماله وميزاته وأبجديته، ويمتلك قدرة تعبيرية بلغة بصرية شفافة تعبر الروح، وتملك دلالات وطلاسم ترنو بالروح إلى عالم أجمل وأفضل».

نموذج لكرت مع خشب

أما عن سبب توجهها إلى العمل في تصميم البطاقات، فقالت: «الفنان يمثل حالة وعي ثقافية تسمح له بالعمل بكافة المجالات، وأنا اتجهت إلى العمل في مجال اللغة البصرية الإعلامية والإعلانية، ووجدت عبرها طريقاً لتسويق أعمالي ولوحاتي وتصاميمي، فالفن الحديث يؤدي في عالمنا المعاصر دوراً كبيراً ومؤثراً في المجتمع؛ فهو جزء من ثقافتنا البصرية ابتداءً بالمطبوعات والملابس والأجهزة والبيوت، وانتهاء بالمعلبات الغذائية والبضائع التجارية، وأعمل على تصميم (البروشور، واللوغو)، وبطاقات الأفراح، والقرطاسية، ومختلف أنواع التصاميم، وحالياً أنا مختصة ببطاقات الأفراح، وأظن أن الفنان يحتاج إلى العمل في كافة المجالات الفنية؛ وهذا يخدمه ويطور موهبته أكثر، ويمثل الورق بأنواعه المادة الخام لأي عمل ومفتاح البداية لكل حدث جمالي، ويمكن إضافة الكثير من التفاصيل الجمالية إلى البطاقة، كالبريق المخملي والحراري والليزري، ويمكن استخدام اللؤلؤ والخط الحراري بلونيه الذهبي أو الفضي حسب الطلب، كما يعطي الخشب جمالية للبطاقة ويتم العمل به بناءً على طلب الزبون ورغبته، وأعدّ كل بطاقة هي رسالة مملوءة بالمحبة والفرح، فهذه الأعمال حالة تعبيرية خاصة محملة بلحظات شعورية محددة».

أما عن طموحاتها في المجال الفني، فقالت: «أرغب بإقامة معرض خاص بي، حيث إنني شاركت من قبل في معارض جماعية مشتركة، كما شاركت بمعرض الشباب وعرضت الكثير من لوحاتي في معظم معارض وزارة الثقافة، وأطمح إلى افتتاح مشروع تعليمي لمادة الرسم، فالفن هو موهبة وإبداع وهبها الخالق لكل إنسان لكن بدرجات تختلف بين الفرد والآخر، حيث لا نستطيع أن نصنف كل الناس فنانين، إلا الذين يتميزون منهم بالقدرة الإبداعية الهائلة، وكل موهبة تحتاج إلى الرعاية والتدريب والتمرين والإرشاد والصقل، وتطعيمها بلمسات خاصة تسمح للموهبة بالنمو لتشكل عبر الخبرة التراكمية خطاً فنياً مميزاً وحالة من الانعتاق والتحليق والجنون والشغف».

كرت للأفراح

أما عن تطور عمل "زبيدة" في الفن التشكيلي، فالتقت المدونة الفنانة "فاتن عمران"، التي قالت: «عمل "زبيدة" يحتاج إلى الكثير من الدقة والصبر والجهد، وامتلاكها هذه القدرات مجتمعة واستخدامها تقنيات مختلقة بطريقة احترافية، وامتلاكها أسلوباً خاصاً بها يحمل الكثير من الإبداع؛ ساعدها على إثبات نفسها في الساحة الفنية والثقافية، فقد كوّنت خطاً فنياً خاصاً بها، حيث تمثل أعمالها حالة خلاقة متفردة من الروعة تعكس مقاييس جمالية عبر بصيص من الرغبة والأمل، فكل عمل يبرز اجتهادها وتمرسها وقدراتها التي اكتسبتها بالجهد والتعب، وبصمتها التي تعبر عن حالتها الشعورية والنفسية الخاصة».

بقي أن نذكر، أن "زبيدة سليمان" من محافظة "طرطوس" قرية "بانياس" مواليد عام 1977، وهي خريجة جامعة "دمشق"، كلية الفنون الجميلة عام 2001، وتعمل حالياً مُدرّسة في كلية الفنون الجميلة، إضافة إلى عملها كمصممة لبطاقات "الرهونجي" العالمية منذ 13 سنة.

نموذج لكرت مع قماش