تتميز سنديانة "الضهر" العملاقة بإطلالتها البحرية من جهة، والجبلية من جهة أخرى؛ وهو ما جعل منها قبلة لمحبي الطبيعة والجلسات الشعبية وهواة التصوير.

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 18 حزيران 2017 قرية "بلوزة"، والتقت المهندس المدني "هيثم حسين ميهوب" من أهالي القرية ليحدثنا عن الشجرة، فقال: «هي شجرة من نوع السنديان المعمر دائمة الخضرة، يزيد عمرها على ثمانمئة عام، وترتفع ما يقارب اثني عشر متراً، يبلغ محيط جذعها أربعة أمتار وستين سنتيمتراً، فروعها كثيرة ومتشابكة الأغصان وضخمة تغطي مساحة ظل تبلغ نحو خمسمئة متر مربع، هذه الضخامة تمكننا من رؤيتها من مسافة بعيدة تقدر بعدة كيلومترات من مختلف الجهات، ومن خلال عملي كمهندس في إحدى البلديات التي تشرف على عدة قرى في هذه المنطقة، نعتمد على الشجرة لتحديد إحداثيات ومسح العقارات المجاورة لها والاستدلال عليها».

بسبب المناخ اللطيف وسحر المناظر والإطلالات والظلال الواسعة، يلتقي الشباب والشابات لقضاء الوقت في التسلية وتناول وجبات الشواء والأطعمة المختلفة، ويتبادلون الأحاديث والتقاط الصور التذكارية في أجواء تسودها الألفة والمحبة بين الجميع

وعن الموقع وسبب التسمية قال: «تقع السنديانة العملاقة على أحد الطرق الفرعية الواصلة بين قريتي "العصيبة" و"بلوزة" التابعتين لريف مدينة "بانياس" على إحدى التلال المطلة على القرية من جهة الجنوب الغربي، وتعرف هذه التلة عند أهالي القرية وما يجاورها باسم "الضهر"؛ لذلك سميت "سنديانة الضهر"، وهي مطلة على جزء واسع من السهل الساحلي لمحافظة "طرطوس" من جهة الغرب بإطلالة يبدو منها البحر على امتدادات كبيرة، ومن الجهة الجنوبية الغربية للتلة تشاهد قلعة "المرقب" الشهيرة في مشهد متميز جداً، أما من جهة الشرق، فتشرف على قريتي "بلوزة" و"الكردية" بإطلالة جبلية أكثر من رائعة، ولقد كان لهذه النقطة أهمية تاريخية، حيث مثلت في الماضي مكاناً لمرابطة جيش السلطان "عماد الدين الزنكي" المشهور تاريخياً أثناء معارك تحرير المنطقة الساحلية من الاحتلال الصليبي الذي دام أكثر من مئتي عام».

المهندس المدني هيثم ميهوب

ويضيف: «قام الطلاب من أهالي القرية والقرى المجاورة وبإشراف من قبل رابطة منظمة اتحاد شبيبة الثورة بعمل تطوعي لتجهيز الطريق والساحة المحيطة بالشجرة ورصفها بالحجارة والإسفلت لتسهيل الوصول إليها، وتأمين مستلزمات الراحة لقاصديها من أي مكان، كما أنها ملاذ لمحبي الطبيعة الهاربين من رطوبة الساحل وحرّه لقضاء أوقاتهم والاستمتاع بمشاهدة البحر والجبل في آن واحد، فكانت مركزاً لالتقاء الأهل والأصدقاء واستقبال وتكريم الضيوف تحت ظلال أغصانها».

أما مدرّس اللغة الإنكليزية "لؤي حرفوش" وهو من أهالي قرية "الكردية" المجاورة، فقد قال: «تحيط بتلة "الضهر" الأراضي الزراعية الخصبة التي تكثر فيها أشجار اللوز والزيتون والحمضيات وغيرها، وللربيع هنا سحره الخاص، وقد اعتدت منذ سنوات طويلة تعود إلى مرحلة دراستي المدرسية وفيما بعد الجامعية، أن أقصد سنديانة "الضهر" التي كانت مكاناً محبباً بالنسبة لي لقضاء أوقات الاستراحة والفراغ برفقة الأصدقاء، وممارسة هواياتنا في صيد أنواع من الطيور التي تكثر في هذه المنطقة، ومنها طائر "الوروار"، ولاحقاً أصبحت من أكثر الأماكن المفضلة ليس فقط بالنسبة لي، بل لجميع أفراد العائلة، نقصدها لقضاء أوقات العطلة، وهي أيضاً ملجأ للطلاب للابتعاد عن أي ضوضاء تعيق تركيزهم خاصة في أيام الامتحانات، كما أنها تمثل محطة استراحة للمزارعين أثناء ذهابهم إلى أعمالهم في أراضيهم وأثناء عودتهم منها».

إطلالة الشجرة والتلة باتجاه البحر

"حسن ميهوب" من أهالي القرية، قال: «بسبب المناخ اللطيف وسحر المناظر والإطلالات والظلال الواسعة، يلتقي الشباب والشابات لقضاء الوقت في التسلية وتناول وجبات الشواء والأطعمة المختلفة، ويتبادلون الأحاديث والتقاط الصور التذكارية في أجواء تسودها الألفة والمحبة بين الجميع».