عاش "المغترب "حبيب محمد" مرحلتي الطفولة والشباب في قرية "دوير المشايخ" التابعة لـ"وادي العيون" في "مصياف"، حيث بدأ حياته العملية في وقت مبكر، ثم سافر في رحلة اغتراب دامت سبع عشرة سنة أدخلته عالم الأعمال.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 28 آب 2017، مع المغترب "حبيب محمد" المقيم في "سيبيريا"، فتحدث عن حياته قبل الاغتراب قائلاً: «عشت حياتي بين محافظة "طرطوس" وريف قريتي الجميلة "دوير المشايخ"، طُبعت بطباع الحياة الريفية البسيطة من حيث العلاقات الاجتماعية المنسوجة بالمحبة والبساطة والاحترام، وتعلّمت من والدي الذي يملك مطعم "هيلتون الجبل" في "وادي العيون" منذ أربعين عاماً الأصالة وحبّ الآخرين والكرم، حيث كانت لمسة التراث الجبلي الأصيل بكل تفاصيله بارزة في المطعم الذي حقق لوحة منسجمة مع طبيعة تلك المنطقة كالجبال والغابات والإطلالات الجميلة، فتعلّمت حبّ الأرض والزراعة، وأن الطبيعة والأرض أفضل معلم للإنسان، وتعدّ عائلتي التي تنتمي إلى عائلة الشيخ "إبراهيم خضرة" من العائلات العريقة والقديمة في منطقة الوادي، وأجدادي لهم أثر إيجابي كبير في تاريخ القرية».

برز حبّي للتصميم والديكور في الطفولة؛ فقد كنت أعشق ديكور البيوت والحجر، وأحضر الحجارة الصغيرة وأبني منزلاً وأصنع المجسمات والأشكال الهندسية بالتراب بعد خلطه بالماء (الطين)، توضحت تلك العلاقة حين قمت في العشرينات من عمري بإدارة مطعم والدي في "وادي العيون"، فقد كنت أجدد الديكور فيه كل شهر تقريباً معتمداً الحجر والخشب، وأعتمد الهندسة في تنسيق الحدائق والأزهار والطاولات والطعام؛ وهذا ما قمت به في "سورية" وبلد الاغتراب

شغفه بفنَّي التصميم والديكور خلق علاقة بين هوايات الطفولة ومشاريع العمل المستقبلية، وأصبح من رجال الأعمال البارزين في "روسيا"، وهنا يقول: «برز حبّي للتصميم والديكور في الطفولة؛ فقد كنت أعشق ديكور البيوت والحجر، وأحضر الحجارة الصغيرة وأبني منزلاً وأصنع المجسمات والأشكال الهندسية بالتراب بعد خلطه بالماء (الطين)، توضحت تلك العلاقة حين قمت في العشرينات من عمري بإدارة مطعم والدي في "وادي العيون"، فقد كنت أجدد الديكور فيه كل شهر تقريباً معتمداً الحجر والخشب، وأعتمد الهندسة في تنسيق الحدائق والأزهار والطاولات والطعام؛ وهذا ما قمت به في "سورية" وبلد الاغتراب».

حبيب محمد

ويتابع قوله: «في عام 1997 بدأت رحلتي لتحقيق طموحي في السفر والتعرّف إلى حياة وثقافات مجتمعات أخرى، في البداية لم تكن ظروف السفر والاغتراب يسيرةً، فقد عملت قبل سبع عشرة سنة في "روسيا" بمجال النفط، ثم قمت بتأسيس مطعم باسم "فينيقيا" عُرف في إقليم "تيومين" الذي أُقيم فيه، عملت في المطعم على نشر التراث الجبلي السوري كمقلي الفخّار و"السانونة" (قُفّة أو وعاء مشغول بالقصب والريحان)، وكل ما ارتبط بالتراث الريفيّ، وعرضت مناظر وصوراً لمعالم وصروح حضاريّة وقرى و"دمشق" القديمة وبعض الفلكلور السوريّ، كما أعطيت الديكور ملامح سوريّة، وأقدّم أكلات المطبخ السوريّ فيه، حيث يظن الزائر أنه يدخل مكاناً في "سورية".

بعد ذلك أنشأت شركة مقاولات، وعملت ببناء المنازل الخشبية وتصميم الديكور، وحققت نجاحاً في هذا المجال، وأعمل على نقل فكرة المنازل الخشبية التي يتميز بها الريف الروسيّ وتنفيذها على أرض "سورية" بطريقة تضمن لذوي الدخل المحدود شراء منزل، وتساعد في خلق فرص عمل للشباب».

فينيقيا بلمسة تراثية

يتحدث عنه صديق طفولته "محمود حسن" قائلاً: «نحن أبناء قرية واحدة، والعلاقة العائلية بين الأهل تطورت لتشمل الأبناء، فقد كنا أصدقاء في القرية والمدرسة وخارجهما، عُرف "حبيب" بطباعه الهادئة، والناس يحبونه، وحديثه كان يدل على أنه سابق لعمره، وهو مضياف وكريم، وله أسلوب مختلف في تذوق جمال الطبيعة وترجمتها بطريقة عملية من خلال عمله بالديكور والتصميم ومزجها مع التراث الذي حفظه وحافظ عليه في سفره وعمله، وهو صديق لي في فريق كرة القدم الهواية المفضلة بالنسبة لنا في مرحلة الشباب، حيث كنا من المتفوقين في الفريق، طموحه في السفر برز منذ الطفولة، حققه بالعمل الدؤوب، وهو شخص وفيّ وخاصة أنه يعود بأعماله ونجاحه إلى بلده، ويصون علاقات الودّ والمحبة بينه وبين الأصدقاء وأبناء القرية».

الجدير بالذكر، أن "حبيب محمد" من مواليد "طرطوس" عام 1973، متزوج ولديه ولدان؛ "داني" و"ماريا".

منزل خشبي قيد التنفيذ