بين ثلاثة إخوة رياضيين شقّت لاعبة الكاراتيه "شروق البودي" طريقها كأنثى لتتفوّق وتتوج رياضياً. وبخبرتها كمدرّبة زرعت ثقة كانت رديفاً لتتويج لاعبيها على مستوى الجمهورية.

اللاعبة "شروق أحمد البودي"، تحدثت عن انطلاقتها لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 7 نيسان 2017، حيث قالت: «ضيق مجال التسلية ضمن أجواء المدينة خلال مرحلة الطفولة؛ كان سبباً أساسياً للتوجه نحو الصالات الرياضية، إضافة إلى وجود ثلاثة إخوة يمارسون الرياضة، وخاصة لعبة الكاراتيه؛ وهو ما دفعني إلى الاقتداء بهم، علماً أنهم لم يستمروا لظروف خاصة بهم، على عكسي تماماً، حيث وجدت في رياضة الكاراتيه شخصيتي واستقلاليتي كأنثى، مع بعض الاعتراضات من والدتي بعد متابعتها مراحل التدريب القاسية، لكن بتصميم كبير بقيت في الصالات الرياضية نحو عشر سنوات متواصلة لم أملّ أو أتعب؛ لأنّ دخولي اللعبة في مرحلة عمرية مبكرة كان له الأثر الإيجابي الكبير؛ نتيجة اللياقة والمرونة».

بفضل خبرتها العالية في التدريب حقّقتُ بطولة جمهورية، كما أنها متميزة بأسلوب تعاملها الشخصي مع اللاعبين؛ وهذا خلق ثقة قلما نجدها مع مدربين آخرين، كان لها أثر إيجابي في الإنجازات، والتمكّن من سرعة الحركات، ومحاكاة الأمور بدقة خلال اللعبة

التميّز هو سبب الاستمرار برأي المدربين الذين تمكنوا من قولبة وصقل قدراتها ومواهبها، وتابعت: «لعبت بمجالي الكاراتيه "الكاتا - القتال"، وأحببت الأولى، وتميزت بها أكثر من الثانية، وشجعني فيها المدرّبون المختصون لما وجدوه لديّ من إمكانيات ومهارات تؤهل لصناعة إنجازات بحسب تعبيرهم؛ وهذا مكّنني من الحصول على ثماني بطولات على مستوى المحافظة، وعشر بطولات جمهورية متنوعة ضمن المراكز الثلاثة الأولى ضمن مجالي اللعبة "الكاتا - القتال"، كما كنت ضمن الفريق الوطني لأربع سنوات، ثم انتقلت إلى مرحلة التدريب وصناعة أبطال على مستوى المحافظة والجمهورية».

الكابتن شروق مع اللاعب محمد برمدا

بداية مرحلة التدريب كانت من محاولة تعويض النقص في إنتاج لاعبات، وأضافت: «هناك صعوبة في جذب الإناث للعبة الكاراتيه؛ نتيجة صعوبة التدريب والمنافسات والظروف العامة المتعلقة بها، والرؤية غير الواضحة الناتجة عن النظرة القاصرة لأهميتها وشغفها، لكن هذا لم يثنني، فشجعت ودرّبت لاعبات حقّقن بطولات محافظة وجمهورية مع قلة عددهن».

مع تطور قوانين التحكيم لا بدّ للمدرب أن يكون مواكباً لآليات التطبيق خلال مراحل التدريب؛ وهذا ما أكدته المدرّبة "شروق" بقولها: «كثيرة هي وسائل الحماية التي يجب التعامل معها للوصول إلى سلامة جسدية قبل وبعد كل تدريب وبطولة، ومنها واقيات القدمين واليدين والأسنان؛ لتخفيف صدمات الحركات، فيعتاد اللاعب على تحكم خاص بحركاته ودقة ضرباته، خاصة أن قانون تحكيم اللعبة كان وما زال مع اللاعب، فهو حال دون تضرره وأذيته المباشرة، فمثلاً اللاعبون تحت سنّ السادسة عشرة يمنع عليهم اللمس تحت طائلة المحاسبة التحكيمية؛ وهذا دفعني إلى العمل على موضوع التحكم بالحركات منذ مراحل التدريب الأولى، على الرغم من صعوبة التحكم بطاقات وإمكانيات اللاعب في لحظات معينة من الانسجام مع روح اللعبة».

الكابتن علي مصطفى

وتضيف: «الثقة بين اللاعب والمدرب مهمة جداً من ناحية تفريغ الشحنات السلبية، وتقديم شحنات إيجابية في مختلف مجالات حياة اللاعب، وهذا لا يحصل إلا إذا وصل المدرّب إلى مراحل خاصة من حياة اللاعب، ومجمل هذه الأمور وفهمها بدقة جعلتني أتمكن من تحقيق ما خططت له في مجال التدريب، وإحراز عدة مراكز متقدمة في مختلف البطولات من خلال اللاعبين الذين أدربهم».

تشغل الكابتن "شروق" عضوية اللجنة الفنية للكاراتيه، وأمين سرّ ألعاب القوى في فرع الاتحاد الرياضي في "طرطوس"؛ وهذا له أثر إيجابي -من وجهة نظرها- على اللعبة، أوضحته بقولها: «هذه المراتب الرياضية الرسمية هي صلة وصل بين الاتحاد واللجنة واللاعب؛ وهذا أمر مهم بالنسبة لتحقيق توازن أرغب به كمدرّب؛ لتحقيق إنجازات رياضية متميزة من خلال لاعبين أو مدربين، وحتى على صعيد الحاجيات ومطالب اللعبة في المحافظة، وإيصالها ومتابعتها في الاتحاد العام، ومنها إعادة تنظيم الصالة، والحصول على تجهيزات للأولمبياد في عام 2015 بدعم من رئيس اللجنة الفنية واللجنة التنفيذية».

الكابتن شروق البودي في الصالة الرياضية

الحكم الرياضي "علي مصطفى" رئيس اللجنة الفنية للعبة الكاراتيه، قال: «المدرّبة "شروق" محرّك اللعبة بنشاطها وإمكانياتها، حتى إنها تتبنى أعمالاً ليست من اختصاصها نتيجة حبها وعشقها للعبة والرياضة، ولها الكثير من الإنجازات على صعيد التدريب؛ فلاعبوها حققوا مراكز متقدمة على مستوى الجمهورية، وخبرتها عالية باختيار اللاعبين المتميزين».

اللاعب "محمد برمدا"، قال: «بفضل خبرتها العالية في التدريب حقّقتُ بطولة جمهورية، كما أنها متميزة بأسلوب تعاملها الشخصي مع اللاعبين؛ وهذا خلق ثقة قلما نجدها مع مدربين آخرين، كان لها أثر إيجابي في الإنجازات، والتمكّن من سرعة الحركات، ومحاكاة الأمور بدقة خلال اللعبة».

يشار إلى أنّ المدرّبة "شروق أحمد البودي" من مواليد "طرطوس"، عام 1980.