تعيش سمكة "زفقارة" بين التضاريس البحرية الصخرية ضمن تجمعات سمكية قليلة العدد، وتنجذب نحو المراعي الرغلية، وتتميز بسلالتها المتعددة الأشكال والأسماء وفقاً للبيئة البحرية والتجمعات السكانية التي تعمل على صيدها.

تعدّدت تسميات هذه السمكة وفقاً للمواقع الجغرافية البرية؛ ففي كل منطقة مطلة على البحر يطلق عليها الصيادون تسمية معينة، ومنهم من قال إن هذا النوع من الأسماك متقارب في التسميات، ويختلف عن غيره بتفاصيل معينة؛ وهذا بحسب حديث الصياد "محمود هلهل"، وأضاف: «هذه السمكة متميزة بشكلها، وهو الأمر الذي يجعلها تتفرد ببعض المواصفات الشكلية التي تميزها عن غيرها مهما كانت متقاربة معها في الشكل العام، وخاصة فيما يتعلق باللون الأصفر لزعانفها الجانبية والظهرية ودرجته اللونية، وحجم نموها بنظر بعض الصيادين في مناطق بحرية مختلفة له علاقة مباشرة بالتسمية، فمنهم من يسميها "زفقارة"، ومنهم من يطلق عليها "قسطارة"، وآخرون يدعونها "نيمارة"، وبالنسبة لي وللمنطقة التي أعيش فيها وهي "الرادار"، نسميها "زفقارة"».

هذه السمكة لها شكل مغزلي كأغلب الأسماك، مع تضخم واضح في منطقة البطن، حيث يظهر اللون الأصفر في هذه المنطقة، كما أن لونها العام مائل إلى الفضي بوجه عام ضمن أغلب جسدها

ويتابع: «هذه السمكة لها شكل مغزلي كأغلب الأسماك، مع تضخم واضح في منطقة البطن، حيث يظهر اللون الأصفر في هذه المنطقة، كما أن لونها العام مائل إلى الفضي بوجه عام ضمن أغلب جسدها».

محمود هلهل

الصياد "خالد خليل" من مدينة "بانياس" قال: «نسمى هذه السمكة في منطقتنا البحرية "قسطارة"، وهي ذات بيئة بحرية صخرية، أو كما يقال عنها بعرف الصيادين "مراعٍ صخرية"، وتتحرك في نشاطها بالبحث عن طعام في مناطق الرغل؛ أي مناطق الحت الصخري لتوفره فيها بكثرة، وخاصة منه العوالق الصغيرة التي تتخذ من تلك الصخور مأوى بوجه عام.

لهذه السمكة شعبية مقبولة بين الناس، فهي بلدية تعيش وتفنى في مياهنا البحرية، علماً أنها ليست اجتماعية، ولا تعيش في تجمعات سمكية كبيرة كـ"السردين أو البذرة"، لذلك عمليات صيدها متعددة، فبعض الصيادين يستخدمون الصنارة، وآخرون يستخدمون الشباك، أو يستخدمون بارودة الصيد البحرية».

سمكة زفقارة

"أغيد زروف" من منطقة "خراب مرقية" يمارس الصيد اليومي بعد الانتهاء من الدراسة، قال: «بحسب معلوماتي وخبرتي في الصيد، فإن سمكة "زفقارة" تسكن في المغارات البحرية خلال بعض الأوقات ضمن حركة أمواج معينة، وهذه المعلومة بالاعتماد على عدم رؤيتها في تلك الأوقات، وخاصة ضمن مراعيها، وبالنسبة لمنطقتنا يتم صيدها بالقفص؛ لأن حجمها جيد، ويصل إلى واحد كيلوغرام ويزيد، كما أنها تكره الضوء وتحب السكون الدائم؛ لذلك تعيش في الأعماق».

الصياد بطريقة الغطس "بشار الأحمد" أكد أن لحم هذه السمكة لذيذ جداً، ولونها أبيض ودسمها مقبول، لذلك هي مطلوبة عند بعض متذوقي السمك، وأضاف: «تميزت هذه السمكة بحذرها الشديد خلال تحركاتها على الرغم من سرعتها مقارنة مع بقية فئتها، فهي تبقى متربصة في مكان وجودها، وتظهر بكثافة مقبولة مع بداية شهر تشرين الثاني، وتستمر نحو خمسة أشهر تقريباً، وهذا يؤكد قلّتها بوجه عام».

وبالعودة إلى الصياد "خالد خليل"، قال عن طريقة تحضيرها وتناولها: «بما أن أحجامها متعددة بحسب عمرها يمكن أن تطهى بطريقتين مختلفتين، الأولى قلي بالزيت الخفيف عندما يكون حجمها صغيراً، والثانية الشواء على الفحم عندما يكون حجمها متوسطاً أو كبيراً، حيث يخلو لحمها من العروق التي يمكن أن نراها في بعض الأنواع، كسمكة "السرغوس" مثلاً. وفيما يخصّ سعرها، فهو متوسط مقارنة مع سمكتي "السلطان إبراهيم" و"السكمبري"».