تميّزت قرية "بسقاية" بموقعها المشرف والمتحكّم بممرٍّ جبلي، وامتلاكها "بيت السقاية" العائد إلى الفترة السريانية، فهي قرية لها خصوصيتها الحربية والجغرافية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 28 تشرين الثاني 2016، المعمّرة "منيرة محمد يوسف" من أهالي وسكان قرية "بسقاية" التي زرناها بهدف معرفة تميّزها وموقعها وسبب تسميتها، فقالت: «يوجد في هذه المنطقة نبع قديم جداً يدعى "عين البستان"، الواقع على الممرّ الجبلي القديم والوعر، الواصل بين منطقة "القدموس" ومزرعة "بيت النبع" أحد أهم معاقل المجاهد الشيخ "صالح العلي" من جهة، وبين منطقة "الشيخ بدر" المعقل الرئيس له من جهة أخرى؛ وهذا منح المكان خصوصية حربية ضد الاحتلال الفرنسي.

التربة هنا كلسية، وفي بعض المناطق تتحول إلى بركانية بتأثير من الجبل البركاني الخامد المعروف بجبل "النبي شيس"، ويبلغ عدد سكانها 700 نسمة حسب آخر إحصائية، يعتمدون الزراعة بوجه أساسي في تأمين قوت يومهم، وخاصة الزراعات الشتوية البعلية التي تميزت بها، كزراعة بعض أنواع الخضراوات حول المنازل كـ"البصل والثوم والسلق والملفوف والبطاطا، وزراعات أخرى كالتبغ والقمح والشعير والعدس والحمص". أما الأشجار المثمرة، فمنها: "الزيتون، والتوت، والتين، والعنب". ويعمل بعض أهالي القرية بتجارة المواشي بمختلف أنواعها، كـ"الأبقار، والماعز، وتربية الدواجن"

كما أن المسافرين وعابري الطريق كانوا يقصدون النبع للاستراحة والتزود بمياه الشرب، ومازال أهالي القرية يستثمرونه حتى الآن بسقاية مزروعاتهم في الأراضي القريبة منه، إضافة إلى وجود عدة ينابيع صخرية تتوسط القرية، وتوصف بأنها متوسطة الغزارة، حيث يعتمد عليها الأهالي بوجه رئيس في تأمين مياه الشرب، خاصة نبع "عين العديس" و"عين الشرقية"، وهذه خصوصية أخرى لازمت القرية حتى الآن، وجعلت منها قرية متميزة على القرى المحيطة بها؛ لأنها تحوي مصادر مياه دائمة، ومن هنا جاء اسمها».

علاء مسعود

إذاً، قرية "بسقاية" واقعة على الطريق الواصل بين منطقتي "القدموس" و"الشيخ بدر"، وتتبع إدارياً إلى بلدية "كاف الجاع". وكان لموقعها تميز يضاف إلى تميزها المجتمعي تحدث عنه "علاء منير مسعود" من سكان القرية، فقال: «تبعد قرية "بسقاية" عن مدينة "القدموس" نحو ثلاثة عشر كيلو متراً، ممتدةً على ارتفاع يتراوح ما بين 550 متراً في منطقة الوادي، و850 متراً في أعلى نقطة بالقرية، وتحيط بها مجموعة من القرى، منها: "الجماسة" من الجهة الغربية، و"السعنونية" من الجهة الشمالية الغربية. أما من الجهة الجنوبية الغربية، فتجاورها قرية "الدليبة"، ومن الجهة الشرقية "الشعرة" التي تبعد عنها 1 كيلو متر فقط.

وتتميز القرية بوادٍ سيلي تجري فيه المياه في موسم الأمطار، ويعدّ أحد أهم روافد نهر "مرقية" التي يتم تجميع مياهها في سد "الصوراني" القريب من المنطقة، إضافة إلى وجود بئر ماء غزيرة وغابة "الصنوبر" أو "مشتل حراج الشعرة"؛ كما يسمى، والقرية تمتد من قرية "الشعرة" المجاورة لها وحتى أطراف منطقة تسمى "الصومعة"».

الدكتور حيان أحمد

ويتابع توضيح الحالة المعيشية المعتمدة على الزراعة، فيقول: «التربة هنا كلسية، وفي بعض المناطق تتحول إلى بركانية بتأثير من الجبل البركاني الخامد المعروف بجبل "النبي شيس"، ويبلغ عدد سكانها 700 نسمة حسب آخر إحصائية، يعتمدون الزراعة بوجه أساسي في تأمين قوت يومهم، وخاصة الزراعات الشتوية البعلية التي تميزت بها، كزراعة بعض أنواع الخضراوات حول المنازل كـ"البصل والثوم والسلق والملفوف والبطاطا، وزراعات أخرى كالتبغ والقمح والشعير والعدس والحمص". أما الأشجار المثمرة، فمنها: "الزيتون، والتوت، والتين، والعنب". ويعمل بعض أهالي القرية بتجارة المواشي بمختلف أنواعها، كـ"الأبقار، والماعز، وتربية الدواجن"».

وفيما يخص الخدمات في القرية، يقول الطبيب "حيان محمود أحمد": «القرية بوجه عام مخدّمة من عدة نواحٍ، منها: الطرقية؛ فهي تتميز بعدة طرق فرعية معبدة تربط الحارات والأراضي فيما بينها، إضافة إلى الطريق الرئيس الذي يعدّ جزءاً من طريق "القدموس - الشيخ بدر"، وهو مؤمن بالمواصلات باستمرار، وقد زوّدت مؤخراً بشبكة مياه للشرب وشبكة كهرباء وهاتف آلي، ويوجد على أطرافها مركز صحي يخدّمها والقرى المجاورة، إضافة إلى وجود مدرستين للتعليم الأساسي؛ حلقة أولى وثانية. وقد تميّزت القرية في السابق بعدد من الصناعات التراثية كصناعة أطباق القش والسلال من أعواد الريحان، أما في الوقت الحاضر، ففيها العديد من الحرف، كالحدادة والنجارة وطاحونة أعلاف، لكنها تعاني مشكلة الصرف الصحي.

قرية بسقاية وفق جوجل إيرث

وبالنسبة للحركة العمرانية، فقد شهدت نمواً ملحوظاً في المدة الأخيرة، إلا أن بعض شباب القرية توجهوا إلى مراكز المدن طلباً للعلم أو العمل».