واظب "منذر ريا" على التمكن من اختصاصه الهندسي، وتابع دراسته البحثية في "ميونخ" الألمانية، وقدم ابتكاره لتخميد وامتصاص ظاهرة الرنين عند سرعات الدوران الحرجة للمحركات، فحصل على براءة اختراعه وأرضى شغفه.

فكرة البحث العلمي الأكاديمي لنيل براءة الاختراع كما تحدث المهندس "منذر ريا" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 16 آب 2017 قائلاً: «كان لدي حلم بتحقيق إنجاز بحث علمي في مجال اختصاصي الدراسي في الهندسة الميكانيكية، لذلك سعيت جاهداً لمحاولة تقديم شيء مميز يخدم الإنسان أينما كان على الجغرافية الأرضية، فقدمت مشروعاً ودراسة وفكرة لنيل براءة الاختراع، وهذه الفكرة تهدف إلى تخميد رنين الاهتزازات التوافقية الجيبية المشتقة من تحويلات فورية للاهتزازات اللا خطية عند سرعات الدوران العالية للمحركات، وفعلاً صدرت براءة الاختراع عن المكتب الألماني والأوروبي للاختراعات، لكوني مقيماً في "المانيا".

بحكم معرفتي بما قدمه المهندس "منذر" لنيل براءة الاختراع في المغترب، فقد تم اختبار بحثه في الشركة التي يعمل فيها هناك، ثم درس في مكتب براءات الاختراع الألماني والأوروبي من قبل مختصين، وأثبت جدارته بقوة، وأظنّ أنه سيتم استخدامها في الأجيال القادمة من المحركات، وعلى وجه التحديد المحركات ذات الاستطاعات العالية، وهذا ليس غريباً عليه؛ فتفوقه ظهر في هذا المجال منذ الدراسة الجامعية، كما أنه كان يوازي بين علاقاته الاجتماعية ودراسته من دون الخلل بأي منهما، علماً أن هذا الأمر صعب ويجب أن يكون أحدهما على حساب الآخر، وهدفي هنا توضيح تميزه في مختلف المجالات

ويتابع عن الفكرة: «تعاني أجزاء المحرك عند سرعات الدوران العالية من تراكب موجي للاهتزازات عند ترددات معينة أو ما يعرف بظاهرة الرنين التي تسبب اهتزازاً شديداً في النظام الفيزيائي المدروس، الذي يؤدي إلى انهيار ذلك النظام الفيزيائي أو أجزاء منه، وفكرة براءة الاختراع تكمن في تخميد وامتصاص ظاهرة الرنين عند سرعات الدوران الحرجة للمحرك، وقد ظهرت الفكرة نتيجة دراسة طويلة لهذه المشكلة بحكم طبيعة عملي في قسم الأبحاث والتطوير في إحدى الشركات المصممة والمطورة لأنظمة المحركات والنقل في مدينة "ميونخ" الألمانية».

براءة الاختراع

الدراسة والتعمق بها كانت في المغترب "ميونخ"، لكن البدايات سورية بامتياز، وهنا قال: «ولدت وترعرعت في حضن الطبيعة البكر بقرية "تعنيتا" التابعة لمدينة "بانياس" درست هندسة الميكانيك في "جامعة تشرين" بمدينة "اللاذقية"، وبعد ذلك تابعت دراسة الماجستير في هندسة الطاقة والنمذجة الرياضية في جامعة "بادربورن"، والمشروع النهائي لدراسة الماجستير تم إنجازه في مركز أبحاث "الدايملر" مرسيدس بينز لنمذجة الإيروديناميك في مدينة "شتوتغارت"، وبعد ذلك عملت في مشروع بحثي مشترك بين شركة الأنسز الرائدة في تصميم وتطوير برمجيات النمذجة الرياضية والمحاكاة، الواقعة جنوب مدينة "ميونخ" وبين "معهد هانيويل" الأميركي للأبحاث وقسم المحركات التوربينية النفاثة التابع لجامعة "ستانفورد"، والآن أعمل في شركة مصممة لأنظمة المحركات والنقل في مدينة "ميونخ"».

ويتابع: «السبب الرئيس للسفر كان لمتابعة الدراسة في "ألمانيا" باعتبارها رائدة في المجال العلمي الهندسي، وخصوصاً بمجالات الهندسة الميكانيكية والكهربائية، الذي أعشقه بطريقة لا يمكن وصفها، وقادر على التقديم فيه إلى أبعد ما يمكنني من طاقة جسدية وفكرية، وهذا دفعني إلى براءة الاختراع، وكان البحث ضمن مجالي المهني الأكاديمي في قسم النمذجة والمحاكاة، حيث قمت بنمذجة الفكرة على حواسيب خاصة للنمذجة الرياضية، ثم عرضتها على فريق العمل ونالت إعجابهم، فقاموا باختبارها وأثبتت جدارتها، لذلك تم اعتمادها وتسجيلها في المكتب الألماني والأوروبي لبراءات الاختراع حصرياً للشركة، بعد الحصول على موافقتي في ذلك».

ثائر درويش

وفي لقاء مع المهندس "ثائر درويش" زميل الدراسة، قال: «بحكم معرفتي بما قدمه المهندس "منذر" لنيل براءة الاختراع في المغترب، فقد تم اختبار بحثه في الشركة التي يعمل فيها هناك، ثم درس في مكتب براءات الاختراع الألماني والأوروبي من قبل مختصين، وأثبت جدارته بقوة، وأظنّ أنه سيتم استخدامها في الأجيال القادمة من المحركات، وعلى وجه التحديد المحركات ذات الاستطاعات العالية، وهذا ليس غريباً عليه؛ فتفوقه ظهر في هذا المجال منذ الدراسة الجامعية، كما أنه كان يوازي بين علاقاته الاجتماعية ودراسته من دون الخلل بأي منهما، علماً أن هذا الأمر صعب ويجب أن يكون أحدهما على حساب الآخر، وهدفي هنا توضيح تميزه في مختلف المجالات».

يشار إلى أن المهندس "منذر ريا" من مواليد قرية "تعنيتا" في ريف مدينة "بانياس"، عام 1984.

منذر ريا