خاض المخترع "شادي بيطار" تحدّي إثبات فكرة ظنّ بعضهم أنها غير قابلة للتطبيق، وأكّد أن استخدام الرياح الناتجة عن سير المركبات الكهربائية لتوليد تيار كهربائي قادر على شحن المدخرات الاحتياطية، فحصل على براءة اختراع مسجلة لحماية ملكيتها.

الفكرة تعتمد في التطبيق على السيارات الكهربائية خلال سرعات معينة، والعمل عليها كان نتيجة الإصرار على إثبات صحتها وسلامتها، فكان لها من البحث العلمي ما منحها براءة اختراع، وعنها قال المخترع "شادي بيطار" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 24 آذار 2017: «تعمل السيارات الكهربائية على ما تختزنه مدخراتها من طاقة كهربائية، لكن المشكلة في حال فرغت تلك المدخرات بلحظة عادية أو مفاجئة؛ وهو ما يعني وقوف المركبة والعمل على إعادة شحنها، ومن هنا انطلقت فكرتي بأن يكون للسيارة الكهربائية مجموعة مدخرات احتياطية رديفة لعمل المجموعة الأساسية، وهذه المجموعة تشحن تلقائياً بفعل الحركة والرياح ومولدات الطاقة الصغيرة».

عرضتُ الفكرة على المعنيين في "مركز الباسل للإبداع والاختراع" لحماية ملكيتها، وتم تحويل الملف إلى "جامعة دمشق" للبحث والدراسة، وبعدها حصلت على براءة اختراع؛ لكونها قابلة للتنفيذ وذات مردودية جيدة

وأَضاف: «تنتج حركة السيارة بسرعة تسعين كيلومتراً في الساعة رياحاً مجانية يمكن تمريرها عبر بوابة "توربين" هوائي تفتح تلقائياً، وهو مصمم على طول المركبة، وله مدخل ومخرج لتقليل الممانعة والاحتكاك، ومثبت عليه مولدات طاقة "منوبات" تنتج التيار الكهربائي لشحن المدخرات الاحتياطية لتكون جاهزة للعمل عند فروغ المدخرات الأساسية، وكذلك تشحن المدخرات الأساسية بعد التحول إلى الاحتياطية، وفق آلية عمل ميكانيكية كهربائية متكاملة».

جهاد بشارة

وتابع: «عرضتُ الفكرة على المعنيين في "مركز الباسل للإبداع والاختراع" لحماية ملكيتها، وتم تحويل الملف إلى "جامعة دمشق" للبحث والدراسة، وبعدها حصلت على براءة اختراع؛ لكونها قابلة للتنفيذ وذات مردودية جيدة».

المخترع "شادي بيطار" متفوق ومجتهد منذ الصغر، قال عن سنوات الدراسة: «درست الثانوية الصناعية، قسم الإلكترون، وتابعت لاحقاً دراستي في المعهد المتوسط الصناعي، ثم سجلت في قسم الحاسوب ونظم المعلومات في "جامعة حلب"، في خطوة كان لها الأثر الأكبر في إثراء معارفي وصقل إمكاناتي، ولم تبعدني الدراسة عن العمل التطوعي المجتمعي، وكنت رديفاً لعدد من الجمعيات الأهلية والفرق الشبابية التطوعية الهادفة لإحداث التغيير الإيجابي المجتمعي».

المهندس ياسر محمد

الموظف المتقاعد "جهاد بشارة"، المُطّلع على البحث، قال: «"شادي" شاب منفتح على العلم والبحث العلمي، وهذا مكّنه من تجاوز صعاب التفكير ببحثه الذي نال عليه براءة اختراع، حيث قدم بحثاً غير مسبوق يعتمد على الذات في الحركة وتوليد الطاقة بالنسبة للمركبات الكهربائية؛ أي إنه ثورة في مجال استثمار الطاقة البديلة النظيفة».

أما المهندس "ياسر محمد"، فأكّد أنّ الفكرة رائدة انطلاقاً من دورها في تأمين السلامة على الطرق الطويلة والبعيدة انطلاقاً من عدم التوقف، وتابع: «قدم المخترع "شادي" نظاماً بديلاً ومتكاملاً للمنظومة الأساسية في السيارات الكهربائية؛ وهو ما يوفر تواصلاً مستمراً لحركة المركبة في حال انقطاع تيار شحن المدخرات العاملة عليها؛ وهذا يعني حالة من الأمان في المناطق غير المأهولة».

يذكر أنّ المخترع "شادي بيطار" من مواليد عام 1974، مدينة "بانياس".