التفاعل الكبير لجمهور المسرح في مدينة "بانياس"، حفّز شباب فرقة "مشروع حلم" لمئة دقيقة بوتيرة متصاعدة على الرغم من ضعف المقومات المسرحية، فكانوا "كرة الجنون" المعبرة عن الواقع الاجتماعي بروح الشباب.

الكاتب "حسن م يوسف" الذي تابع العرض المسرحي "كرة الجنون"، قال: «أظنّ أنّ هذا العرض تعبير عن شباب هذه المدينة الجميلة وعزيمة روحهم على الرغم من افتقار المسرح إلى مقومات العرض، كالديكور والإضاءة وحتى الستارة، ومع هذا تمكنوا من إيجاد صيغة تواصل مع أبناء مدينتهم عبر نصهم الخاص وثقافتهم الخاصة، فكان الهمّ الاجتماعي هو الطاغي، فجذبوا الجمهور وتفاعلوا معهم حتى النهاية، وهذه دلالة على تعطش المدينة للمسرح، لقد استمتعت بالعرض ضمن ظروفه الصعبة، وتمتعت بصموده حتى النهاية».

حاولت تقديم صورة للحب عبر شخصية العاشق الفاقد لحلمه بفقدان حبيبته "ليلى"، الذي فقد مستقبله؛ وهو ما جذب الجمهور التفاصيل غير المتوقعة وتبدلها

وفي لقاء مدونة وطن "eSyria" مع كاتب ومخرج مسرحية "كرة الجنون" الشاب "ماهر أمين"، بتاريخ 20 تشرين الثاني 2016، قال: «العرض حصيلة عمل ستة أشهر لفرقة "مشروع حلم"، وهو عمل اجتماعي فيه شيء من الكوميديا السوداء التي تعبر عن حياتنا وواقعنا الذي يشبه الكرة، التي لا يمكن أن يختبئ الفرد من جنونها، إذاً هو إسقاط لواقعنا ومعالجة لجدلية العقل والجنون بطريقة غير تقليدية وجديدة؛ عبر أربع شخصيات ضمن مستشفى المجانين، حيث إن لكل شخصية مدلولاتها الخاصة، إضافة إلى شخصية الكبير المتسلط والمهيمن».

المسرحي ماهر أمين والكاتب حسن م يوسف

ويضيف: «المميز بهذا العرض الأول تلقف الجمهور لكل فكرة طرحت، وتفاعله معها، ومحاكاتها حتى اللحظات الأخيرة منها، وهذه دلالة على تعطش الجمهور للمسرح ولنصوص مكتوبة بروح الشباب».

الممثل المسرحي "ليث عباس"، قال: «الجمهور وتفاعله دافع ومحفز لتقديم الأفضل بالنسبة لنا كفرقة شابة مقبلة على المسرح من أوسع أبوابه، وهو الرافعة الحقيقية لتجميع طاقاتنا وتوظيفها بطريقة صحيحة وسليمة حتى اللحظات الأخيرة، لذلك كانت آخر لحظات العرض الذي استمر لما يزيد على الساعة ونصف الساعة كما اللحظات الأولى له، فالشباب ليس مجرد قول التصق بنا، وإنما جسدناه فعل ومسؤولية على الخشبة».

الممثل ليث عباس

أما الممثل "باسل أبو علي"، فأكد أنه تمكن بسرعة كبقية زملائه من بناء علاقة سريعة وجدلية مع الجمهور، حيث إن الخوف من التململ تلاشى بسرعة، وبدأت الجدلية بتوقّع النهايات؛ باعتماد الإسقاطات الواقعية، متابعاً: «حاولت تقديم صورة للحب عبر شخصية العاشق الفاقد لحلمه بفقدان حبيبته "ليلى"، الذي فقد مستقبله؛ وهو ما جذب الجمهور التفاصيل غير المتوقعة وتبدلها».

الممثلة "ميس عثمان"، قالت: «تجربة جميلة لشخصيات قد يحلم كل منا بالغوص في تفاصيلها، قدمنا أفكاراً بنّاءة وهادفة لجمهور خالف توقعاتنا بالانجذاب والمتابعة والتفاعل، فتقديم الشخصيات كان صعباً جداً لوجود فراغات تقديم مع حضور دائم على الخشبة؛ أي بطريقة "الفلاش باك"، حيث كان لابد من استحضار الحالة ذهنياً من النص والواقع؛ وهنا تكمن الصعوبة».

الممثلان باسل وميس

يذكر أن العرض تمّ على خشبة "المركز الثقافي العربي" في "بانياس".