طبيعة المكان فرضت على النحات "وضاح سلامة" خامة العمل النحتي، فارتكز على الموروث المهني العائلي والدراسة الأكاديمية وعلاقته مع البيئة النظيفة، ليشكّل عمله "مشوار".
مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 20 تشرين الثاني 2016، النحات "وضاح سلامة"، الذي تحدث عن عمله الفني بالقول: «لقد قمت بهذا العمل كرسالة وهدف في ملتقى "الدلبة" الرابع في "مشتى الحلو"، حيث تم تأمين الخردة المعدنية من المجتمع الأهلي لتتناسب وطبيعة ساحة "الدلبة" التي تعجّ بالأعمال النحتية، وبعد معاينتها ورؤية دواسة الدراجة الهوائية تكوّنت الصورة الذهنية للعمل المستقبلي، حيث ربطتها بطبيعة "المشتى" الجميلة وسكانها محبي الرياضة، ناهيك عن أنها مفيدة للصحة، وفعلاً تم تشكيل هيئة الدراجة وتجسيد شخصيتين عليها يهمّان بمشوار ورحلة إلى الطبيعة».
للدراجة الهوائية الكثير من الرموز والدلالات، أهمها تصحيح العلاقة مع الطبيعة والمحافظة عليها، إضافة إلى أنها وسيلة عودة المهجرين إلى البلاد، وعليه كانت قصة "مشوار" عنوانها العريض
وعن بداياته قال: «منذ الصغر امتلكت موهبة الرسم، وحصلت على ريادة على مستوى القطر في الرسم، حيث بدأ الاهتمام بي في المدرسة، ومنحت الكثير من الرعاية التي ساعدتني بعد الثانوية في الاختصاص الأكاديمي، وفي السنة الثانية دخلت قسم النحت فمنحت ما كان ينقصني فنياً، وأدركت فيه الأشكال بأبعادها المختلفة، وفي السنة الرابعة قدمت مشروع التخرج بخمسة عشر عملاً نحتياً، منها عمل بالمعدن، وتجربة أولى به، علماً أنني ابن أسرة تمتهن الحدادة كوسيلة معيشة لها؛ وهذا خدمني كثيراً في معرفة المبادئ الأولية لتعاملاته الأساسية.
كنت الأول على دفعتي، وتابعت دراسات عليا، وعينت باختصاصي في وزارة التربية، وفي عام 2009 انتقلت من وزارة التربية إلى وزارة الثقافة، وعينت رئيس قسم النحت في معهد تقانة الفنون التطبيقية».
المحامي "وائل صباغ" مدير ملتقى "الدلبة"، تحدث عن أهمية هذه المنحوتة المتشكلة من الخردة بالقول: «للدراجة الهوائية الكثير من الرموز والدلالات، أهمها تصحيح العلاقة مع الطبيعة والمحافظة عليها، إضافة إلى أنها وسيلة عودة المهجرين إلى البلاد، وعليه كانت قصة "مشوار" عنوانها العريض».
أما النحات "علاء محمد"، فأوضح: «لقد أضفى وجود النحات "وضاح سلامة" حالة من التميز على مهرجان النحت على الخشب، فعمله تشكيل فراغي بلمسات جميلة بدقتها وحالة توظيفها واعتمادها على إعادة تدوير الخردة المعدنية، حيث شكل عمل "نصبي" بكل المقاييس، واللافت بالأمر أننا حين طلبنا الخردة جاءنا الأهالي بكميات تكفي وتزيد؛ أي إن الجميع شاركوا بالعمل، ووضعوا الفنان أمام خيارات أكثر».
يشار إلى أن النحات "وضاح صياح سلامة" من مواليد عام 1973، "أشرفية صحنايا" في "ريف دمشق"، وله الكثير من المشاركات الفنية الخارجية، منها ملتقى "سمبوزيوم" في "إسبانيا"، ومحترف "ربيع رمال" في "عمان"، وهو رئيس قسم النحت في معهد تقانة الفنون التطبيقية، وحاصل على دبلوم دراسات عليا.
