لم تعتمد يوماً على كتابة تجاربها الذاتية، بل إيمانها بأن الشاعر ابن بيئته الاجتماعية والطبيعية جعلها تحمل همّ الآخرين في كل قصيدة كتبتها، وربما كان لعملها في مهنة المحاماة أثره في ذلك.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 27 تموز 2017، الشاعرة "ريما محمود" لتحدثنا عن رحلتها في عالم الأدب والشعر منذ بدايتها، حيث قالت: «كان لنشأتي في أسرة مهتمة بالأدب عموماً، والشعر بوجه خاص دور مهم كدافع ومحرّض للقراءة وأي محاولة للكتابة، فتأثرت مبكراً بشعر الرائع "محمود درويش" صاحب التجربة والقضية والإحساس العالي، كنت في الثانوية العامة عندما بدأت الرحلة الشعرية التي أعدّها حتى هذا الوقت مازالت في بداياتها، فقلمي غضّ، تتوق إليّ القصيدة وأتوق إليها، وتكتبني منذ بدأت التهجئة. وها أنا ما زلت في خطوتي الأولى، لم أصل بعد إلى القصيدة الغاية، ولم يوصلني ما كتبته إلى نفسي الغائبة».

النقد هو دفة القيادة والبوصلة الموجهة للحركة الأدبية؛ لذلك لا أجد أيّ حرج من أي جهة نقدية طالما أن هدفها الأساسي هو السمو بالفن الأدبي

وتكمل: «لم أعتمد يوماً كتابة تجاربي الذاتية فقط، إنما تأثرت بهموم الآخرين من الأصدقاء والناس والمجتمع، وأرى أن القصيدة ضيف محبّب يطرق الباب ساعة يشاء، وربما هذا الضيف يصبح صديقاً عليك احترامه واحتراف ضيافته وتقديمه للناس التقديم اللائق للارتقاء به. لقد كتبت التفعيلة والشعر المنثور والرمزي، وكتبت المحكي أيضاً، ولا أجد أن تنويع الشاعر في الأجناس الشعرية ضرورة للإبداع، لأن بعض الشعراء تميزوا بلون واحد وقد أحبهم الناس، وبعضهم قد يعدّون عدم التنويع ضعفاً، لكنني لا أجده كذلك، والمنتج الشعري الأدبي هو الذي يترك تأثيره على المجتمع، وليس الشاعر، وهنا أذكر الشاعر "بشار بن برد" بشخصيته الخاصة لم يكن لها أي تأثير، لكن القصيدة التي قدمها تركت وقعها عند المتلقي».

دواوين الشاعرة

وفيما يخصّ مشاركاتها وأعمالها، قالت: «لدي العديد من المشاركات في الفعاليات الاجتماعية المتنوعة، وفي عدد من المراكز الثقافية والأمسيات الشعرية، ولديّ حالياً ديوانان؛ أحدهما بعنوان: "عتبات من حرير"، والآخر حمل عنوان: "في حضرة الموت"، هذا إضافة إلى ما أنشره عبر صفحتي الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي».

وتضيف: «لقد زاد في المدة الأخيرة عدد الكتاب، خاصة بعد الانتشار الهائل لمواقع التواصل الاجتماعي، لأنهم وجدوا فيها منبراً؛ وهو ما زاد عدد القراء وخدم المواهب المخفية، لكن المهتمين بالأدب فعلياً قلة في هذا العصر السريع الإيقاع؛ لذا على الشاعر الاقتراب أكثر من الناس ومشاعرهم وتجاربهم».

الشاعرة في إحدى المشاركات

وعن كيفية تعاملها مع النقد والنقاد، قالت: «النقد هو دفة القيادة والبوصلة الموجهة للحركة الأدبية؛ لذلك لا أجد أيّ حرج من أي جهة نقدية طالما أن هدفها الأساسي هو السمو بالفن الأدبي».

وعنها تقول الشاعرة "رانيا ريشة": «هي شاعرة تكتب النثر وتغزله من فيض روحها بصورة شعرية مبتكرة، أتابع دائماً جميع ما تكتبه فأجد أنها بحر من الإحساس العميق الذي يأخذنا معه إلى عالم من السحر والحرف البديع والتأمل والخيال، فنجد أنفسنا بين ثنايا روحها. عندما تكتب تشعر بالنبض الصوفي والثقافة العميقة التي تمتلكها، والتي تنعكس بوضوح في كل قصيدة من قصائدها، وترى كيف تدخل حروفها إلى أعماق الروح بكل خفة وجمال، فتجبر القارئ على الإبحار في فضاءات قصائدها».

أما الشاعر "علي أسعد"، فقال عنها: «في زمن الأصوات المبحوحة أدبياً، تأتي شاعرتنا الأنيقة الإطلالة والحرف "ريما" لتغرّد بصوتها الخاص الذي لا يشبهه صوت، وفي زمن الكلمة الجافة نجد تلك الشاعرة الحساسة تغمس قلمها بالغمام، وتكتب لينساب حبر كلماتها كجدول، فهي تجيد السبك وتعرف ما تريد، وتلمس وجع الناس، لتخطّه شعراً».

يذكر أنّ الشاعرة والمحامية "ريما محمود" من مواليد مدينة "الدريكيش" ومقيمة فيها، حاصلة على إجازة في الحقوق من جامعة "دمشق".