على هضبة طولانية متمركزة بين عدة جبال مرتفعة، استوطن طائر "أبو منقار"، ومنح اسمه للرقعة الجغرافية التي سكنها بعده أُناس هجروا قريتهم "بريصين" منذ سنوات طويلة، فأسّسوا قرية الطائر.

مدونة وطن "eSyria" زارت قرية "أبو منقار" بتاريخ 15 حزيران 2017، والتقت المعمّر "أحمد سليمان محمود" من أهالي القرية ليحدثنا عن موقعها الجغرافي، حيث قال: «من القرى المميزة بموقعها وتسميتها وطبيعة سكانها، فموقعها يرتفع عن سطح البحر نحو 450 متراً، ويعدّ هضبة متوسطة الارتفاع طولانية الشكل، تحيط بها مجموعة من الجبال المرتفعة، وتكاد تكون حاميتها من مختلف الظروف الجوية؛ فهي معتدلة في فصل الصيف، وباردة في فصل الشتاء، وهذه الهضبة تبعد عن مركز مدينة "الشيخ بدر" نحو 800 متر باتجاه الشمال، وتعدّ حيّاً من أحيائها في التنظيم الإداري الجديد؛ أي إنها نشأت كقرية، وبحكم توسع المخطط التنظيمي أصبحت جزءاً من المدينة».

يبلغ عدد سكان القرية التي أصبحت حيّاً نحو 2000 نسمة، يعمل أغلبهم بالزراعة والوظائف الحكومة، وقد حافظوا على تراثهم في صناعة (سانونة مقلي الفخار) حتى الآن، وكذلك القفف المصنوعة من أعواد الريحان، والسلال

ويتابع: «القرية زراعية بامتياز منذ نشوئها، حيث يزرع القمح والتبغ والشعير والزيتون، وهذا لم يمنع أبناء القرية من التعلم بأعلى درجات العلم، فنسبة المتعلمين في القرية مرتفعة جداً على الرغم من حالات الفقر المادي الموجودة فيها، التي كسر رتابتها أبناء القرية بالتصميم والعزيمة على تغييرها، فالرعيل الأول من المثقفين أكملوا تحصيلهم العلمي على ضوء الكاز الذي لم يتوفر غيره في تلك الفترة الزمنية، فأصبحوا مهندسين وأطباء ومدرّسين وقضاة».

أحمد محمود

الصحفي "أحمد شعبان أحمد" من أبناء القرية، قال: «الموقع الجغرافي للقرية كبقية المواقع الريفية في ساحلنا السوري له تسميته الخاصة قبل الاستيطان البشري فيه، حيث كانت هذه الرقعة الجغرافية تسمى "أبو منقار"، وأظنّ أنّ هذه التسمية تعود إلى طائر جميل جداً يدعى "أبو منقار" استوطن هنا في بيئة برية مناسبة له كسكن وتكاثر، وفي عام 1930 قدم إليها بعض المغادرين من قرية "بريصين" القريبة جداً منها، واستوطنوا فيها مكوّنين قريتهم ومحافظين على ذات التسمية».

المختار "محمد شعبان" قال: «يبلغ عدد سكان القرية التي أصبحت حيّاً نحو 2000 نسمة، يعمل أغلبهم بالزراعة والوظائف الحكومة، وقد حافظوا على تراثهم في صناعة (سانونة مقلي الفخار) حتى الآن، وكذلك القفف المصنوعة من أعواد الريحان، والسلال».

صورة عامة لكل القرية

الحرفي "علي محمود" العامل بصناعة التراثيات من القفف والسلال، قال: «في السابق اشتهرت القرية بتربية دودة الحرير بكميات كبيرة لوفرة الغذاء اللازم لها من أشجار التوت، لكنها انقرضت في مرحلة معينة من دون معرفة الأسباب، وأيضاً تميزت القرية تراثياً بصناعة الأدوات المنزلية من أعواد الريحان كالسلال والقفف، ونحن كعائلة مستمرون بالعمل في هذه الحرفة التراثية، حيث نجمع أعواد الريحان من بيئتنا الطبيعية، ونجفّفها، ثم نتعامل معها يدوياً».

وعن الحدود الجغرافية، قال: «يحدّ القرية من الجهة الشرقية قرية "بريصين"، ومن الجهة الشمالية مزرعة "حميصية"، ومن الجهة الجنوبية الغربية مدينة "الشيخ بدر"، التي تطلّ عليها مباشرة. يوجد فيها نبعان: الأول في منتصفها، ويسمى "عين الجيج"؛ وهو شبه دائم، ويتوقف عن التدفق منتصف الصيف، والثاني أسفل القرية، ويسمى "عين المحص"؛ وهو دائم الجريان، كما يوجد في القرية مدرسة ابتدائية، وجمعية فلاحية، وجميع الخدمات متوفرة فيها.

القرية ضمن الدائرة الصفراء وفق جوجل إيرث

وتميّزت البيئة الاجتماعية فيها بالبساطة والكرم، وظهر هذا من خلال مدّ يد العون لكل إنسان يقصدها بهدف الحصول على حاجة، والتفاف الأهالي بعضهم حول بعض في مختلف المناسبات».