عمل بانورامي تشكيلي على الكورنيش البحري، جذب بمساحته الكبيرة أكثر من ثلاثين متطوعاً للعمل به، إلى جانب تشكيليين محترفين، أسّسوا لاستمراريته ليكون "جسر السلام" السوري وخارطة المعالم السياحية.

على جدار كلية الآداب من الجهة الغربية، والسور المحيط به، عشرات الأطنان من التوالف الضارة بالبيئة جمعت لتكون الخارطة السياحية السورية برؤى تشكيلية؛ وهذا بحسب حديث الفنان التشكيلي "أحمد خليل" مصمّم ومنفّذ العمل أمام ساحة المهرجانات على "الكورنيش البحري"، حيث قال لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 3 كانون الثاني 2017: «بدأت الفكرة بيني وبين الصديق "وجدي عبود" عضو مجلس إدارة جمعية "وطن التنموية" المتبنية للعمل، ورئيس مجلس إدارتها المهندس "محمد بلول"، من خلال حوار دام نحو عشرين يوماً، وتوصلنا إلى فكرة العمل التي تشكل "سورية" بلوحة مصغرة عن الواقع، وتحمل معلماً ورمزاً سياحياً أثرياً بارزاً من كل محافظة، وتكون هذه اللوحة من أكبر اللوحات البانورامية في "الساحل السوري" بمساحة تصل إلى 310 أمتار مربعة، إذاً هي عبارة عن فسيفساء سورية تضم نواعير "حماة"، وجسر "دير الزور" المعلق، و"قلعة حلب"، و"أوغاريت" اللاذقية، و"عمريت" الطرطوسية، و"الجامع الأموي"، بأسلوب فني تشكيلي، وبالحدود الطبيعية لبلادي.

نسجنا من مئة مادة مختلفة من توالف البيئة اللوحة البانورامية، وتم تثبيتها بمواد لاصقة تدوم ولا تؤثر فيها العوامل الجوية، واستخدمنا الروافع للوصول إلى المناطق المرتفعة فيها، وهذه المشاركة بصمة خاصة في سجل حياتي سجلتها بكل حب

اللوحة منفذة بتوالف البيئة كالزجاج بمختلف أنواعه وأشكاله، والسيراميك وشاشات البلازما، حيث جمع ما يقارب الثلاثين طناً منها عن الشاطئ البحري ومن مصادرها؛ وهذا شكل الوجه الآخر للعمل وحماية البيئة وتجميلها».

الفنان أحمد خليل

الفنان التشكيلي "شادي أدريس" من المشاركين بالعمل، قال: «الجميل في الأمر مشاركة المتطوعين والمارة والموهوبين والراغبين بترك بصمة جميلة في سجل التشكيل الجمالي للكورنيش البحري، حيث تم تركيب التوالف بمواد لا تتحلل بعوامل المناخ، وهنا ضمنا استمرارية التشكيل الجمالي على جدار كلية الآداب والسور الخارجي الموازي له، وأمّنا فسحة بصرية جميلة يخيّل للمشاهد أنها مرسومة بالريشة والألوان».

المتطوعة المشاركة بالعمل "أمل حلوم"، قالت: «نسجنا من مئة مادة مختلفة من توالف البيئة اللوحة البانورامية، وتم تثبيتها بمواد لاصقة تدوم ولا تؤثر فيها العوامل الجوية، واستخدمنا الروافع للوصول إلى المناطق المرتفعة فيها، وهذه المشاركة بصمة خاصة في سجل حياتي سجلتها بكل حب».

المصمم خليل والفنان شادي

أما المشرف على تنفيذ اللوحة البانورامية "خليل خليل" والمشارك بالتصميم، فقال: «لم يثننا في هذا العمل الجمالي وجود حاويات القمامة بجوارنا، على الرغم من المطالبات الكثيرة لتغيير مكانها لكونها لا تتناسب بصرياً مع ما نقوم به.

اللوحة تختصر الخارطة السياحية والأثرية لبلادي، بتصميم ركزنا فيه على سهولة التنفيذ بمختلف أبعاده ووضوحه وحجمه؛ وهذا سهّل مشاركة المتطوعين بالعمل على الرغم من العوامل الجوية المتقلبة والقاسية أحياناً، وانتهجنا في التنفيذ أسلوباً بسيطاً بالتعاطي مع المواد الأولية وطريقة تركيبها ورصفها فوق الشباك المعدنية المثبتة بمئات البراغي على الجدار الأساسي الحامل للرسم التشكيلي الأولي».

خلال العمل